- مديرية الصحة تنتظر نتائج معهد باستور بخصوص الحالات المشتبه في إصابتها بسلالة «هيهي» - عزوف مقلق عن التلقيح في الفترة الأخيرة والحصيلة تتراجع من 20 ألف إلى 500 ملقح يوميا - نصف الكمية المخزنة من اللقاح أصبحت غير صالحة للاستعمال ومصيرها الإتلاف - الموجة الرابعة يُجهل لحد الآن سلالتها ودرجة خطورتها - من التركيب إلى التجريب ، استعدادا لدخول مولدات الأوكسجين مرحلة الاستغلال عند الضرورة للأسف و كما توقع خبراء الصحة دق جرس الإنذار من جديد استعدادا لخوض معركة رابعة ،أو كما يسمونها موجة رابعة لوباء العصر "كورونا" خلال الأسابيع القليلة المقبلة بتصاعد عدد الحالات الحاملة للفيروس وارتفاع عدد المرضى الذين يخضعون للعلاج بالمؤسسات الاستشفائية المتخصصة . ليست مجرد تنبؤات لمختصين في الطب الوقائي وعلم الأوبئة ، بل هي عمليات حسابية دقيقة وتقارير يومية لما يسجله قطاع الصحة في الآونة الأخيرة وبالضبط منذ الأسبوعين الفارطين ، من تغيرات بعد ارتفاع جديد لعدد الإصابات بعد هدنة مؤقتة قدمها الفيروس على طبق من ذهب للجيش الأبيض لتكون بمثابة الورقة الرابحة التي تزيدهم قوة واستعدادا لمجابهة أي طارئ . قبل الحديث عن مستجدات الوضعية الصحية الاستثنائية وقبل عرض خريطة العمل المطبقة لتفادي أخطاء ونقائص الموجة الثالثة لا بأس أن نقدم وباختصار ما خلفه فيروس «كورونا» وسلالاته المتحورة منذ ظهور أول حالة إلى يومنا هذا . لا مجال للمجادلة بأن وباء العصر «كورونا» أخلط أوراق العالم بأسره وجعل الدول تُعيد حساباتها من جديد وفرض عليها "إقامة جبرية" مفتوحة المدى بشروط احترازية مشددة وهزات ارتدادية و درجات متفاوتة من موسم إلى آخر ، إلى أن ارتفعت حصيلة ضحايا الفيروس وتعدت عتبة ال 240 مليون مصابا و4 ملايين وفاة منذ بداية الجائحة عبر دول العالم إلى درجة أن 3 سنوات من النضال ضد الوباء القاتل لم تكن كافية للوصول إلى المحطة الأخيرة والعودة إلى الحياة العادية بدليل ما نعيشه دول عظمى كالصين التي عزلت مدينة كاملة للسيطرة على المتحور "هيهي" ، و ألمانيا التي دخلت وضعية صحية صعبة مع تزايد أعداد المرضى في العناية المركزة وروسيا التي سجلت هي الأخرى حصيلة قياسية يومية في عدد الوفيات . كل هذه التفاصيل تدفع الجميع للتأهب لحالة طوارئ جديدة والتحضير لاستقبال موجة رابعة يجهل نوع سلالتها ومدى خطورتها على المصاب إلى يومنا هذا. وبالعودة إلى تصريحات وزير الصحة يوم الأحد البروفيسور بن بوزيد عبد الرحمان ، خلال عرضه للإستراتيجية الوطنية للتصدي لجائحة كورونا وإعادة بعث الاقتصاد الوطني ، بمناسبة تنظيم مؤتمر الجزائر للاستثمار نجدها واضحة ودقيقة وتحمل في طياتها رسالة تحذير إلى المواطن ولا تستبعد موجة رابعة في الأيام القليلة المقبلة . ويشير نفس التصريح إلى نقطة مهمة تكمن في التراجع المقلق عن التلقيح ضد كورونا على مستوى ولايات الوطن ككل ، و من خلال العرض الذي قدمه وبالتحديد الشق الخاص بالتطعيم فقد لخص الوضع كالأتي : "الدولة وضعت كل الوسائل اللازمة من أجل وضع اللقاح في متناول جميع المواطنين ، لكن هؤلاء لم يقبلوا على هذه العملية إلا ببلوغ عدد الإصابات ذروتها متخلين عنها بمجرد تراجع عدد الحالات " وبهذا يكون قد شرّح الوضعية الوبائية مقدما عرض حال عن ما ابرز المراحل التي مرت بها حملة التلقيح . وحتى نربط تصريحات وزير الصحة بما تشهده مؤسساتنا الاستشفائية جمعنا بدورنا معلومات عن الخريطة الذي ضبطتها مديرية الصحة بوهران ، باعتبار أن الولاية كانت في وقت سابق من الولايات الأكثر تضررا من الفيروس وسلالته المتحورة ، تزامنا مع العد التصاعدي للحصيلة الوبائية اليومية الأسبوعين الفارطين . حسب المختصين فقد استفادت الوضعية الوبائية بولاية وهران على غرار مناطق الوطن الموجودة في الخانة الحمراء هدنة محددة المدة منذ نهاية شهر أوت الفارط بتراجع حصيلة الإصابات والوفيات في نفس الوقت ، ما سمح بتخفيف الحجر الصحي والترخيص لبعض النشاطات المعلّقة منذ أشهر ، إلى رفع الحجر الجزئي في 18 أكتوبر الفارط بعدما أضحى عدد الحالات لا يتعدى 10 يوميا أمام ارتفاع حالات الشفاء ، إلا أن هذا الوضع ومن سوء حظنا لم يدم ذلك طويلا، وما هي سوى مهلة محدودة منحها لنا الفيروس حتى أتت توقعات بموجة رابعة وهو ما أكدته التقارير التي ضبطتها مديرية الصحة والتي تشير إلى تسجيل 20 إصابة يوميا خاصة وأن العالم يسجل هذه الأيام حصيلة ثقيلة من جهتها تتوقع مديرية الصحة أن تسجل ولاية وهران ذروة جديدة بعد الحملة الانتخابية للاستحقاقات المحلية المزمع تنظيمها في ال 27 من الشهر الجاري ، في ظل التجاهل الملحوظ لنسبة كبيرة من المواطنين الذين لا يأبهون ببساطة بتحذيرات آهل الاختصاص ويعرضون أنفسهم وعائلاتهم لخطر العدوى ، خاصة ونحن على أبواب الموجة الرابعة يُجهل لحد الآن سلالتها وحدة الضرر التي تسببه للمصاب . وفي خضم الاستعدادات التي أخذتها ذات الجهة على عاتقها تطبيقا لتعليمات وزارة الصحة ، فقد أخذت عينات من الحالات المرضية المعروضة عليها وعرضتها على معهد باستور لتحديد نوع السلالة والتعرف على درجة خطورتها فنتائج التحاليل وحدها هي التي ستفصل في لغز القضية ، إذا كان المتحور "هيهي" أو "دالتا بلوس" لم تخف مديرية الصحة الأرقام التي وصلت إليها بالعزوف الواضح عن حملة التلقيح منذ الإعلان عن تخفيف الحجر الصحي الجزئي ثم رفعه الشهر الفارط وبعملية حسابية بسيطة فقد تأرجح عدد الملقحين من 20 ألف شخص إلى 500 مستفيد يوميا فقط بفارق كبير يصل إلى 19500 متقاعس وهو ما سيؤثر على الاستراتيجية التي رسمتها الوزارة لبلوغ مناعة القطيع بتطعيم 70 بالمائة من السكان قبل بلوغ الموجة الرابعة . والأخطر من ذلك وحسب مصادر عليمة فان الكمية المخزنة من لقاح كورونا والمحددة ب 50 الف جرعة سيكون مصيرها في حالة ما إذا استمر الوضع على حاله ، خاصة وان نصف الكمية بعد أيام قليلة فقط تصبح غير قابلة للاستعمال على اعتبار ان كل من علامتي «استرازنيكا» و«سبوتنيك» مدة صلاحيتهما لا تتعدى السنة . انطلاقا من أخطاء ونقائص الموجة الثالثة فقد استطاعت مستشفياتنا المتخصصة في علاج كورونا أن تتعلم الدرس جيدا وتستفيد من تلك العبر حتى لا تقع في نفس الكارثة ولا تدخل في دوامة أزمة الأوكسجين ، لا سيما أن العدد المسجل يدعو للقلق ويشير إلى الاستعداد لمرحلة أخرى لا ندري إذا كانت اقل أو أكثر خطورة من سابقتها ومع ذلك وحسب المؤسسات التي زرناها فإن هذه الأخيرة على أتم الاستعداد وفي حالة تأهب سواء من حيث دخول مولدات الاكسجين مرحلة التجارب الأولية بكل الهياكل الصحية المذكورة أو من حيث الوسائل المادية والأدوية التي تحتاجها هذه الأخيرة. علما أنّ عدد المرضى الذي يرقد بالمستشفيات الخمسة لا يتعدى 150 مريضا مقابل وفاة واحدة إلى 3 وفيات يوميا على خلاف الأشهر الفارطة، أين تكفلت مؤسسة الكرمة لوحدها ب 150 مصابا مع إحصاء 6 وفيات يوميا . وما نحاول أن نصل إليه من خلال كل هذه المؤشرات ، هو تسجيل اخف حصيلة خلال الموجة المرتقبة ،لأننا لم نتعاف بعد من مخلفات العاصفة الثالثة التي تركت شرخا كبيرا في قلوب العائلات الجزائرية ولن يتحقق ذلك إلا بالحذر والالتزام بالوقاية