منعت أمس، قوات مكافحة الشغب الأطباء المعتصمين بمستشفى مصطفى باشا من الخروج إلى الشارع، مما أجبر ممارسي الصحة العمومية على البقاء داخل حرم المستشفى، والسير داخله، حاملين لافتات وشعارات رافضة لتعسف السلطة، ومطالبين بتدخل رئيس الجمهورية لإنصافهم من الوضعية التي آلت إليها الصحة العمومية. أكد إلياس مرابط، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، أن هذا التجمع جاء لتجديد مطالبة الوصاية بالمطالب التي تم رفعها في العديد من المرات، والتي لم تسو لحد الآن، وفي مقدمتها القانون الأساسي لممارسي الصحة العمومية، الذي أبدى الأطباء رفضهم المطلق له، إلى جانب الإفراج عن نظام المنح والتعويضات وقانون العطلة الأسبوعية. كما أضاف إلياس مرابط، أن هذا التجمع لم يكن بهدف الاحتفال باليوم العالمي للعمال، وإنما جاء صدفة في إطار الحملات والتجمعات الهادفة للدفاع عن حقوق العمال المهضومة بصفة عامة، وممارسي الصحة العمومية بصفة خاصة، مضيفا أن عيد العمال في الجزائر أصبح يتزامن دائما مع الاحتجاجات والاعتصامات لجميع العمال وفي مختلف القطاعات، كونها تعاني من التهميش والإقصاء. كما أشار إلياس مرابط، أنه من المزمع عقد الاجتماع الثاني بين نقابات التربية "الكناباست" و"الأنباف"، ونقابتا الصحة العمومية والممارسين الأخصائيين، غدا، للتباحث حول المبادئ الأساسية لفدرالية النقابات المستقلة، التي توازي المركزية النقابية، ولدراسة مصير الحركة الاحتجاجية، مضيفا أنها تهدف إلى تعبئة كبيرة للتصدي للتجاوزات والإجراءات الردعية الصادرة عن الوزارات الوصية والوزارة الأولى ضد النشاطات النقابية، ناهيك عن خلق التنافس، وتشكيل قوة تفرض نفسها مع السلطات العمومية. و في سياق متصل عبر يوسفي رئيس النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين، عن أسفه لكون قطاع الصحة لم يعرف الاستقرار أبدا رغم كل المشاريع الإصلاحية التي تداولت عليه و الدليل على ذلك أنه في مدة 10 سنوات تداول على الوزارة 7 وزراء، مما يعكس عدم استقرار هذا القطاع. مشيرا أن الاستمرار في الاحتجاج على الوضع القائم أصبح اليوم مسألة كرامة للطبيب و ممارس الصحة في الجزائر.