تهكّم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، على اللغة العربية ومن ورائها على "اللّغط" الدائر في الجزائر بسبب إدراج العامية في المناهج الدراسية، ضاربا عرض الحائط بالعلاقات الجزائرية الفرنسية التي قد تتأثر بمثل هذه السخرية. انتقل الجدل القائم حول اللغة العربية في الجزائر الى الضفة الأوروبية الأخرى من المتوسط حيث سارع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وفي مجلس الوزراء الفرنسي نهاية الأسبوع الماضي الى "التهكم" و"السخرية" من اللغة العربية وقال ضاحكا "ان الكثير يعتقد ان الدستور الفرنسي سيضم اللغة العربية ضمن بنوده وجعلها لغة جهوية، وواصل يقول "لقد أصبحت لغة رسمية في اعتقاد الكثير" ، لكنه سرعان ما اكد ان "المادة رقم واحد من الدستور الفرنسي لا تمكّن هذه اللغة حتى ولو كانت لغة المهاجرين من ان تصبح لغة جهوية في فرنسا"، لذلك يقول هولاند لا يمكن ابدا ان تكون العربية لغة جهوية بفرنسا مثلها مثل اللغات المعتمدة في الدستور الفرنسي. فرونسوا هولاند الذي تكلم عن اللغة العربية في وقت يجري فيه "سجال" كبير في الجزائر حول إدراج العامية في المناهج الدراسة في الابتدائي ما جعل دعاة العربية يتنفضون لنصرتها ويتهمون حزب " فرنسا" بمحاولة ضرب اللغة العربية واستهدافها، واعتبار الأمر استمرار لأهداف الإستعمار "المقنع" الذي تستمر باريس في انتهاجه مع مستعمراتها القديمة. ويعكس كلام هولاند غير ""البريء" خاصة عندما قال "لغة المهاجرين"، مع العلم ان اكبر جالية اجنبية في فرنسا من الجزائريين ، تقدر باكثر من مليون ونصف المليون شخص، اهتمام باريس بما يدور في الجزائر من صراعات سواء سياسية، دينية او عرقية جعلت الرجل رقم واحد في فرنسا يتهكم على اللغة رقم واحد في الجزائر . وتأتي تصريحات الرئيس الفرنسي عاشق التنكيت لتنمّ عن اعتقاد راسخ لدى الفرنسيين أن اللغة العربية في الجزائر اصبحت لغة "تزاحم" اللغة الفرنسية في الجزائر، وذلك بعد ان انتهجت الجزائر التعريب في إدارتها مند عقود خلت، فضلا عن تراجع مستوى التعليم في هده المادة اثر تعاقب أجيال "التعريب" على المدرسة الجزائرية. كما تأتي هذه "الخرجة" بعد "خرجة" مماثلة لهولاند عندما كان يتحدث في خطاب في الذكرى ال 70 للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، سنة 2013 ايضا حين قال بنبرة ساخرة " أظن أن وزير الداخلية سيغادر إلى الجزائر" قبل أن يصحح لنفسه "لقد عاد سالما معافى وهذا شيء كبير". وعكس حديث الرئيس فرانسوا هولاند الذي زار الجزائر جوان الماضي طريقة نظرة هذا الأخير ومن ورائه الحكومة الفرنسية إلى الجزائر على أنها بلد خطير يتوجب الحذر. وقد استفرت الدبلوماسية الجزائرية حينها وردت على هولاند ما جعل الرئاسة الفرنسية تصدر بيانا قالت فيه ان كلامه فهم خطا وفيه تاويل. لكن السؤال المطروح اليوم هل ان وزيرة التربية الوطنية ومن ورائها الحكومة سترد على "مزحة" هولاند هذه، أم أنها ستمر مرور الكرام فقط.