لم توفق مولودية باتنة في المباراة المصيرية التي نشطتها أول أمس في ميدانها أمام وفاق سطيف حيث عاد هذا الأخير غانما بالنقاط الثلاث معقّدا بذلك مهمة أبناء الأوراس الذين كانوا في أمس الحاجة إلى الفوز الذي يعيد الفريق إلى السكة الصحيحة، خاصة أن الأجواء التي سادت قبل اللقاء كانت تصب في خانة تفادي الخسارة وعدم الاعتراف بالتعادل لكن المستطيل الأخضر أخلط حسابات أبناء لطرش رغم الأداء الراقي الذي قدموه خاصة في المرحلة الأولى حين سببوا مشاكل عديدة للزوار وكان بمقدورهم الوصول إلى مرمى الحارس الدولي شاوشي لولا تألق هذا الأخير وسوء الحظ في عديد المناسبات. أداء جيد لكن الفعالية غابت وبصرف النظر عن النتيجة التي انتهى عليها اللقاء فإن العناصر الباتنية ظهرت بثوب الكبار بالنظر إلى الأداء الذي قدمته، وإذا كان أبناء عين الفوارة قد أظهروا قوتهم في الميدان فإن أغلب من تابع المواجهة لم يستخف بالمردود العام المقدم من قبل رفقاء حفيظ الذين أظهروا استماتة في الجهة الخلفية علاوة على بناء العديد من الهجمات التي أسالت العرق البارد لأبناء المدرب زكري على غرار التهديد الأول الذي جاء من قبل حفيظ الذي فوّت على فريقه فرصة فتح باب التسجيل في ربع الساعة الأول حين وجد نفسه وجها لوجه أمام حارس الوفاق، إضافة إلى المحاولات التي قام بها زياد وياسف والتي كانت تفتقد إلى الفعالية واللمسة الأخيرة. جمهور المولودية حطّم كل الأرقام ويستحق التقدير خالف الجمهور الباتني كل التوقعات بحضوره القياسي إلى ملعب 1 نوفمبر مفضلا تلبية نداء الإدارة التي منحته فرصة متابعة المواجهة مجانا، حيث امتلأت المدرجات قبل حوالي نصف ساعة من الانطلاقة وساند زملاء ياسف بكل روح رياضية دون المساس بالجماهير السطايفية التي تنقلت هي الأخرى لمساندة فريقها، ليثبت عشاق المولودية أنهم أوفياء للونين الأبيض والأسود ومستعدون للتضحية وملء المدرجات بصرف النظر عن المرتبة التي يحتلها الفريق، وهي رسالة واضحة لإدارة زيداني حتى تكون في مستوى طموحاتهم مستقبلا أو ترفع راية الاستسلام وتترك مكانها لمن هو أجدر بتجسيد ذلك بصورة فعلية. لطرش يصاب بخيبة ويؤكد على عدم عدالة النتيجة وإذا كانت الجماهير الباتنية قد فرضت منطقها في المدرجات إلا أن اللاعبين أخفقوا في تحقيق طموحهم في نهاية المطاف بعد الهدف المفاجئ الذي تلقاه الحارس طوال بعد رأسية مترف، وهو ما أثر سلبا في معنويات أصحاب اللونين الأبيض والأسود وكذا الجماهير الباتنية التي أصيبت بخيبة أمل شديدة، والكلام نفسه ينطبق على المدرب لطرش الذي كان يعوّل كثيرا على نقاط هذا اللقاء من أجل تعبيد الطريق نحو إحياء حلم البقاء بحكم أن هذه الخسارة لم تأت في وقتها وهدّمت الوثبة المعنوية للاعبيه التي حدثت أمام العلمةوالخروب على التوالي، حيث أكد في تصريحاته أنّ المولودية لا تستحق الهزيمة بناء على مجريات المقابلة والمردود الفردي والجماعي للاعبيه الذين كانوا في موقع جيد لتحقيق الفوز لولا المسار الذي أخذه الشوط الثاني بعد هدف الزوار. أمالو استفز الباتنية ومنح الأفضلية للوفاق من جانب آخر أبدى عدد من المقربين من المولودية استياءهم من الطريقة التي أدار بها الحكم أمالو مباراة أول أمس خاصة في المرحلة الأولى، متهمين إياه باستفزاز لاعبي المولودية من خلال منحه الأفضلية للمنافس وتغاضيه عن عديد الأخطاء التي ارتكبها لاعبو الوفاق إضافة إلى تكسير اللعب عندما تكون الكرة بحوزة الباتنية علاوة على إعلانه عديد المخالفات القريبة من منطقة عمليات المولودية التي أثيرت بخصوصها العديد من التحفظات، وهو ما جعل محيط المولودية يقتنع بأن الحكم كان له دور مهم في التأثير في معنويات رفقاء بيطام الذين دخلوا الميدان تحت ضغط النتيجة وحتمية تحسين الوضعية الصعبة التي يحتلونها في سلم البطولة. استفاقة النصرية والخروب زادت المهمة تعقيدا وعلاوة على الخسارة القاسية التي منيت بها المولودية فوق ميدانها فإن نتائج الفرق الأخرى المهددة بالسقوط لم تخدم أبناء الأوراس بحكم أن النصرية تخلّصت من إخفاقاتها المتتالية وفازت أمام شباب باتنة، في الوقت الذي فرضت جمعية الخروب التعادل أمام مستضيفه اتحاد عنابة وهو ما سمح له بالتنفس والاقتراب أكثر من وسط الترتيب، الأمر الذي يجعل إخفاق اتحاد البليدة فوق ميدانه أمام وداد تلمسان لا يفيد المولودية كثيرا مادامت مصلحتها تفرض عليها تجاوز المراتب الأخيرة وليس البقاء ضمن الثلاثي المهدد بمغادرة حظيرة القسم الأول. -------- ثاني هزيمة مع لطرش في باتنة تعد هزيمة أول أمس الثانية التي تسجلها المولودية فوق ميدانها منذ بداية مرحلة العودة وتحت إشراف المدرب لطرش الذي تولى هذه المهمة في بداية جانفي المنصرم، حيث أن الهزيمة الأولى كانت بثلاثية أمام شبيبة بجاية قبل أن تضيع 3 نقاط أخرى أمام وفاق سطيف علما بأن المولودية أرغمت على التعادل في الجولة الأولى أمام وداد تلمسان وهو ما فوّت عليها 7 نقاط من ذهب. أول ظهور ل أمعوش في باتنة منذ 5 أشهر سجل المهاجم أمعوش أول ظهور له بألوان المولودية في ميدان مركب 1 نوفمبر بعد غياب لقرابة 5 أشهر بسبب الإصابة التي أرغمته على إجراء عملية جراحية بعد لقاء بلوزداد لحساب الجولة 6 من مرحلة الذهاب، ورغم أنه لعب لقاء شبيبة القبائل في تيزي وزو لحساب الجولة 12 إلا أنه أرغم على تمديد فترة الراحة إلى غاية اللقاء السابق أمام شباب بلوزداد ليقحم بديلا في ربع الساعة الأخير من مواجهة أول أمس أمام نسور الهضاب. لمودع أساسيا وأقلق دفاع الوفاق كان المهاجم لمودع من العناصر التي برزت في اللقاء الأخير حيث منح إقحامه أساسيا منذ البداية حركية واضحة في الخط الأمامي وهو ما أقلق دفاع الزوار الأمر الذي خلف عدة فرص لم تترجم بشكل جيد، وهو ما يؤكد على استعادة لمودع لإمكاناته بصورة تدريجية في ظل الثقة التي يحظى بها من قبل الطاقم الفني. لطرش يعود بديلا ويضيّع هدف التعادل عاد المهاجم لطرش أيوب إلى أجواء المنافسة بعد غيابه عن مباراة بلوزداد، حيث أقحم في منتصف الشوط الثاني مكان ياسف وعمل على التحرك في الخط الأمامي وهو ما أتاح له فرصة سانحة لمعادلة النتيجة بعد أن وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس شاوشي إلا أن التدخل الموفق للمدافع العيفاوي حرمه من التسجيل. طوال يتألق ولا يتحمل مسؤولية الهدف كان الحارس طوال أحد العناصر التي تألقت من جانب المولودية بالنظر إلى الدور الكبير الذي قدمه وتصديه لكرات حاسمة على غرار مخالفة مترف في نهاية الشوط الأول ناهيك عن باقي التدخلات التي كانت موفقة، كما أجمع الحضور على أنه لا يتحمل مسؤولية هدف الوفاق بحكم أن التهاون كان من جانب الدفاع الذي منح كل الحرية ل مترف في تسديد الكرة بالرأس. بيطام لعب بدون عقدة رغم الخسارة المسجلة إلا أن ذلك لم يمنع العديد من العناصر الشابة في صفوف المولودية من مواصلة البروز على غرار المدافع المحوري بيطام الذي يواصل فرض مكانته في التشكيلة، حيث خاض التسعين دقيقة بأقل عدد من الأخطاء وهو ما مكنه من شل هجمات الوفاق السطايفي. التشكيلة تستأنف التدريبات مساء اليوم منح الطاقم الفني راحة للاعبيه دامت يومين في أعقاب اللقاء الأخير حيث من المنتظر أن يستأنف رفقاء رزيوق التدريبات اليوم بداية من الثالثة مساء في إطار التحضير لبقية المباريات المقبلة التي تتصدرها مواجهة اتحاد العاصمة، في الوقت الذي سيعمد المدرب لطرش إلى التركيز على التحضير النفسي كحل أولي للتخفيف من صدمة خسارة مباراة السبت المنصرم.