بعد مرور ثلاثة أسابيع من الإنتخابات المحلية التي جرت يوم 29 نوفمبر عبر مختلف إقليم ولاية مستغانم، دخل عدد من التشكيلات السياسية الجديدة دهاليز ومكاتب المجالس المنتخبة ( 32 بلدية ومقر المجلس الشعبي الولائي )، حدث هذا بعدما احتدم واشتد الصراع السياسي بين المنتخبين من أجل الظفر بكرسي أول مسؤول بالبلدية كرسي "المير" تلتها عملية التنصيب التي أشرف عليها رؤساء الدوائر 10 وحتى واضح حسين والي الولاية الذي نصب رئيس بلدية مستغانم، إلا أنها لم تكون سلسة وسهلة في الكثير من البلديات بسبب عودة نفس الوجوه وتلاعب الأحزاب برغبة المواطنين وفرض منطق التحالف الذي سمح لوجوه غير مرغوب فيها العودة إلى مقر البلدية ، اليوم كل هذا انتهى فالمسؤولين الجدد أمام المواطنين الذين ينتظرون تحقيق الوعود التي قطعوها على أنفسهم خلال الحملة الإنتخابية . إن التجربة المرة التي عاشها المواطن المستغانمي مع الأميار السابقين لا يجب أن تكرر مع الأميار الجدد كما لا يجب على هؤلاء الإستهانة بمطالبهم ، لأن جراح المواطنين لا زالت محفورة في أذهانهم ، بدليل تسبب عامل تنكر الأميار السابقين لوعودهم واختفائهم من الأنظار بنية تقسيم الغنيمة بين عائلاتهم وحاشيتهم من بين أهم العوامل التي كانت في كل مرة تدفع المواطنين الخروج إلى الشوارع من أجل القيام باحتجاجات صاخبة مست جل بلديات ولاية مستغانم ، لتجد مصالح الأمن والدرك وفي كل مرة نفسها في مواجهة غضب المواطنين، وكم من بلدية ، مقر دائرة ، مرافق عمومية ، منشآت رياضية أحرقت ... تعبيرا عن التذمر والغضب المكنون في نفوس الناس الذين يئسوا من السياسات العرجاء التي لطالما انتهجها المنتخبون وكان الضحية الأولى فيها المواطن ، فلا سكن ولا شغل ولا علاج ولا مرافق عمومية محترمة ولا صرف صحي لائق والقائمة طويلة ، في الأخير يخرج الأميار من مناصبهم وكأن شيء لم يحدث وبمنشآت صناعية ومرافق خدماتية لم يكونوا يحلمون بها حتى في المنام ، أما الفضائح التي مست الأميار السابقين بولاية مستغانم كمفاسد الأخلاق في التسيير، حيث كان البعض منهم يقوم بتضخيم الفواتير، ويعامل الزبائن والمقاولين بالمحاباة والتمييز، كما كان البعض منهم يطلب الرشاوي مقابل صفقات مشبوهة ومشاريع مشبوهة غير آبهين بالمواطن الذي أثقلت المشاكل الإجتماعية كاهله ودفعت به إلى اليأس والقنوط ومن ثمة الإنفجار في وجه كل ما يرمز للدولة. الأميار في وادي والسكان في آخر اليوم وبعد كل هذه التجارب المرة التي مر بها المواطن لا يريد أن تتكرر من جديد لأنه سئم منها ومن التصرفات اللامسؤولة التي أبقته يراوح مكانه لعقود من الزمان ، المواطن يطالب اليوم من كل الذين اختاروا تحمل هذه المسؤولية طواعية ومن أجل خدمته كما قالوا الإقتراب منه وأخذ انشغالاته اليومية والنزول إليه في حيه للإطلاع وعن كثب عن أوضاعه وهذا في كل مرة كما يطالبون من كل المنتخبين الخروج من مكاتبهم والنزول من فوق أرائكهم وصالوناتهم الزجاجية الدافئة والتفكير في الطرق التي تخدم المواطن والبلدية على حد سواء ، و لجس نبض الشارع المستغانمي اقتربت جريدة الجمهورية من بعض المواطنين وأخذت انطباعاتهم حول ما ينتظرونه من " الأميار " والمنتخبين الجدد ضمن المجالس المنتخبة، فمنهم مثلا من قال بأن هؤلاء المسؤولين لا يعرفون حقيقة الأمور بل يوجد من بينهم من لا يعرف بأن هناك أسر تعيش الغبن في السكن ، الشغل ، النظافة غيرها، وعليه واصل آخر قائلا عليهم أن يظهروا هؤلاء المنتخبين كما يقال "حنة أيديهم "، أما آخرون فأكدوا لليومية وبحكم احتكاكهم بالمنتخبين أنهم اكتشفوا أن البعض منهم لا يعرف خطورة المسؤولية الملقاة على عاتقه كونه لا يفقه شيئا في عالم التسيير ، حيث أن الأمر ليس هينا يقول ثالث وعلى كل من اختار ركب البلدية يجب أن يعلم أن المواطنين يراقبونه ويراقبون كل تصرفاته وتحركاته وأن الأمر سوف لن يكون كما كان عليه الحال في السابق ، لذا نرجو واصل قائلا من صميم القلب أن يعوا هؤلاء ويعرفون حقيقة ما يفعلون ، في المقابل أشار مواطن في الجهة المقابلة لنا على أنه اكتشف بالصدفة أن بعض المنتخبين في المجالس السابقة لم يحضروا الجلسات سواء كانت رسمية ، عادية أو حتى استثنائية ، وبهذا فهم يستخفون بحقوق المواطنين واحتياجاتهم التي تبقى بسبب تصرفاتهم اللامسؤولة تنتظر في الأدراج من يحققها لهم . وعودكم دين عليكم على هذه الحالة عاش ولا يزال يعيش المواطن المستغانمي أوضاع من القلق والترقب مما قدمه الأميار السابقون وما سيقدمه المنتخبين الجدد له ولمدينته " مسك الغنائم " التي قال عنها ذات يوم رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة " لؤلؤة البحر المتوسط " ، إن هذا المواطن هو كذلك منتخب ، حيث لم ينسى هرولتهم له من أجل منحهم صوته خلال المرحلة الإنتخابية، حيث كان حينها كله أمل وطمأنينة وفي نفس الوقت كله خوف وحذر لما هو قادم بسبب ما رآه من الأميار السابقين، حيث لم تكن شكوكه مخطئة، فبمجرد اعتلائهم كرسي دار البلدية كانت تتغير لهجة " الأميار " معهم ، ليجد هؤلاء المواطنين المساكين أنفسهم أمام صخرة لا يمكن نقشها أو خدشها بسبب صلابتها ، هكذا كانت تذهب مصالحهم أدراج الرياح، هذه المصالح التي لطالما حلموا بقضائها ذات يوم على يد " الأميار "، هذا هو حال المواطن بمستغانم ، حيث لمسنا لديه تذمرا واضحا في لهجته من كل السياسات المنتهجة من قبل جل المنتخبين خاصة " أميار " بلديات المدن الداخلية ، حيث لم يجد مواطنوها آذانا تصغي لمشاكلهم ومعاناتهم اليومية التي لا زال الكثير منها يبرح مكانه بعدما بقت لسنوات عدة دون أن يلتفت إليها الأميار، حيث قال لنا أحد السكان بإحدى المناطق النائية على أن بلدياتهم تتطلب الوقوف عليها وباستمرار من لذن جل للمسؤولين عامة والمسؤول الأول على الولاية خاصة لأن كل من كان له شرف ركب دار البلدية إلا وكان همه ملئ " الشكارة " وخدمة مصالحه ومصالح عائلته متناسيين من انتخبهم . لا تبذروا المال العام هذا الوضع دفع بعدد لا يستهان به من المواطنين فقد ثقتهم في المنتخبين المحليين ، إلى درجة أنهم اعتبروا الفعل الإنتخابي عملا غير مجديا وأن الدولة تصرف أموالا طائلة لا يستفيدون منها في آخر المطاف ، ليرون أن معاناتهم تستمر ودون انقطاع لمدة خمسة سنوات كاملة وعند كل فعل انتخابي تجدهم يبحثون بين القوائم الحزبية عمن يجدون ويلمسون فيهم الصفات الحميدة والتي من المفروض أن يتصف بها كل من يختار طواعية تحمل هذه المسؤولية وهي الإنضباط ، الكفاءة ، الإلتزام وفي مقدمتها حسن السيرة الذاتية ، إلا أن هذه الصفات للأسف يرى المواطنون يفتقر إليها جل رؤساء البلديات وبقية المنتخبين ، ففي الوقت الذي يطالب فيه المواطن إلى سكن لائق وعمل يعيل به حاجيات عياله وخدمات اجتماعية ضرورية له كالماء ، الغاز الطبيعي ، التعليم والتطبيب وغيرها ، حيث لم تبخل الدولة من جهتها رصد لها مبالغ مالية كبيرة حتى تواكب الجزائر التطورات الحاصلة في الدول المتطورة ، حيث خصصت ميزانيات ضخمة تعدت بمئات الملايير من أجل توفير السكن الإجتماعي للعائلات ذوي الدخل الضعيف وإخراج العائلات القاطنة بالسكنات الهشة وحصص موجهة إلى الأرياف بما يسمى بالسكن الريفي ... تجد في المقابل من يعبث بها ويوجهها إلى جهات أخرى وهو ما رفضه المستغانميون.