رمضان 2010 لم يكن بردا وسلاما على الآلاف من المعتمرين الجزائريين بسبب ما حصل لهم بالبقاع المقدّسة من مشاكل ومتاعب صحية ونفسية بسبب إهمال أصحاب الوكالات السياحية لهم. يقوم هذه الأيام القنصل العام بجدة الأستاذ صالح عطية يقوم هذه الأيام بمتابعة ملف الوكالات السياحية التي نقلت المعتمرين الجزائريين وأخلت بإلتزاماتها اتجاههم وجعلتهم يعيشون معاناة كبيرة أثناء تواجدهم بالبقاع المقدّسة لأداء العمرة في شهر رمضان المعظم وتدخل المصالح القنصلية في العديد من المرات قصد مساعدتهم بجانبهم وبعد انتهاء موسم العمرة الرمضانية وحتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات السلبية لبعض الوكالات السياحية ومن أجل وضع حدّ لفوضى العمرة والتطبيق الصارم للقوانين خاصة في ما يتعلق بمواطنين جزائريين وضعوا الأموال من أجل الحصول على خدمات لأداء مناسكهم فوجدوا أنفسهم في الشوارع والمراقد غير اللائقة البعيدة عن الحرم ولم يتمكن المئات منهم من التمتع بزيارة الأماكن المقدّسة والصلاة في الحرمين المكي والمدني والإكتفاء بآدائها في الساحات العامة وداخل غرفهم ثم العودة إلى البلاد وكلهم حسرة عن معاناة زادت حدتها في مطار الحجاج بجدة حيث بقي الآلاف منهم مشرّدين لأيام عديدة بسبب مشاكل الحجز وإلغاء الرحلات وفي غياب تام لأصحاب الوكالات وامتناعهم عن التكفل بزبائنهم. نعود للحديث عن الإجراءات المتخذة حيث بعد تقديم مختلف الملفات المتعلقة بالوكالات السياحية المتخاذلة وإرفاقها بالأدلة والحجج الدامغة من شكاوي مكتوبة وتحرير محاضر معاينة تقوم القنصلية العامة بجدة بإرسالها إلى الوزارة الوصية ومنها الى كل من وزارتي السياحة والشؤون الدينية وكذلك الديوان الوطني للحج والعمرة لإتخاذ الإجراءات الردعية اللازمة. وحسب مصدر موثوق فإن بعض الوكالات السياحية سيتم شطبها وتجميد نشاطها وهي تلك التي لا تحوز على اعتماد من الديوان الوطني للحج والعمرة لتنظيم رحلات العمرة وغير الموجودة في القائمة الرسمية للوكالات المعتمدة من قبل الديوان وعددها 117 وكالة سياحية ورغم ذلك قامت بنقل المعتمرين والمغامرة بهم عبر مطارات وموانىء أجنبية ورحلات برية من تونس، سوريا وحتى تركيا رغم منع دفتر الشروط الخاص بعملية الحج والعمرة لهذه الرحلات لما فيها من أخطار وتعب للمعتمرين أو الحجاج. كما سوف يتم تغريم عدد من الوكالات المعتمدة من قبل الديوان والتي ثبت تقصيرها في آداء خدماتها تجاه المعتمرين ومن أجل ترسيخ ثقافة المطالبة والمتابعة يمكن للمعتمرين المتضررين التقدّم بالشكوى لدى الديوان الوطني للحج والعمرة أو لدى المحاكم المختصة إقليميا القريبة من مقر سكناهم عن التجاوزات التي أقدمت عليها هذه الوكالات مدعمين بالشهادات الجماعية والوثائق الثبوتية. للتذكير فإن جريدة »الجمهورية« كانت أول الوسائل الإعلامية في بلادنا التي فتحت موضوع فوضى العمرة ونقلت الأخبار من قلب الحدث. بعد معاينتها للأوضاع المزرية التي عاشها المئات من المعتمرين الجزائريين بالبقاع المقدّسة خلال فترة تواجدهم هناك في شهر رمضان المنصرم ونقلها لمشاكلهم وطرحها على المسؤولين المتواجدين هناك من ممثلي الهيئة الدبلوماسية بالقنصلية العامة بجدة وكذلك للشيخ بربارة مدير عام الديوان الوطني للحج والعمرة بمكتبه بمقر البعثة الجزائرية بفندق روضة الشروق بشارع الغزة ووقوفها على شكاوى العديد منهم يوميا من خلال متابعة مبعوثها الخاص إلى البقاع المقدّسة ونشرها لمختلف مراسلاته وتقاريره الإخبارية. »الجمهورية« كانت حاضرة ونقلت وبصفة دقيقة معاناة هؤلاء وفسحت المجال للمعتمرين »المغبونين« للتعبير عن آرائهم وإيصال آهاتهم إلى السلطات المعنية وهي تحوز على صور وتسجيلات صوتية للمعتمرين المتعبين وأيضا للمسؤولين الجزائريين المتواجدين هناك.