في إطار الجُهود الميدانية الرامية إلى الحدّ من تفشي وباء كورونا المستجد، واستجابة إلى تعليمات والي ولاية وهران السيد سعيد سعيود القاضية بتكثيف عمليات التلقيح بهدف الوصول إلى تحقيق المناعة الجماعية، والتقليل قدر الإمكان من توسع رقعة العدوى، وحصرها في أضيق نطاق، قامت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران، وبالتنسيق مع مديرية الصحة، بتنظيم حملة كبرى لتلقيح السكان، وهذا على مستوى فضاءات المساجد الكبرى الموزعة عبر 9 دوائر، و هي وهران، بطيوة، قديل، أرزيو، بوتليليس، السانية، و عين الترك، وادي تليلات، وكذا دائرة بئر الجير. ولحدّ الآن تمت العملية في 11 مسجدا، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، مسجد الإصلاح بحي البركي، ( فلاوسن سابقا)، و مسجد الأمير عبد القادر في بلدية بطيوة، مسجد مصعب بن عمير في حي الحمري، مسجد البدر في حي الأمير عبد القادر، وكذا مسجد السيدة زينب الموجود في حي 365 مسكن في بلدية عين الترك، وغيرها من فضاءات المساجد الكبرى، حيث تعرف هذه الفضاءات توافدا كبيرا للمواطنين، وقد تمت العملية بالتنسيق و التعاون مع طاقم طبي متخصص، تابع للمؤسسات العمومية للصحة الجوارية. و قد عرفت العملية استجابة واسعة النطاق، وإقبالا منقطع النظير من لدُن السكان، خاصة إذا علمنا أن وباء كورونا، ( سارس كوف2 )، شهد عدة متحورات، آخرها كان متحور «أوميكرون» شديد العدوى، حيث بإمكانه الانتقال من المصاب إلى 18 شخصا، عكس مُتحور» دلتا» مثلا، الذي ينتقل من المصاب إلى 8 أشخاص، الأمر الذي يفسّر نسبة الإصابة بالمرض، وهذا ما دفع سكان ولاية وهران، على غرار باقي الولايات الجزائرية، إلى الإقبال وبقوة على عمليات التلقيح، التي تساعد بنسبة كبيرة في التقليل من خطورة الأعراض، و بالتالي التخفيف من الحاجة إلى الأكسجين، ونسبة التشبع في المستشفيات المتخصصة في متابعة وباء كوفيد، وحسبما علمناه من مصادر طبية مطلعة، أن اللقاحات بأنواعها متوفرة، و لا يوجد مشكل نقص أو ندرة ، وهي من نوع ( سينوفاك) الصيني، و( جونسون اند جونسون ) المنتج في الولاياتالمتحدةالأمريكية. و دعت مديرية مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالمناسبة، المواطنين من ساكنة ولاية وهران، إلى الإقبال بقوة على المراكز الصحية، و العيادات متعددة الخدمات الجوارية لتلقي جرعات اللقاح، قصد الخروج بأقل الأضرار من هذا الوباء العالمي الذي يدخل عامه الثالث على التوالي، و أكدت في هذا السياق، أن الطواقم الطبية المتخصصة، مجندة على مدار الأسبوع، لاستقبال السكان الراغبين في التطعيم و كذا تقديم النصائح، والمعلومات الوافية لهم، أما بخصوص عملية التلقيح على مستوى فضاءات المساجد بولاية وهران، فقد جرت في ظروف تنظيمية جد محكمة، و عرفت إقبالا كبيرا، وسط احترام صارم لإجراءات البروتوكول الصحي الموصى به من قبل الجهات الوصية، والمتمثل في ارتداء الكمامات الواقية، واستعمال المطهرات الكحولية لليدين، واحترام مسافة الأمان المقدرة ب 1 متر على الأقل بين الأشخاص، وهذا للمساهمة في درء الوباء، والرفع من نسبة التلقيح، خاصة وأن مُعدلات التطعيم على مستوى ولاية وهران لازالت منخفضة، و بعيدة نوعا ما عن الهدف المسطر، من لدن الأطباء و المسؤولين عن القطاع الصحي الولائي.