عاد عشية أول أمس اتحاد الحراش بنقطة ثمينة من عاصمة “المياه المعدنية“ بعد فرضه التعادل الإيجابي هدف في كل شبكة على مولودية سعيدة بملعب 13 أفريل 1958، في مباراة تعتبر الأحسن في البطولة الوطنية المحترفة منذ بدايتها، وباستثناء الجمهور فإن كل شيء كان حاضرا في الملعب، فالجميع تمتع بالعروض الكروية التي قدمها أشبال المدرب شارف الذين ملؤوا المستطيل الأخضر حيوية وحماسا من خلال الخطة التي اعتمدوا عليها، غير أنه ورغم النتيجة الإيجابية إلا أن التعادل كان بطعم الهزيمة بما أن الحراش كانت قادرة على العودة بالزاد كاملا لولا التسرع ونقص الفعالية عند المهاجمين. الشبان يتحدون خبرة حديوش وبن دحمان في كل مرة يكون هناك حديث عن الشبان وما يصنعونه في الحراش، حيث أصبحوا النواة الحقيقية التي يتشكل منها الفريق وهي الميزة التي يختلف بها عن بقية الأندية، فكثيرون تساءلوا عن لڤرع، دمو، لطرش وآخرين ومن أين أتوا وتساءلوا أيضا عن جرأة المدرب شارف الذي يعتمد على لاعبين مغمورين لا يملكون الخبرة في عالم الكرة المستديرة، لكنهم تفاجؤوا في لقاء سعيدة بالعزيمة الفولاذية التي تحلوا بها والرغبة الكبيرة في الفوز والتي جعلتهم يتحدون الأسماء المعروفة التي تزخر بها مولودية سعيدة في صورة فنير، بن دحمان وشرايطية. لعبوا الشوط الأول ببرودة أبناء المدرب شارف تحملوا عبء المباراة في ال 25 دقيقة الأولى حيث لعبوا ببرودة أعصاب، جعلت أصحاب اللونين الأحمر والأخضر يفشلون في الوصول إلى الشباك، باستثناء توزيعة مدافع مولودية سعيدة بن دحمان التي حولها وسط ميدان الحراش هندو إلى مرمى الحارس دوخة معلنا إثرها الهدف الأول لصالح أصحاب الأرض، وهي النتيجة التي انتهى عليها الشوط الأول الذي لم تظهر فيه الحراش الكثير. في المرحلة الثانية “شعلو التيربو” أما خلال الشوط الثاني، فكان كل شيء مغايرا لسابقه من حيث الأداء والإثارة، فالحراش أصبحت تتحكم في زمام الأمور وتسيطر في وسط الميدان من خلال تطبيق اللاعبين الخطة التي نصحهم باتباعها المدرب شارف، حيث لقنوا أصحاب الأرض دروسا في كرة القدم وبينوا لهم أنها لا ترتكز على الأسماء فحسب وإنما على طريقة اللعب وتطبيق الخطة بحذافيرها، وهو ما جعل زملاء بومشرة يتمكنون من معادلة النتيجة بواسطة رأسية ياشير بعد فتحة محكمة من بوعلام، وهي النتيجة التي انتهى عليها اللقاء، رغم أن الحراشيين كانوا قادرين على الفوز بنتيجة ثقيلة. الجمهور الرياضي تمتع بمهرجان كروي كانت مباراة أول أمس قمة في الإثارة، حيث تمتع الجمهور الرياضي بمهرجان كروي صنعه بومشرة ورفاقه بملعب 13 أفريل، إعجاب الجماهير بأداء أبناء شارف لم يقتصر على أنصار الحراش فحسب، وإنما على الجماهير الأخرى في صورة أنصار بلوزداد الذين انبهروا بالعروض الكروية وبدؤوا في شحذ هممهم من الآن، لاسيما أنهم سيقابلون الحراش في الجولة ما بعد القادمة، وهو ما يدل على أن “الصفراء” بدأت تخيف منافسيها. نقص التركيز والفعالية يحرمان الحراش من الفوز كان بمقدور الحراش العودة بالنقاط الثلاث من سعيدة وبنتيجة ثقيلة، بعد الفرص العديدة التي أتيحت لرفاق المدافع لڤرع الذين لم يستغلوها، أمام حيرة وذهول المدرب شارف، لاسيما في المرحلة الثانية التي ضيعوا فيها ثلاثة أهداف محققة عن طريق لطرش، بوعلام وبومشرة الذين لم يحسنوا التفاوض معها، نظرا لنقص التركيز والتسرع أمام المرمى، رغم أن الفرص المتاحة كانت معظمها أمام شباك شاغرة، وبالتالي فإن الطاقم الفني سيعمل جاهدا لمعالجة هذه العيوب وعدم تكرارها في المستقبل. في المحمدية لم تضيع كل هذه الفرص وبالعودة قليلا إلى المواجهات التي لعبها اتحاد الحراش منذ بداية بطولة هذا الموسم بملعب المحمدية، نجد أن أشبال شارف لم يحصلوا على هذا الكم الهائل من الفرص ولم يضيعوا ما ضيعوا أول أمس أمام سعيدة، بما أن اللقاء كاد ينتهي بثلاثية على الأقل لصالح الحراش، وعليه فإن الاتحاد سيندم كثيرا على ما ضيع لأنه لو فاز لصعد إلى المرتبة الثالثة برصيد 15 نقطة مناصفة مع سعيدة. شارف عاتب المهاجمين ولم تمر الفرص العديدة التي أهدرها الخط الأمامي دون أن تترك انطباعا سلبيا لدى شارف الذي لم يعجبه تسرع المهاجمين وعدم التركيز أمام الحارس عزيون، حيث عاتبهم بعد نهاية المواجهة وفي غرف حفظ الملابس على الأهداف المحققة التي ضيعوها وخرج غاضبا، رغم أنه لا أحد كان يتوقع أن تعود الحراش بنقطة التعادل من سعيدة، ومع ذلك فإن المدرب لم يكن راضيا لأن فريقه سيكون بحاجة إلى المزيد من النقاط في الجولات القادمة. الحراش تستحق اللعب على الأدوار الأولى إن الأداء الراقي الذي قدمه لاعبو الاتحاد في مقابلة أول أمس والعروض الكروية الشيقة التي أمتعوا بها الجميع، تعطي الأمل لأوفياء “الصفراء” بأن فريقهم بوسعه اللعب على الأدوار الأولى واحتلال مرتبة مع الأوائل تضمن له مشاركة خارجية خلال الموسم المقبل، لأن فارق النقاط أصبح ضئيلا بين أصحاب المقدمة وسيتقلص في الجولات القادمة، إذا ما بقيت الحراش وفية لتقاليدها وواصلت زحفها نحو الأمام بخطى ثابتة، دون اختلاق مشكل يدعى “الأزمة المالية” مثلما حدث قبل نهاية الموسم المنصرم بأربع جولات. ---------------- لاعبون يكسبون ود شارف وآخرون لم يستغلوا الفرصة انتهت المباراة التي جمعت اتحاد الحراش بمولودية سعيدة بالتعادل الإيجابي، وهي نتيجة أقل ما يقال عنها إنها مرضية في ظل الغيابات التي عرفتها التشكيلة الحراشية في صورة حنيتسار، زواق وبناي، حيث سيبدأ التحضير من اليوم للمقابلة المقبلة أمام اتحاد البليدة بملعب المحمدية، وستشتد المنافسة على المناصب بين اللاعبين الذين يريدون الظفر بمقاعد أساسية، قبل هذا فإن لقاء سعيدة أظهر أن هناك عناصر حاولت كسب ود المدرب شارف من خلال المستوى المقنع الذي أبانت عنه، وآخرون لم يستغلوا الفرص التي تتاح لهم وقد يفقدون مناصبهم فور عودة المصابين. ياشير في منحى تصاعدي كان المغترب ياشير من بين الأسماء التي برزت بشكل يلفت الانتباه في اللقاء الأخير أمام مولودية سعيدة، وهو صاحب الرأسية الرائعة التي سكنت شباك الحارس عزيون بعد فتحة من بوعلام، المهاجم السابق لنادي “مونبوليي” وأحد خريجي المدارس الكروية الفرنسية أظهر أنه لاعب من طينة الكبار، حيث ومنذ مشاركته في أول مواجهة خلال هذا الموسم ومستواه في تصاعد مستمر بدليل أنه أصبح إحدى القطع الأساسية التي يعتمد عليها المدرب بوعلام شارف على مستوى التشكيلة. لڤرع حديث الجميع في الحراش أما الظهير الأيسر محمد لڤرع فقد أدى واحدة من أحسن المباريات التي لعبها لحد الآن منذ قدومه من شبيبة تيارت إلى اتحاد الحراش خلال فترة التحويلات الصيفية الماضية، حيث كان يدافع برزانة ويساهم في إيصال الكرات إلى المهاجمين خاصة أنه متعود على العشب الطبيعي، عكس بعض المدافعين الذين كانوا يغلبون اللعب العشوائي على المنظم، فأداء لڤرع في مواجهة سعيدة جعله حديث الجميع في الحراش وقد يكون أيضا اكتشاف الموسم في الفريق. دوخة دون خطأ رغم أن حارس الاتحاد عز الدين دوخة قد تلقت شباكه عشرة أهداف منذ انطلاق البطولة المحترفة، إلا أن جميع تلك الأهداف كانت عن طريق أخطاء ارتكبها المدافعون وأخرى سجلت بواسطة ركلات جزاء، وكان ابن الشلف قد كسب عدة نقاط في مباراة أول أمس أمام سعيدة، من خلال تدخلاته الموفقة وفوزه بمعظم الكرات العالية، وهو الأمر الذي جعله الحارس رقم واحد في تشكيلة الحراش. تمريرات بن عياش سحرية عرفت مباراة أول أمس دخول صانع ألعاب الاتحاد زهير بن عياش بديلا ل ياشير في (د84)، حيث أنعش الهجوم وأعطى الحيوية للقاطرة الأمامية من خلال تمريراته السحرية والمدققة التي كانت تصل لطرش وبومشرة، مثلما كان عليه الحال في اللقاء ما قبل الفارط أمام شبيبة القبائل عندما تحصل على ركلة جزاء، وما يبقى على “الزاوش” كما يلقب في الحراش إلا أن يكسب المزيد من الثقة في النفس وبعد ذلك “واحد ما يحركو”. هندو كان ظلا لنفسه وفي المقابل، كان وسط ميدان الاتحاد كريم هندو ظلا لنفسه في مقابلة مولودية سعيدة، حيث ضيع العديد من الكرات السهلة وهو ما صعب المهمة على المدافعين الذين كان كل شيء يقع على عاتقهم، وما زاد الطين بلة هو الهدف الذي سجله ضد مرماه برأسية محكمة جعلت أنصار “الصادة” يصفقون له بسخرية واستهزاء، بعدما منح فريقهم التفوق قبل دقيقة واحدة عن نهاية المرحلة الأولى. طواهري لم يستغل الفرصة للمرة الثالثة على التوالي، يشارك مهاجم الحراش أمين طواهري في التشكيلة الأساسية بعد أن كان المدرب شارف يجلسه على كرسي الاحتياط في اللقاءات الرسمية، لكن “زينڤا” لم يستغل جيدا الفرصة التي تتاح له هذه الأيام ولا يزال صائما عن التهديف لحد الساعة في ظل غياب حنيتسار وبناي المصابين، عكس الموسم الماضي حين كان أحد مفاتيح الفوز بفضل الأهداف الحاسمة التي سجلها، وبالتالي فما على طواهري إلا أن يبرهن عن علو كعبه في اللقاءات المقبلة حتى لا يحول إلى الاحتياط. لطرش، بوعلام وبومشرة يضيعون ما لا يضيع رغم أنهم قدموا كرات حاسمة وساهموا في نقل الخطر إلى منطقة المنافس، إلا أن لطرش، بوعلام وبومشرة فوتوا على الحراش العودة بكامل الزاد من سعيدة، بعد الأهداف المحققة التي أهدروها في الشوط الثاني، الأمر الذي خلف نوعا من الحسرة في أوساط اللاعبين، وعليه فإن سوء التركيز وغياب الفعالية كانا النقطة السلبية التي ميزت الحراش. --------------- بن عبد الرحمان: “ضيعنا فوزا بنتيجة ثقيلة” بداية، ما تعليقك على نتيجة التعادل التي سجلتموها في سعيدة؟ التعادل يمكن القول إنه نتيجة إيجابية لأنه حصل خارج الديار، لكن لو تعد مشاهدة اللقاء تتملكك الحسرة على الفوز السهل الذي ضيعناه بما أنه كان في متناولنا. في الشوط الأول، أداؤكم كان متذبذبا ما سهل المهمة للمنافس لفرض طريقته. صحيح أنه في المرحلة الأولى من اللقاء مولودية سعيدة كانت منظمة في الميدان ولعبت بطريقة رائعة، بينما نحن بقينا نعتمد على الهجمات المعاكسة التي كادت تثمر هدفا، أما في الشوط الثاني فإن سعيدة استسلمت في نصف الساعة الأخير وتركت المبادرة لنا لتطبيق خطتنا كما ينبغي بدليل الفرص العديدة التي حققناها. لكنكم أهدرتم فوزا كان في متناولكم، أليس كذلك؟ نعم، ضيعنا فوزا كان في متناولنا وأهدرنا ثلاث فرص على الأقل، لكن علينا أن نقنع بهذه النتيجة التي أعتبرها إيجابية وستخدمنا من الناحية النفسية في المواجهة القادمة. عدت من جديد إلى التشكيلة الأساسية وقدمت أداء مقنعا، كيف تعلق؟ لكي أصارحك، لم أكن على علم بأنني سأشارك أساسيا إلى غاية صبيحة مباراة سعيدة، فالحمد لله أنني وفقت وأديت مقابلة في المستوى بعدما كنت لا ألعب المواجهات الرسمية بسبب قرارات المدرب شارف. يمكن أن نفهم أنك تريد تقديم رسالة إلى المدرب مفادها أنه أجحف في حقك... لا يمكنني أن أقول إن المدرب شارف أجحف في حقي أو أعطاني إياه، فأنا أتدرب مثلي مثل جميع اللاعبين وفي كل جولة أنتظر أن أكون أساسيا، لكن أجد نفسي خارج حساباته، وبالتالي فإذا أراد شارف أن يعتمد علي كأساسي في المواجهة المقبلة أمام البليدة فأقول له ها أنا مستعد وإذا أبقاني في الاحتياط “نشد فمي ونسكت”. تبدو واثقا من قدراتك ومعنوياتك مرتفعة. نعم، معنوياتي في القمة بعد المباراة الرائعة التي قدمتها أمام سعيدة وبخصوص الثقة أنا دائما أثق في نفسي. على ذكر البليدة، كيف تنظر إلى هذه المواجهة؟ المواجهة ستكون صعبة أمام فريق يريد إنقاذ نفسه من المرتبة التي يتواجد فيها، لكن يجب ألا نضيع فرصة الاستقبال على أرضنا وبالتالي نحقق الفوز ونواصل زحفنا نحو الأمام. --------------- التشكيلة عادت بعد المباراة مباشرة شدت تشكيلة اتحاد الحراش الرحال برا إلى العاصمة مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت أول أمس فريقهم بمولودية سعيدة، حيث عاش الجميع أجواء حماسية داخل الحافلة رغم أن البعض لم يقنعه التعادل في صورة بوعلام الذي تحصل زملاؤه على يوم راحة منحه إياهم المدرب شارف. الاستئناف اليوم بالمحمدية يعود اليوم لاعبو الحراش إلى أجواء التدريبات بملعب المحمدية، حيث سيركز المدرب شارف في حصة الاستئناف على استرجاع اللياقة البدنية وبعض التمارين الخفيفة بعد التعب الذي نال منهم جراء السفرية الطويلة من سعيدة إلى العاصمة. الإدارة تتحادث مع الرابطة من أجل النقل التلفزي تنقل أمس أحد مسيري الحراش إلى مقر الرابطة الوطنية لكرة القدم للتحادث مع المسؤولين بخصوص قضية النقل التلفزي، خاصة أن الحراش لا تُبث مواجهاتها التي تلعب في المحمدية، الأمر الذي أدى إلى هروب الممولين.