الدخول المدرسي بولاية مستغانم يسير هذه السنة على غير عادته بخصوص عملية بيع الكتب المدرسية ، وهذا بعدما كلفت مديرية التربية للولاية 23 مكتبة معتمدة للقيام بهذه المهمة حيث اعتبر أحد المدرين بأن عملية بيع الكتب المدرسية غير إلزامية وغير منصوص عليها في التشريع المدرسي وإنما هي اختيارية تطوعية وأرجع عدم بيع المدرين والمقتصدين الكتب المدرسة إلى المشاكل التي نجمت عنها خلال السنوات الأخيرة ، حيث أحدثت ولعدد من المدرين والمقتصدين الكثير من المشاكل المالية دون أن يتلقوا أي حماية أو غطاء تعويضي يحميهم من العقوبات التي يمكن أن تترتب عنها ،علما أن عدد التلاميذ المتمدرسين هذه السنة يفوق 260 ألف تلميذ موزعين على الأطوار الثلاثة . و قد نشرت مديرية التربية عبر صفحتها الالكترونية قائمة المكتبات المرخص لها لبيع الكتب المدرسية ما أحدث قلقا كبيرا وسط أولياء التلاميذ الذين لم يعتادوا اقتناء الكتب المدرسية بهذه الطريقة ما أدى إلى خلق تخوف كبير من أن يلتحق أبناؤهم بمؤسساتهم دون كتب نظرا للازدحام و التدافع الكبيرين الذي عرفته ولا تشهده هذه المكتبات مسببة في ذلك طوابير طويلة فرضت على الأولياء . و قد قال أحد الأولياء أنه جد محتار وقلق من هذه الإشكالية التي أحدثت فوضى بنقاط بيع الكتاب المدرسي ، حيث لم يتمكن من اقتناء الكتب إلا البعض منها وعليه التنقل والبحث عن البقية من الكتب في مكتبات أخرى حتى يسمح لأبنائه الثلاثة بالالتحاق بمدارسهم و صرّح وليّ آخر حارس بإحدى المؤسسات الاقتصادية لم يخف تخوفه من عجزه عن تلبية حاجيات أبنائه الأربعة الموزعين عبر الأطوار الثلاثة (الإبتدائي ، المتوسط و الثانوي) ، حيث أشار أن حزمة كتب الطور الابتدائي حدد سعرها بين 910 دج إلى 2800 دج أما في المتوسط فهي معروضة بأسعار ما بين 3000 إلى 4500 دج ، . في المقابل لا يتجاوز راتبي 30 ألف دج فما العمل «يقول» . و أمام هذه الإشكالية الخاصة بالكتاب المدرسي والأسعار المعروضة لم يبق أمام الأولياء الذين يعيشون ضائقة مالية لعدم قدرتهم على شراء الكتب المدرسية من المكتبات إلا اللجوء إلى الأسواق الشعبية لمدينة مستغانم على غرار سوق العين الصفراء ، سلاليم عمارة «الكوليزي» أو أطراف ومحيط السوق المغطاة أين تجد هذه الشريحة كل الكتب المستعملة للأطوار الثلاثة وبأسعار جد مقبولة ، حيث يمكن أن تسوق حزمة من كتب الطور الابتدائي ب 300 دج والمتوسط ب 1200 دج أما الثانوي فتسوق الحزمة الواحدة ب 2500 دج ، المحضوضون يلجؤون لاقتناء الكتب المدرسية المستعملة إلى عائلاتهم الذين يمنحوهم هذه الكتب كهدية إلى مستوى أعلى ، في المصاف الثاني يأتي الجيران أين تكون المقايضة في غالب الأحيان مقابل شيء رمزي أو طلب خدمة . هكذا تتعامل العائلات المستغانمية لاقتناء الكتب المدرسية لأبنائها خلال هذا الدخول المدرسي في انتظار إيجاد حل نهائي لهذه الأزمة التي أخلطت أوراق الأولياء وأزعجت كثيرا التلاميذ .