إنتقد وزير النقل السيد عمار تو أمس بشدة القائمين على مؤسسة ميترو العاصمة في أسلوب عملهم وتعاملهم مع مشروع ترامواي وهران، بحيث لا يزال هذا الإنجاز الأكبر من نوعه بالولاية يشهد تأخرا كبيرا جدّا رغم الأموال الكثيرة التي تضخّها الدولة للإسراع في تجسيده. فإلى حد الآن لم تتجاوز نسبة الأشغال 54٪ بكل الورشات، وأرجع الوزير السبب إلى عدم تسديد مستحقات المؤسسة الإسبانية في مواعيدها، بحيث قدّرت بحوالي 40 مليون أورو مؤخرات ديسمبر وجانفي وفيفري. وعليه أعطى عمار تو تعليمات صارمة لتسديدها في أجل أقصاه عشرة أيام لأن التهاون عن دفع أجور العمال قد يؤدي إلى تراجع وتيرة الأشغال وهو ما وقف عنده فعلا عند جسر السانية، فقد كان مبرمجا تسليمه نهاية فيفري لكن هذا لم يحدث ولا تزال الأشغال لم تكتمل به بعد، مع العلم أن ورشات الترامواي توظّف أكثر من 350 عامل إسباني تابع لمؤسسة »كورسان«. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع الترامواي يضم عدة أشغال تكميليّة غير المسار بالإضافة إلى إنجاز جسرين أحدهما بالسانية والثاني بحي الصباح ونفق تحت أرضي بالدار البيضاء. تشغيل قطار المحڤن كما تفقّد الوزير مشاريع نقل أخرى لا تقل أهمية وعرفت هي الأخرى مشاكل وعراقيل كبيرة جدّا. فبعد تأخر دام حوالي 20 سنة رأى مشروع خط السكة الحديدية السانية أرزيو النور بفضل تشغيل جزء منه فقط على مسافة 38 كلم إنطلاقا من محطة وهران إلى غاية المحڤن، مرورا بالسانية. وستنطلق أول رحلة تجارية يوم الخميس المقبل بمعدل 3 رحلات في اليوم، ويرتقب أن ينقل هذا الخط قرابة 600 مسافر في اليوم. وقد تفقّد وزير النقل السيد عمار تو أمس المسار عبر رحلة قطار ما بين وهران والمحڤن للإطلاع على الظروف التي سينقل فيها المواطنون وخاصة القاطنون بالمحڤن ومختلف المناطق التي يتوقف عندها القطار، مثل السانية وسيدي معروف وحاسي بونيف وحاسي عامر وحاسي بن عقبة وڤديل وحاسي مفسوخ. مع العلم أن منطقة المحڤن لوحدها تحصي أكثر من 8 آلاف نسمة. ويذكر أن الشروع في بداية الأمر كان إنجاز خط السكة الحديدية ينطلق من السانية ويصل إلى أرزيو، وكان أول تسجيل للصفقة عام 1988، لكن بسبب مشاكل إدارية ومادية مختلفة، بقي حبيس الأدراج، وبعد بعثه تقرر إدراج الجرء وهران السانية في مسار هذا الخط، وعليه إستفادت الولاية إلى حد الآن من الجزء المذكور آنفا في انتظار تجسيد الجزء الثاني وهو الأهم الذي يربط ما بين المحڤن وأرزيو، وإلى حدّ الساعة أعطت اللجنة الوطنية للصفقات موافقتها على تسجيل المشروع. وقدرت تكاليف الإستثمار فيه من خط سكة حديدية وهياكل قاعدية ومواقف ومحطات للقطار بحوالي 13 مليار دج، وفي ذكر المحطات سجلت الوصاية إنجاز ثلاثة جديدة بوهران، وذلك بكل من حاسي عامر وحاسي مفسوخ وأرزيو، وهذه الصفقة أيضا موجودة على مستوى اللجنة الوطنية للصفقات وتنتظر المصادقة. علما أن المشرف على كل هذه الإنجازات الوكالة الوطنية للإستثمارات والدراسات والإنجازات للسكك الحديدية، وهي تشرف أيضا على مشروع كهربة خط السانية أرزيو بعد تسليمه كاملا. كما سجلت وزارة النقل أيضا مشروع خط سكة حديدية جديد سيربط ما بين حاسي مفسوخ وولاية مستغانم على مسافة 50 كلم، وحاليا يتم التحضير لدراسة الجدوى. وقد كانت الزيارة التفقدية لوزير النقل فرصة للوقوف على وضعية محطة القطار بوهران، حيث تم الإتفاق على ترميم بعض الأجنحة فيها، بالإضافة إلى استرجاع فندق المحطة الذي أهملته الإدارة تماما بعد ظهور تشقّقات بجدرانه. ميناء جاف بسيدي بن يبقى وبميناء أرزيو إطلع وزير النقل على عدة مشاريع تخص هذا الهيكل الهام منها توسيع الرصيف على مسافة 800 كلم لأنه أصبح لا يسع للنشاطات التجارية الكبرى المنجزة به، فهو يغطي 46٪ من النقل البحري للبضائع على المستوى الوطني، منها 62٪ نشاطات نقل خاصة بالمحروقات أي ما يمثل 5 ملايين طن سنويا. وتطرق الوزير إلى مشروع الميناء الجاف الثاني الموجه لولاية وهران، وهو مبرمج بمنطقة سيدي بن يبقى التابعة إقليميا لبلدية أرزيو، وتقدّر مساحته الإجمالية بحوالي 5 هكتارات.