اعتبر المتحدث باسم الخارجية عمار بلاني الجماعات "الإرهابية" الناشطة في شمالي مالي والجريمة المنظمة أخطر على أمن الجزائر من إعلان حركة أزواد انفصال إقليم أزواد عن مالي. قال بلاني في حديث نشره الموقع الإخباري (كل شيئ عن الجزائر)، أمس، "إنه رغم أن التمرد الواقع بشمال مالي يعتبر عامل تعقيد، إلا أنه لا يجب أن يوضع في نفس مستوى التهديدات الرئيسية وعلى رأسها الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة اللتان تدعمان بعد الأزمة الليبية حركة الهجرة وانتشار الأسلحة". واعتبر بلاني أن دور الجزائر في استقرار منطقة الساحل "لا يمكن الإستغناء عنه بالنظر إلى عوامل الجغرافيا والتاريخ والجهود المبذولة في مساعدات التنمية وتمويل مشاريع البنية التحتية الرئيسية لفتح المناطق الحدودية مع جيراننا في الجنوب". وقال "إن هذه الإجراءات تتفق مع العديد من المبادرات الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية التي تسعى الجزائر إلى تنفيذها من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في دول الميدان" الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر. وأعرب بلاني عن أمل بلاده في "نجاح عملية التحول في مالي وإعادة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها"، ودعا إلى "ضرورة الأخذ في عين الإعتبار ست قضايا عاجلة لاعادة النظام الدستوري واستعادة السيادة والأمن واستقرار مالي، أولها استكمال عملية العودة إلى النظام الدستوري، وضرورة قيام الحكومة المالية بممارسة صلاحياتها السيادية على أراضيها، والحفاظ على سلامة أراضي وسيادة مالي، وإقامة حوار بين الحكومة والمتمردين في الشمال لتلبية مطالبهم وإدارة فعالة للجانب الإنساني، وأخيرا، مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة". وبشأن الدبلوماسيين الجزائريين السبعة المختطفين في شمال مالي، قال بلاني إن خلية الأزمة التي يشرف عليها وزير الخارجية مراد مدلسي "تواصل عملها بهدوء وبشكل يومي وفي سرية تامة من أجل ضمان الفعالية لتحريرهم". وافادت مصادر متطابقة أمس ان ضباطا كبارا في الجيش المالي اعتقلوا في الايام الماضية اثر الهجمات التي شنتها مطلع الاسبوع في باماكوالقوات الموالية للنظام السابق ضد الانقلابيين السابقين. وقال مصدر قريب من الانقلابيين السابقين "لحاجات التحقيق حول المحاولة الانقلابية يمكنني القول ان الجنرال حميد سيسوكو اعتقل". واكد احد افراد اسرة الجنرال "اتى عسكريون واوقفوا الجنرال سيسوكوو انقطعت اخباره مذ ذاك". وقالت مصادر متطابقة ان الكولونيل عبد الله سيسي قائد منطقة سيكاسو العسكرية اعتقل وكذلك قائد سلاح الجو مالامين كوناري. وكان سبق ان اعتقل في بحر الاسبوع حوالى 30 مدنيا وعسكريا. وكان الكولونيل سيسي الموظف الدولي السابق في مركز افريقي لمكافحة الارهاب في الجزائر، مساعد الرئيس المالي السابق الفا عمر كوناري (1992-2002). وكوناري، نجل الرئيس السابق شوهد الى جانب الانقلابيين السابقين في الساعات الاولى من الانقلاب، وكان مسؤولا كبيرا في جهاز امن الدولة (الاستخبارات المالية). وخلال معارك دارت الاثنين والثلاثاء في باماكو حاول مظليون موالون للرئيس المخلوع عبثا استعادة المواقع التي يسيطر عليها الانقلابيون السابقون. واوقعت المواجهات ما لا يقل عن 22 قتيلا وعشرات الجرحى وخصوصا من العسكريين في الجانبين. ومساء الجمعة اعلن بيان لوزارة الدفاع تلي على التلفزيون الوطني ان العسكريين في الفوج ال33 من فرقة المظليين سيعتبرون "فارين" اذا لم يحضروا حتى العاشر من ماي الى مركز الدرك.