حلّ ظهر أمس منتخبنا الوطني بالعاصمة البوركينابية “واڤادوڤو” من أجل مواجهة منتخب مالي سهرة غد الأحد لحساب الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2014، وكان منتخبنا قد غادر أرض الوطن في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف بالتوقيت المحلي في الجزائر، ليصل بعد ثلاث ساعات ونصف من الطيران في حدود الساعة الثانية والربع بتوقيت بوركينافاسو، الثالثة والربع بتوقيت الجزائر إلى مطار “واڤادوڤو” الدولي... بعد رحلة دامت ثلاث ساعات ونصف ولم تكن رحلة “الخضر” متعبة بما أنّ ظروف سفرهم كانت مريحة للغاية عبر طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية مثلما تعوّدوا عليه في مختلف سفرياتهم خلال السنوات الأخيرة. سعادة سفير الجزائر في الاستقبال بالإضافة إلى المناجير العام للمنتخب عبد الحفيظ تاسفاوت الذي كان في انتظار البعثة لدى وصولها، فإنّ سعادة سفير الجزائر ببوركينافاسو عبد الكريم بن شياح كان في استقبال الوفد الجزائري، حيث رحّب بالجميع وسهر على توفير كافة الظروف التي تجعل منتخبنا يشعر بالراحة منذ أن تطأ قدماه بوركينافاسو إلى غاية مغادرته لها سهرة الأحد. شجّع جميع اللاعبين لدى وصولهم وتنبأ بالفوز سعادة سفير الجزائر في بوركينافاسو لم يكتف بالترحيب باللاعبين وجعلهم في ظروف مريحة وفقط، بل إنه ظلّ يشجعهم واحدا بواحد قبيل المباراة التي تنتظرهم غدا أمام الماليين، حيث وظف عبارات قوية لدى حديثه معهم وكان يبدي تفاؤلا كبيرا بأن تكون النقاط الثلاث من نصيب الجزائر قائلا: “إن شاء الله نربحو... إن شاء الله نربحو”. 15 دقيقة فقط لمغادرة المطار والمنتخب يلقى كل التسهيلات هذا وقام سعادة السفير وأعضاء السفارة الجزائرية بكافة الإجراءات الضرورية لكي تكون إجراءات مغادرة المطار سريعة، حيث لم تستغرق الإجراءات القانونية وختم جوازات سفر الوفد الجزائري، وإخراج الأمتعة ومختلف أنواع العتاد، أكثر من ربع ساعة في ظل التسهيلات التي لقيها منتخبنا من طرف شرطة حدود بوركينافاسو، وهو ما ارتاح له اللاعبون الذين كانوا في تلك اللحظة لا يفكرون سوى في الالتحاق بالفندق لأخذ قسط من الراحة قبيل الحصة التدريبية الاسترخائية التي برمجها لهم المدرّب. البعثة ضمّت 82 عضوا باحتساب بعثة التلفزيون هذا وضمّت البعثة الجزائرية التي وصلت إلى بوركينافاسو 82 فردا وذلك باحتساب بعثة التلفزيون الجزائري التي تنقلت من أجل بث اللقاء على المباشر كما كشفنا عنه في عدد الخميس الماضي، حيث ضمت بعثة المنتخب رئيس “الفاف” محمد روراوة، اللاعبين، أعضاء الطاقم الفني وأعضاء الطواقم الأخرى، كما ضمت بعثة التلفزيون الجزائري 17 فردا من زملاء صحفيين (زواوي وبلقايدية) وتقنيين إلى غير ذلك. اللاعبون لم يشتكوا الحرارة هذا وقد استغل اللاعبون فترة حمل الأمتعة والعتاد إلى الحافلة، في الاستفسار عن أحوال الطقس في “واڤادوڤو” وما إذا كانت درجة الحرارة شديدة مثلما سمعوا قبل مجيئهم، حيث رصدنا عددا منهم يطلون من أبواب المطار من حين لآخر ويتساءلون فيما بينهم عن أحوال الطّقس، وما إذا كان الجو حارا أم معتدلا، فوقع الإجماع وسطهم فيما بعد على أن الأجواء معتدلة بعض الشيء، وأن الحرارة التي بلغت أمس 33 درجة لن تكون مقلقلة ولو أنهم شعروا بارتفاع في درجة الرطوبة. 30 مناصرا من الجالية الجزائرية في الانتظار وكما جرت عليه العادة، فإن أنصار المنتخب الوطني كانوا في الموعد رغم أن الأمر يتعلق باللعب هذه المرة في بوركينافاسو، لأن أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة هنا، والمقدر عددها ب30 فردا، كانت حاضرة لاستقبال المنتخب الوطني في مطار “واڤادوڤو” الدولي الذي اكتسى الألوان الخضراء، الحمراء والبيضاء، وعاش أجواء رائعة ربما لم يعشها منذ فترة. “وان، تو، ثري... فيفا لالجيري” لا بدّ أن تدوّي بالأحضان، استقبل أعضاء الجالية الجزائرية أشبال الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، وبالرايات الجزائرية والهتافات أيضا، لأن الأغنية الجزائرية الشهيرة “وان، تو، ثري... فيفا لالجيري” كان لا بدّ لها أن تدوّي في المطار، كي يفهم اللاعبون الرسالة بأنّ الأنصار خلفهم والكرة في مرماهم من أجل تحقيق الفوز، وكي يتأكد البوسني مما ذكره لصحيفة بوسنية مؤخرا، بأنّ الشعب الجزائري مهووس بكرة القدم ومنتخبه الوطني، ومستعد لكي يكون إلى جانبه في أي قطر بالعالم. “وين تروحو رانا معاكم” أعجبت بوڤرة كثيرا “نحن معكم وإلى جانبكم، وين تروحو رانا معاكم” هكذا أكد الأنصار الذين كانوا في انتظار “الخضر” للاعبين وهم يتأهبون لمغادرة المطار، وهو ما أثلج صدر صخرة الدفاع مجيد بوڤرة الذي يعدّ أقدم عنصر في المنتخب، ويعرف جيّدا الجماهير الجزائرية وما هي قادرة على فعله لما يتعلق الأمر بألوان الوطن، حيث استقبل ما قاله الأنصار بابتسامة عريضة وشكرهم لأنهم كانوا في الموعد رغم قلتهم، كما شكر الثنائي عبد الباقي - بن أحمد الذي تنقل من شلغوم العيد خصيصا من أجل حضور المباراة وتشجيع المنتخب الوطني أمام مالي. روراوة رفض التصريح بعدما صرّح على أرض الوطن وكان رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة حاضرا رفقة المنتخب الوطني لدى وصوله إلى بوركينافاسو كرئيس للبعثة مثلما تعوّد على القيام به في مختلف خرجات المنتخب الدولية في السنوات الأخيرة، وحاولنا استغلال تواجده كي نأخذ انطباعه غير أنّه رفض الإدلاء بأي تصريح، وهو ما تفهمّته البعثة الإعلامية هنا، لا سيما بعدما بلغنا أنه كان قد أدلى بتصريحات ولو مقتضبة لوسائل الإعلام بالجزائر دقائق قبيل إقلاع بعثة “الخضر” من أرض الوطن. فرقة “الطامبو البوركينابي” أطربت لاعبينا وحتى تجعل لاعبينا يعيشون الأجواء الإفريقية فور وصولهم، قامت السفارة الجزائرية باكتراء فرقة موسيقية بوركينابية مختصة في نوع من الموسيقى يسمى هنا “الطامبو”، أطربت حليلوزيتش وأشباله لدى مغادرتهم المطار وتأهبهم لركوب الحافلة، حيث أنهم بدوا معجبين كثيرا بالموسيقى التي كانت تطلقها الآلات التقليدية التي استعملتها تلك الفرقة. 20 دقيقة من المطار إلى فندق “بالاص” ونظرا لقرب المسافة بينهما، فإنّ فترة الوصول من المطار إلى فندق “بالاص” أين سيقيم منتخبنا إلى غاية سهرة يوم الأحد، لم تستغرق سوى 20 دقيقة، حيث غادر منتخبنا المطار على متن حافلة خاصة ليكون الوصول إلى الفندق بعد دقائق معدودة، وتكون “الفاف” بذلك قد أحسنت اختيار هذا الفندق القريب من المطار ومن ملعب 4 أوت أيضا، ما يجنب منتخبنا ازدحام الطرقات خلال الفترة القليلة لتواجده هنا في “واڤادوڤو”. اللاّعبون توجّهوا مباشرة إلى غرفهم ورغم أنّ الرحلة من الجزائر إلى “واڤادوڤو” كانت قصيرة بعض الشيء وغير متعبة بما أنها لم تفق ثلاث ساعات ونصف من جهة، وبما أن منتخبنا سافر من أرض الوطن في رحلة خاصة مريحة، وتفادى ما تعانيه المنتخبات الأخرى من التنقل من مطار لمطار في مثل هذه المنافسات القارية، إلاّ أنّ لاعبينا توجهوا فور وصولهم إلى فندق “بالاص” إلى غرفهم للركون إلى الراحة قبيل الحصة التدريبية التي أجروها بداية من الساعة الخامسة بتوقيت بوركينافاسو. لحسن طلب الإنترنيت فور وصوله وإن كان أغلبية اللاعبين قد تهافتوا على مفاتيح غرفهم للالتحاق بها وأخذ قسط من الراحة قبيل الحصة التدريبية المسائية، إلاّ أنّ القائد ووسط الميدان مهدي لحسن طلب أمرا واحدا وهو الحصول على الرقم السري للإنترنيت في غرفته، قبل أن يطلب منه الالتحاق للركون إلى الراحة على أن تكون الإنترنيت مشغلة في غرفته بعد حين، والظاهر أن لحسن اشتاق كثيرا إلى أفراد عائلته، وأراد أن يسارع إلى طمأنتهم على وصوله إلى بوركينافاسو ولذلك طلب الإنترنيت. لاعبان بوركينابيان لعبا في الجزائر حضرا لاستقبال “الخضر” مستقبلو “الخضر” كانوا كثرا أمس، ولم يقتصروا على سعادة السفير، ولا أعضاء الجالية الجزائرية، ولا وسائل الإعلام التي سبقت المنتخب إلى هنا، بل إن البوركينابيين كانوا في الاستقبال هم أيضا، ونخص بالذكر لاعبين سبق لهما أن لعبا في الجزائر، الأمر يتعلق ب “كارلوس دوالا” الذي سبق له أن حمل ألوان غالي معسكر، عين تيموشنت، وهارونا ڤيريمي الذي سبق له أن لعب لصالح رائد غرب وهران وعين تيموشنت كذلك، حيث أنهما ارتبطا كثيرا بالجزائر منذ ذلك الحين، وأبيا إلا أن يكونا في استقبال المنتخب الجزائري لدى وصوله إلى وطنهما، ولا غرابة إن تنقلا غدا إلى ملعب 4 أوت من أجل مناصرة “الخضر” في مباراتهم أمام منتخب مالي. جبور، مبولحي، قادير، فغولي وبعض اللاعبين رفضوا التصريح وتجدر الإشارة إلى أننا حاولنا أن نأخذ أكبر عدد من التصريحات والانطباعات مع اللاعبين، غير أن البعض منهم رفض الإدلاء بأي تصريح لأسباب نجهلها، في صورة الحارس رايس وهاب مبولحي الذي تعوّدنا على خرجاته، بالإضافة إلى فغولي الذي يرفض أن يجري حوارات ما لم يكن ذلك في ندوة صحفية، وجبور وقادير وغيرهم من اللاعبين الذين نتمنى أن يكون رفضهم هذا راجعا إلى تركيزهم في اللقاء الذي ينتظرهم لا لسبب آخر. حتى حليلوزيتش لم يصرح لأنه صرح كثيرا في الجزائر من جهته رفض الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام الجزائرية الحاضرة هنا، واكتفى بابتسامة عريضة لدى مواجهته للإعلاميين قبل أن يغادر، ومهما يكن فإننا تفهمنا موقفه لأنّ الرجل تحدّث كثيرا لوسائل الإعلام في الجزائر، إلى درجة أننا صرنا متعودين على سماع نفس الكلام منه في كل ندوة صحفية يعقدها من أسبوع لآخر... والمهم في النهاية أنّ منتخبنا وصل في ظروف مريحة، ويتواجد في ظروف مريحة أيضا، وكل العوامل متوفرة له كي يعود بالنتيجة التي أتى من أجلها إلى هنا ويضيف إلى رصيده النقاط الثلاث التي تضمن له ريادة الترتيب في مجموعته.