شرع كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحزب تاج الجديد لعمار غول، في السباق عبر ماراطون من يقدم خدمات أفضل لترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، وان كان مثل هذا السباق عرف مثيلا له في الانتخابات السالفة ، الا انه اتخذ وجها مغايرا هذه المرة، وبقيادتين مغايرتين كذلك. وقد افتقدت الساحة السياسية للسباق المحموم على الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقررة الربيع المقبل، من قبل المرشحين المفترضين، لكن السابق لم يغب بالنسبة لاحتكار ترشيح الرئيس بوتفليقة بين الثلاثي الآفلان و الارندي وحزب تاج. المعروف انه لما تم ترشيح ودعم الرئيس بوتفليقة لعدة ثالثة عام 2009، كان كل من الافالان و الارندي متحالفان في اطار التحالف الرئاسي مع اضافة حركة مجتمع السلم التي غادرته غاضبة، وبالتالي فان ترشيح الرئيس وهم متحالفون معه امرا عاديا من قبل تلك الاحزاب وقد تفاهمت على ذلك سلفا، نقيض هذه المرة ، حيث يطبل كل من الآفلان و الارندي وحزب تاج، الذي التحق بزمرة الداعمين بمجرد ما اعلن تاسيسه العام الفارط، واتخذ "الصراع" حول من يتبنى ترشيح الرئيس بوتفليقة منحى اشبه ب"العدائي" قياسا بتصريحات الامين العام بالنيبة للتجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح الذي لم يفوت الفرصة خلال التجمع الذي نشطه لفائدة مناضلي منطقة الوسط أول أمس بمقر المركزية النقابية، لتوجيه سهامه لعمار سعداني الامين العام للأفالان بقوله ان الرئيس بوتفليقة اكبر من ان يكون مرشحا لحزب واحد. الجديد في المشهد السياسي الموسوم قبيل الرئاسيات باحتباس كبير، حيث لم تظهر اوزانا قوية في الترشيحات الا ما تعلق باحمد بن بيتور رئيس الحكومة الأسبق ، هو دخول حزب تاج لعمار غول معترك ترشيح بوتفليقة، دون ان يطع غول في ان يكون الرئيس مرشح حزبه الوحيد، وإنما بدا مزاحما للأحزاب الداعمة بالتقليد، بعد خروج حركة مجتمع السلم من سرب المؤيدين للرئيس، ومعروف ان عمار غول ومنذ ان غرس أرجله في وزارة الأشغال العمومية صار يعتبر نفسه واحد من رجالات الدولة واكبر من رئيس حزب او وزير، ويعمل على هذه الخاصية التي بدا انه يؤمن بها لوحده، من اجل إيهام الرأي العام ومناضلين انه مدعوم من جهات عليا في الدولة ، وبالتالي فان تزكيته لعهدة رابعة لبوتفليقة، بمثابة تزكية له هو شخصيا. ويظهر أن بن صالح وخلال تجمعه بالمركزية النقابية، كان يرد على سعداني الذي أعلن دعم الافالان لترشيح بوتفليقة لعهدة رابعة قبل أسبوع، فيما يرى بن صالح ان الارندي الذي هو الابن الضال للافالان، كذلك حزب بمقدوره توفير الدعم لترشيح الرئيس وان الافالان وحده، ورغم قوته لا يستطيع استيعاب ترشيح الرئيس لوحده، وان الثوابت الوطني التي ظل الافالان ينادي بها، ليس حكرا عليه وإنما ملكا لكل الجزائريين. حاليا بدت مؤشرات عدم التوافق بين الافالان و الارندي الحليفان التقليديان للرئيس بوتفليقة تلوح في الافق، وان كان من المستحيل ان يستمر هذا الاختلاف على مشارف تنظيم الاستحقاق الرئاسي، لكنه اختلاف لرسم خارطة طريق تنتهي بها المسارات الى ترشيح كلا الحزبين للرئيس رغم ان هذا الأخير يفضل ان يترشح حرا كما فعل خلال ثلاث عهدات كاملة اما الاحزاب فهي تابعة وضامنة لحشد الجماهير فقط.