لا تزال بعض المؤسسات التربوية بوهران تئن تحت وطأة الإهمال و اللامبالاة و تسجل عدة نقائص في ظل غياب أبسط الضروريات و تعد التدفئة من أبرز النقائص المسجلة داخل الحجرات التعليمية حيث أصبح التلاميذ يتلقون دروسهم في برادات تشبه الأقسام، و يتكرر المشهد مع كل فصل شتاء هذا الوضع الذي يؤثر سلبا على قابلية التركيز و المتابعة لدى المتمدرس و هو الأمر الذي أخرج الأولياء عن صمتهم بسيدي الشحمي مستفسرين عن مصير مشروع صيانة أجهزة التدفئة القديمة ب 13 مدرسة في الوقت الذي استفادت فيه مدارس حاسي بونيف من تركيب الأجهزة و لكن دون استخدامها مما جعل بعض المؤسسات تلجأ إلى استعمال المازوت للحصول على الجو الملائم للدراسة. هذا و من جهة أخرى لا تزال 10 مؤسسات تربوية بحي بوعمامة تفتقر لأجهزة التدفئة رغم ربط الحي بشبكات الغاز، هذا فضلا على جملة المشاريع المعلقة بمتوسطة الهضاب بآرزيو و عين الكرمة، ومن جهتها بادرت لجنة التربية في إحصاء المؤسسات التعليمية التي تفتقر إلى التدفئة بغية تدارك النقص و إتمام الأشغال العالقة لاسيما المؤسسات المزودة بأجهزة دون تشغيل مع العلم أن هذه الأخيرة تعتبر من الأولويات في توفير الظروف الملائمة للدراسة داخل الحجرات، و الجهات الوصية مطالبة بالإسراع في الانتهاء من هذا المشكل القائم منذ سنوات و الذي طالما عانى منه التلاميذ عبر الأجيال و لا يزال متواصلا. ... وبولايات الغرب لا يزال مشكل التدفئة قائما بالمدارس وهذا رغم الجهود المبذولة لتجهيز الأقسام، إلا أن الواقع يكذب ذلك بالكثير من المناطق لاسيما النائية منها والبعيدة عن الأنظار بالهضاب العليا. ففي العديد من المدارس بتيارت مثلا أو تيسمسيلت أو غليزان، يعيش التلاميذ يوميا أوضاعا مزرية، داخل أقسام هي أقرب إلى ثلاجات أو غرف تبريد منها إلى قسم يُلقى فيه الدرس ، الأمر الذي يجبرهم على الإبقاء على المعاطف والملابس الخشنة حتى تقي أنفسهم البرد القارس، ونتيجة لهذا الوضع يصاب الكثير من الأطفال بأمراض في مقدمتها التبول الإرادي. فمشاكل التدفئة قائمة بالمدارس سواء وجدت الأجهزة أم لم توجد، لأن أغلبها قديم ويتعرض للعطب، أو ينقصها الوقود، كما أن عمليات الترميم بالمدارس كثيرا ما أعاقت تركيب أجهزة التدفئة، وعلى العموم فإن الأرقام التي يتبجح بها المسؤولية حول ما فعلناه وما نفعل تبقى بعيدة كل البعد عن واقع مر، لا يزال الكثير من التلاميذ ضحاياه.