تسخر مدينة تلمسان بتاريخ إسلامي زاخر ولده ذلك الزخم من الحضارات المتوالية على المنطقة في القرون الماضية، بداية من الدولة الإدريسية ،الفاطمية، المرابطية ، الموحيدية ودولة بني عبد الواد ،مما يتجلى في الأثار التي تحتوي عليها المدينة بالأخص المساجد العريقة التي تتميز بها على غرار العديد من المدن التاريخية بأرض الجزائر ، وهو الأمر الذي جعل الكثير من المؤرخين يصفونها بجوهرة المغرب العربي لا لشيء إلا للكم الهائل من الأثار الإسلامية والمساجد التي تتزين بها عاصمة الزيانيين ، رغم إندثار العديد منها بفعل العديد من العوامل في صورة التخريب الذي تعرضت له في الحروب أم الحقبة الإستعمارية كمسجد سيدي الحباك ، مسجد الصباغين ، مسجد الحدادين وغيرها من المساجد التي كانت موجودة داخل أسوار المدينة ، وفي مقابل هذه الجوامع لا تزال هناك العديد من المنابر التي تعرف بها تلمسان كالجامع الكبير ،الذي يعتبر من بين الزموز التي تعرف بها عاصمة الزيانيين فهو يعد واحدا من المساجد المرابطية الثلاثة المتواجد ة بالجزائر بعد الجامع الكبير بالعاصمة والجامع العتيق بندرومة، حيث يرجع تاريخ تشيده سنة 530 هجرية والموافق ل1136 ميلادية على يد زعيم المملكة المرابطية يوسف بن تاشفين ،ليتم إتمام بناءه من طرف الموحدون قبل أن يشيد الزيانيون المأذنة الشامخة في سنة 1236 ميلادية على يد يغمراسن بن زيان والتي يبلغ إرتفاعها حوالي 35 متر حيث حافظت على النقوش الهندسية التي تزينها إلى غاية وقتنا الحالي ، وهو الأمر الذي يعطي الجامع طابع العمارة الدينية حيث يتحوي على ثمانية أبواب وقاعة كبيرة للصلاة تحتوي على إثنتا وسبعون سارية وأروقة داخلية إضافة إلى قبتين واحدة في الوسط وأخرى أمام المحراب بها أقواس تحمل زخارف وكتابات بخطوط كوفية حيث يشبه المحراب بهندسته الفائقة الإتقان محراب جامع قرطبة الأعظم. وما يزيد من جمال المسجد الثريا المعلقة بالقبة الموجودة وسط الرواق الأوسط والتي تحمل 360 شمعة. أما باحة المسجد فهي واسعة مفروشة بالرخام يتوسطه حوضان وتحيط بالصحن أبواب خشبية . تشرف عليه المئذنة التي تزيينها الأنوار والمصابيح في المواسم الدينية خاصة في ليالي رمضان حيث تبقى مشتعلة، للإشارة فإن الهندسة المعمارية للجامع الكبير قد ألهمت العديد من الكتاب الذين تطرقوا إليها في كتاباتهم خاصة الباحثين المختصين منهم في الهندسة المعمارية للدول المغرب العربي ب ا