عندما تغييب المشاريع السياسية عن الأحزاب تبرز الرداءة السياسية في المواقف والتحركات، عند قادة الأحزاب، وما من شك أن لويزة حنون الزعيمة الأزلية والأبدية لحزب بقايا العمال واحدة من هؤلاء؟. قد يقول قائل لماذا الحديث عن لويزة حنون دون غيرها من قادة الأحزاب؟ وقد يقول آخر، ربما كلامنا يراد به التهجم على الخالة لويزة؟ لكن الحقيقة ليست هذه ولا ذاك، وما اختيارنا للويزة حنون كشخصية سياسية، إلا بسبب مواقفها الأخيرة والتي تجسد تقهقر الأداء السياسي للأحزاب، فالمرأة بدل أن تسعى لإقناع الناس وجلبهم نحو مشروع سياسي واضح المعالم لبناء الدولة الجزائرية وتنظيم المجتمع، أضحت تخصص كل خرجاتها الإعلامية للهجوم على الأحزاب والمنظمات والنقابات والأشخاص ممن يختلفون معها في المنطلقات الفكرية والسياسية، فقد سبق للمرأة الخالدة على رأس حزب أن اتهمت العديد من الجمعيات والمنظمات بالولاء للخارج والعمل على زعزعة الاستقرار الوطني، وسبق لها ان اتهمت وزراء في حكومة الرئيس بوتفليقة بالعمالة للأمريكان لكنها تؤيد بوتفليقة الذي جيء بهم وفتح لهم خزائن البلد، لويزة حنون تهاجم كل من يعترض أو يعارض العهدة الرابعة لبوتفليقة، متناسية أن ذلك من صميم عمل الأحزاب ووظائفها السياسية، تقول ذات المرأة أن البرلمان مزور وغير شرعي لكنها لا تستغني عنه وعن امتيازاته، تطالب بالديمقراطية لكنها ترفض التخلي عن رئاسة الحزب فسج المجال أمام إطارات جديدة ودماء جديدة تروي عروق العمال الذي بدا يصاب بتشنج الأعصاب والشرايين. ما أريد قوله في هذا الشأن أن حزب العمال بزعامة الخالة حنون أصبح أكثر خطر على المسار الديمقراطي أكثر من السلطة ذاتها، فجينات القمع والقهر والديكتاتورية بدأت تخرج عن السيطرة في هذا الحزب.