برّر أشبال بن شيخة خسارتهم في مواجهة إفريقيا الوسطى بالظروف المناخية الصعبة التي ميزت بانغي يوم المباراة، حيث اشتكى بوڤرة ويبدة من الحرارة الشديدة والرطوبة العالية التي أثرت في مردود اللاعبين الذين أكدوا أنهم غير متعوّدين على اللعب في مثل هذه الظروف مادام جل التعداد الذي تنقل إلى بانغي لم يسبق له اللعب في تلك الظروف المناخية. وقد أصبح المناخ السبب الرئيسي في النتائج السلبية التي يسجلها محترفونا وهي حجة موضوعية لكن لا يمكن السكوت عنها لأن المنتخب الجزائري مدعو للعب كل التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا أو العالم في مختلف الملاعب الإفريقية، وحتى الدورة المقبلة المزمع إجراؤها في الغابون وغينيا الاستوائية ستشهد الظروف المناخية الصعبة وهو ما يتطلّب على المسؤولين في الاتحادية التفكير في حل لتجاوز هذا العائق الذي قد يهدد مشوار “الخضر“ في بقية المنافسات. لم نستخلص درس مالاوي ولم يستخلص القائمون على شؤون المنتخب الدرس في دورة كأس أمم إفريقيا التي جرت في بداية السنة الحالية في أنغولا، حيث تجرّع “الخضر” خسارة بثلاثية في أول مباراة أمام منتخب مالاوي بسبب الحرارة الشديدة التي ميزت توقيت المباراة، وهي تقريبا الظروف نفسها التي لعبت فيها مباراة إفريقيا الوسطى لكن دون أن يحتاط المسؤولون ولا المدرب الوطني من هذا العامل، حيث حضّرت النخبة الجزائرية للمباراة في الجزائر وحتى التحاقها بإفريقيا الوسطى كان 48 ساعة فقط قبل موعد اللقاء وهو ما لم يسمح للاعبين بالتعوّد على الحرارة والرطوبة الموجودة في هذا البلد. “الخضر” يعالجون في “أسبيطار” ولا يحضّرون في الدوحة ولفت المختصون الانتباه لهذه القضية قبل دورة أنغولا حين اختار المدرب السابق سعدان منطقة كاستولي بجنوبفرنسا لإقامة المعسكر التحضيري لكأس أمم إفريقيا تحت درجة حرارة وصلت الصفر في ديسمبر الفارط، وقد وجد رفقاء منصوري صعوبة كبيرة عند حلولهم بأنغولا في التأقلم مع المناخ الحار والرطوبة العالية بعدما تدربوا أسبوعين في أعالي جنوبفرنسا في ظروف مخالفة لظروف اللعب في القارة السمراء، وقد اقترح بعض الفنيين في تلك المناسبة برمجة تربصات في بلدان الخليج وخاصة قطر التي تربطها علاقات وطيدة مع الاتحادية الجزائرية من أجل التعوّد على الحر والرطوبة اللذين يميزان بلدان القارة السمراء، خاصة أن الدوحة تملك مرافق ضخمة للتحضير لمثل هذه المواعيد، وحتى على المستوى الصحي لتوفرها على مصحة “أسبيطار“ التي يعالج فيها محترفونا بعد الاتفاق المبرم بين إدارة هذا المستشفى وهيئة روراوة. مصر تحضّر للنهائيات في الإمارات وتبقى مصر نموذجا ومثالا حيا على التزامها بالتحضير للمواعيد القارية في بلدان الخليج، وتحديدا في الإمارات التي يتخذها شحاتة مقرا لمعسكراته الطويلة الإعدادية لنهائيات كأس أمم إفريقيا كما كان الحال قبل الدورة الأخيرة التي أقيمت في أنغولا، حيث يسعى بذلك إلى تعويد لاعبيه على اللعب في الظروف المناخية التي تجري فيها المسابقات والمباريات في القارة السمراء، رغم أن لاعبيه يملكون خبرة وتجربة في هذه الميادين من خلال مشاركتهم مع الأندية في المسابقات القارية. مركز تحضيري في الصحراء أصبح ضروريا ومادام روراوة والمكتب الفيدرالي الحالي يعتمدان على سياسة ضم المحترفين لتدعيم “الخضر“ فقد أصبح ضروريا على السلطات بناء مركز لتحضير النخبة في صحراء الجزائر التي تتوفر تقريبا على الظروف المناخية نفسها الموجودة في إفريقيا، وهو المركز الذي يمكّن من تحضير لاعبينا في الجزائر دون دفع العملة الصعبة وإقامة معسكرات تدريبية بعيدا عن ضغط المدن والفنادق في العاصمة وهو ما سيسمح بتركيز شديد عند اللاعبين. تجربة قاسي سعيد للإقتداء وصول المنتخب العسكري بقيادة المدرب كمال قاسي سعيد لنهائي كأس إفريقيا أمام الكامرون في الطبعة الفارطة لم يكن وليد الصدفة، بل يعود كما أكد محلل الجزيرة إلى إقامته لتربص إعدادي قبل الدورة في تمنراست من أجل التعوّد على الظروف المناخية التي ستلعب فيها الدورة التي عرفت تأهل “العسكر” إلى مونديال البرازيل، وهي تجربة يجب الإقتداء بها وإلا فإننا ننصح المدرب الوطني بأن يعتمد في الخرجات الإفريقية الصعبة على لاعبي الفرق التي تشارك في المنافسات القارية على غرار شبيبة القبائل ووفاق سطيف.