اعتبرت الصحافة العربية والأجنبية رحيل الكاتب والروائي الجزائري الطاهر وطار "خسارة للساحة الثقافية الجزائرية والعربية"، كما تعرضت معظم الصحف الصادرة أول أمس، إلى مسيرة الكاتب الجزائري التي وصفت بالزاخرة والمليئة بالعطاء. ونقلت يومية اليوم السابع المصرية، شهادة الدكتور جابر عصفور الذي رأى أن الطاهر وطار رجل " صاحب مكانة عظيمة بفضل أعماله التي كانت بالغة الأهمية مثل رواية "الزلزال"، "اللاز"، "الحوات والقصر"، و"تجربة فى العشق"، وغيرها من الأعمال الأدبية التى امتلأ بها الأرشيف الإبداعى للراحل، و رأى عصفور أن كل هذه الأعمال جعلته صاحب مكانة عظيمة بين الروائيين الجزائريين فكان بمثابة أول روائى جزائرى عربى يكتب باللغة العربية مباشرة بعد أن اقتصرت كتابة أبناء جيله وبلدته على اللغة الفرنسية، ويرجع عصفور السبب فى ذلك للفترة الدراسية التى قضاها وطار بجامعة الزيتونة فى تونس التى جعلته يتقمص شخصية الشيوخ الرجعيين إلى أبعد حد ويكون فى صدارة حماة اللغة العربية والمحافظين عليها. من جهتها تناولت وكالة الشعر العربي المصرية في رحيل الطاهر وطار خسارة للساحة الثقافية العربية، باعتباره يحتل طليعة الروائيين الجزائريين الذين كتبوا أعمالهم باللغة العربية " تأكيد على عروبة الجزائر ومقاومة لتيار الفرنسة الذي حاول أن يسلخها من محيطها العربي"، وتحت عنوان " رحيل الأديب الكبير الطاهر وطار ..أول من كتب بالعربية في الجزائر تناولت يومية المصري اليوم مسيرة الراحل حيث ركز صاحب المقال على قوة وطار في الدفاع عن الثقافة العربية ورفضه للتيار الفرانكفوني الذي اعتبره مؤشرا على استمرار احتلال الجزائر ووقوعها تحت الاستعمار من جديد رغم رحيل قوات الاحتلال الفرنسي عن أراضيها، وأشار كاتب المقال إلى عقيدة وطار التي كانت تقوم على الصراحة في مواجهة الآخر خاصة عندما رفض وصف ممارسات التيار الديني ب" الإرهاب" مفضلا استخدام مصطلح " العنف" و " العنف المضاد" وذلك بما يحمله من إدانة لعنف الدولة والتيارات الدينية على حد سواء. من جهتها كتبت يومية المستقبل اللبنانية عن القدرات التي تمتع بها الطاهر وطار في مجال التعبير في الرواية والأدب " كان همه التعبير في الرواية و الأدب عن ملامح تغييرية ما في مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والتاريخية يمكن أن تقوم بها البرجوازية في العالم وكان متمسكا بالتراث المشرقي مقيما في " دير الجاحظ" يحضره المتنبي والشنفرى كما يحضره بابلوا نيرودا و آخرون"، كما تعرضت الصحيفة اللبنانية إلى مواقفه السياسية التي كان أبرزها وقوفه ضد إلغاء الانتخابات البرلمانية الجزائرية سنة 1992. وتناولت صحيفة الراية القطرية مسيرة الراحل في مقال تحت عنوان " رحيل أب الرواية الجزائرية"، حيث كتبت عن عمله التطوعي في سبيل إحياء المشهد الثقافي الوطني و رأى كاتب المقال أنه رغم رحيل الطاهر وطار إلا أنه ترك وراءه أبواب «الجاحظية» مفتوحة ومعها إرث أدبي سيحفظ لسنوات طويلة عطاء الرجل وإبداعه. من جانبها خصصت الصحف الفرنسية حيزا هاما لوفاة الكاتب الجزائري حيث تطرقت إلى مسيرته الطويلة وأهم أعماله التي تنوعت بين الأعمال القصصية والروائية والمسرحية.