تشهد ولاية الأغواط منذ ليلة الجمعة إلى السبت تساقط كميات معتبرة من الأمطار نتيجة للتقلبات الجوية و الارتفاع المحسوس في درجة الحرارة خلال الأيام القليلة الأخيرة ، و في السياق ذاته، فإن الأمطار المتساقطة أحدثت سيولا جارفة و غمرت العديد من المباني القديمة و المحلات التجارية و السكنية ، و تشير مصالح الأرصاد الجوية بالأغواط إلى تسجيل 40 ملم من مياه الأمطار و هي مرشحة للارتفاع خلال الساعات القليلة القادمة مع استمرار تساقط الأمطار بشكل متواتر إلى الغد . لم تحتمل البالوعات و مصارف المياه بعاصمة الولاية الأغواط ، كمية الأمطار المتساقطة ، منذ منتصف ليلة الجمعة إلى السبت لتحول بذلك الشوارع و الممرات إلى بحيرات عائمة عرقلت المرور ، و لم تجد معها حتى عمليات الامتصاص التي تظافرت لها جهود العديد من المصالح المختصة . كما ساهمت الأمطار المتساقطة في ارتفاع نسبة الرطوبة و تراجع الرؤية بسبب الضباب و من جهة أخرى تسببت هذه الأمطار في تصدع بعض السكنات القديمة ، و تشكيل برك بمختلف الأحياء والطرقات و الممرات كما اقتحمت السيول العديد من المنازل المنخفضة و لاسيما البناءات القصديرية و الهشة ... كما سجل وادي مزي حضوره بقوة انتقل إلى ضفتيه بعض المواطنين في التو للاستمتاع بمشهده الرائع الذي يعكس قدرة وعظمة الخالق . كما حولت الأمطار الشوارع الرئيسية للمدينة إلى بحيرة من المياه و الوحل حيث كانت مجمعا للمياه المنحدرة إليها من الشوارع الثانوية المتفرعة منها , كما ساهمت الممهلات في تجميع مياه الأمطار التي عجزت البالوعات عن تصريفها , حيث كشفت الأمطار المتساقطة عن عيوب كثيرة أكدت سطحية الأشغال التي كلفت ميزانية الولاية كثيرا . و لأول مرة تكشف الأمطار عن عيوب النفق الأرضي المحاذي لكلية الاقتصاد أين تسببت فيضانات المياه التي لم تجد مصرفا لها في انقطاع الطرق المتفرعة من الطريق ال00وطني رقم 01 و المؤدية إلى الواحات الشمالية ، كما غرقت الأحياء الداخلية غير المهيأة في الأوحال التي نقلها أحذية المارة إلى داخل منازلهم ، و هو ما يستوجب إعادة نظر في المشاريع المنجزة لوقاية المدن من فيضانات الأمطار . أعرب بعض الموالين و المربين عن ارتياحهم الكبير إزاء هذه الأمطار التي تواصل هطولها بشكل متواتر منذ منتصف ليلة الجمعة إلى السبت ، مما قد يساهم في تجديد الغطاء النباتي و استغنائهم عن شراء الأعلاف كالنخالة و الشعير و الذرة لاسيما بعد عودة الحياة " للسنق ، و الحلفاء ، و الشيح و الدرين " التي كادت أن تقضي عليها شهور الجفاف الماضية . بات المربون و الموالون يعلقون آمالا كثيرة على الأمطار في رفع نسبة المياه بالأجباب و السدود و الضايات و إن كانت قد تؤثر سلبا على محاصيل القمح و الشعير التي بدأت تنضج .