يبدأ وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا اليوم جولة ستقوده بعد تونس والقاهرة الى الاردن واسرائيل حيث سيطغى على محادثاته الملف النووي الايراني ومخاطر امتداد النزاع السوري الى المنطقة. في القدس حيث سبقه ميت رومني المرشح الجمهوري الى البيت الابيض سعيا لكسب مكانة دولية، سيبحث سيد البنتاغون الملفات الساخنة في المنطقة مع نظيره ايهود باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ورئيس الدولة شيمون بيريز. وصرح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية "بوضوح سنتحدث عن ايران". ويلوح المسؤولون الاسرائيليون الذين يعتبرون ان صنع قنبلة نووية ايرانية محتملة يهدد وجود اسرائيل، بانتظام بالتهديد بشن عملية عسكرية وقائية بينما ما زالت واشنطن من جهتها تؤيد فرض عقوبات وسلوك الطريق الدبلوماسية لاقناع طهران على التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل. وخلال الأشهر الأخيرة تكثفت اللقاءات بين مسؤولي الدفاع الإسرائيليين والأميركيين. وتندرج هذه الزيارة الجديدة في اطار "استمرارية هذه الاتصالات الوثيقة جدا" على ما اكد مسؤول أمريكي كبير اخر. وذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية أمس ان مستشار الامن القومي توم دونيلون اطلع نتانياهو على خطط واشنطن لشن هجمة وقائية على المنشات النووية الإيرانية. وأشارت الصحيفة نقلا عن مسؤول اميركي كبير ان دونيلون التقى نتانياهو لثلاث ساعات في القدس قبل اسبوعين واطلعه على تفاصيل القدرات العسكرية الاميركية لمهاجمة المنشات الايرانية الواقعة تحت الارض. وأضافت ان دونيلون "سعى للتوضيح ان الولاياتالمتحدة تتحضر بشكل جدي لإمكانية ان تصل المفاوضات الى طريق مسدود وعندها سيصبح العمل العسكري ضروريا". ولم يؤكد المسؤولون الإسرائيليون بشكل رسمي التقرير ولم ينفوه. ومن المتوقع ان يبحث بانيتا والمسؤولون الاسرائيليون في النزاع في سوريا فيما ارسلت الدولة العبرية تعزيزات الى هضبة الجولان السورية المحتلة وشددت التدابير الامنية على طول خط الهدنة. وتستفيد إسرائيل الحليف الاساسي للولايات المتحدة كل سنة من ثلاثة مليارات دولار من المساعدة العسكرية الاميركية. وقد تبنت واشنطن للتو قانونا يسمح لها بالحصول على مزيد من الاسلحة والذخيرة الاميركية. وفي الأردن ايضا سيكون ملف الازمة السورية في صلب اجتماع بانيتا والملك عبد الله الثاني. وعمان القلقة أصلا من العبء الذي يشكله وجود حوالى 140 الف لاجئ سوري على الأراضي الأردنية، عززت مؤخرا التدابير الامنية على طول الحدود مع سوريا. وافادت مصادر مقربة من الحكومة الاردنية ان "اجتماعات يومية تنظم لبحث امكانية نشر قوات خاصة (في سوريا) ان لم ينجح النظام السوري في تأمين اسلحته الكيميائية والجرثومية". وقبل ذلك سيتوجه بانيتا الى تونس للتعبير عن ترحيبه بالانتقال الديمقراطي "المستقر والسلمي نسبيا" على قول المسؤول الاميركي الكبير. واثناء محادثاته مع الرئيس منصف المرزوقي ورئيس الوزراء حمادي الجبالي ونظيره عبد الكريم الزبيدي، يعتزم الوزير الأمريكي "رسم خارطة طريق للعلاقة العسكرية المقبلة" خصوصا بغية المساعدة على تحسين القدرات العسكرية التونسية في مجال التخطيط والممارسات الجيدة. وسيكون الوضع الجديد الناشئ عن الربيع العربي أيضا في صلب زيارة ووزير الدفاع الأمريكي إلى مصر حليف الولاياتالمتحدة منذ أواخر سبعينات القرن الماضي. وسيلتقي بانيتا في مصر رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي الذي سيذكره بالتزام العسكريين بنقل السلطة الى حكومة منتخبة ديمقراطيا بحسب المسؤول الاميركي الكبير نفسه. كما سيجتمع بانيتا مع الرئيس محمد مرسي الذي يخوض اختبار قوة مع العسكريين. وقال المصدر نفسه "انها مسألة تعارف وإصغاء لما سيقوله (مرسي) بخصوص رؤيته للحكم".