خصّصت قناة “البهجة“ صبيحة أمس حصة تناولت أزمة ملعب 5 جويلية الذي كان مسرحا للمباراة الودية التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الصربي الأربعاء الماضي، حيث نزل نور الدين بن موهوب (مدير مركب محمد بوضياف) والعميد مصطفى بن عيني (نائب في المديرية العامة للأمن الوطني) وإلى جانبه الضابط الهاشمي رئيس قاعة العمليات بأمن ولاية الجزائر... ضيوفا على الحصة التي تناولت الجوانب التنظيمية والأمنية وأكد المدعوون أن عدة عوامل أثرت في السير الحسن للمباراة، لكن على العموم لم تكن هناك تجاوزات خطيرة. وقد كان النقاش حادا بين مقدّم الحصة ومدير المركب بن موهوب الذي وجد بعض الحرج في الإجابة على بعض الأسئلة. بن موهوب: “عملية بيع التذاكر عرفت توافدا كبيرا لم يكن منتظرا” كانت البداية من عملية بيع التذاكر التي عرفت انتقادات لاذعة للمنظمين، ومن هذا المنطلق بدأ مدير المركب في الحديث حيث قال: “عملية بيع التذاكر بدأت مبكرا والأنصار توافدوا بكثرة على الملعب من أجل الحصول على تذكرة، ورغم أنه كان ما يزال الوقت طويلا للمباراة إلا أن التذاكر بيعت في اليوم الأول وفي وقت قياسي، من حسن حظنا أننا لم نترك العملية ليوم اللقاء وإلا لحدثت فوضى أكبر، الأنصار توافدوا بقوة وهو ما جعل العملية تكون صعبة التسيير ورغم ذلك عرفنا كيف نتحكم في الوضع بمساعدة قوات الأمن، لكن بعدها كان المجال مفتوحا للسوق السوداء ونحن لسنا مسؤولين عن ذلك“. “الموقوفون بسبب التسريب عليهم الكشف عن من منحهم التذاكر” وفي سؤال عن بيع تذاكر بالجملة كانت بحوزة بعض المضاربين، قال بن موهوب: “تسريب التذاكر تمّ أو لم يتم، هذا الأمر لا أستطيع الفصل فيه، فتحنا تحقيقا في الموضوع والأمور جارية. قوات الأمن ألقت القبض على بعض المضاربين الذين كانوا يملكون أعدادا كبيرة من التذاكر وما عليهم سوى الكشف عن هوية الأشخاص الذين منحوهم هذه التذاكر وإذا كانوا من عمال الملعب سيتابعون قضائيا حتما، فالعدالة ستفصل في أمرهم ولا أرى أن إدارة المركب تتحمل أخطاء فردية لأشخاص من داخل المركب أو خارجها“. “الولايات الأخرى لم تطلب التذاكر ومن الآن فصاعدا يجب تجاوز مثل هذه الأمور” أما عن اقتراح قاله الزميل الصحفي بقناة “البهجة“ بشأن بيع التذاكر لأنصار المنتخب في أرجاء 48 ولاية، قال مدير ملعب 5 جويلية: “هناك ولايات طلبت التذاكر لبيعها للأنصار القاطنين فيها وحصلت عليها فعلا مثل الشلف وغليزان وهذه العملية تمت على مستوى مديريات الشباب والرياضة، أما الولايات الأخرى فلم تطلب ولم يكن بالإمكان فرض العملية على المديريات التابعة لها، لهذا أطلب من المسؤولين عن كل ولاية أن يأخذوا هذه النقطة بعين الاعتبار مستقبلا وإذا أرادوا الحصول على التذاكر ستكون هناك حصص خاصة بكل ولاية حسب عدد السكان حتى نكون عادلين في التقسيم، أما العاصمة فلها حصة الأسد لأنها هي التي ستحتضن المباراة وبطبيعة الحال هي الأكثر عددا من حيث السكان”. “دخول الأزواج كان مدروسا وكان هناك سوء فهم” وبخصوص دخول العائلات، تطرق بن موهوب إلى نقطة حساسة حيث قال: “بعنا 57 ألف تذكرة للأنصار وخصصنا 6000 تذكرة للعائلات والملعب بشكل رسمي يتسع ل65 ألف مناصر، لهذا قلنا إنه بإمكان كل من يحمل تذكرة خاصة بالعائلات الدخول رفقة زوجته بتذكرة واحدة والملعب به أماكن احتياطية يمكن أن نستعملها وقت الضرورة، لكن البعض فهم العكس وظن أن كل من يحمل تذكرة يمكنه أن يدخل معه مناصرة وهذا خطأ”. “كان بالإمكان الوصول إلى 80 ألف متفرج، لكن كان هناك أكثر من 120 ألف خارج الملعب“ وواصل بن موهوب حديثه حول الأعداد الغفيرة التي توافدت من كل حدب وصوب نحو الملعب منذ الصباح الباكر ليوم اللقاء حيث قال: “كانت قوافل الأنصار تتوافد على الملعب بأعداد لا يمكن تصورها وقد أخذنا بعين الاعتبار هذا الجانب وتم التنسيق مع قوات الأمن من أجل جعل حواجز أمنية متقدمة عن الملعب حتى يتم تصفية الأنصار قبل الوصول إلى أبواب الملعب، كما أن التذاكر التي بيعت جعلت المنظمين في حيرة من أمرهم، حيث وضعنا في الحسبان دخول 10 آلاف أو حتى 15 ألف مناصر فوق العدد القانوني، لكن بعد اجتياز بعض الأنصار أسوار الملعب بدأت الأعداد داخل الملعب تتضاعف”. وأضاف بن موهوب: “كان بالإمكان استيعاب 80 ألف مناصر، لكن عندما تجد أن عدد التذاكر 60 ألف أو يزيد بقليل وعدد الأنصار خارج الملعب عند الساعة العاشرة وصل إلى ما يزيد عن 120 ألف مناصر والعدد بقي في تزايد مع مرور الوقت فلم يكن بالإمكان السماح للكل بالدخول وهو ما خلق نوعا من الفوضى”. “ميزانية المركب لا تسمح لنا بمضاعفة العمال ولو مؤقتا” وعن التنسيق مع قوات الأمن لتنظيم دخول الأنصار، قال مدير المركب الأولمبي: “التنسيق دائم ومتواصل وهناك اجتماعات تقنية بين مديرية المركب ومديرية الأمن قبل كل لقاء لبحث سبل سير المباراة في ظروف جيدة، لكن مباراة من هذا الحجم تتطلب طاقات بشرية وإمكانات مادية معتبرة، هذا ما وقفنا عاجزين أمامه، نحن الآن بخير لأننا نضمن الأجرة الشهرية للعمال ولذا لم يكن بالإمكان استقدام عمال دائمين أو حتى مؤقتين لأن ميزانية المركب لا تسمح بتغطية حاجيات العمال المادية ولم نكن نريد وضع أنفسنا في هذا المشكل الذي يصعب حله”. “حتى ثقافة بعض الأنصار محدودة وهذا مشكل عويص” نقطة حساسة تحدث عنها مدير المركب بكل أسف وهي تخص تصرفات الأنصار التي لم تكن تليق بمقام مباراة كبيرة أمام عملاق أوروبي، حيث قال: “يجب أن لا نكذب على أنفسنا، بعض الأنصار للأسف منقوصين ثقافة حضارية، فالملعب مكان للفرجة والترويح عن النفس وليس مكانا للفوضى والقيام بأعمال يندى لها الجبين، بعض الأنصار وبمجرد أن كنا منهزمين بدأوا في رشق الملعب بالقارورات وبما أنهم كان في المدرجات العلوية فإن تلك القارورات كانت تسقط في المدرجات السفلى... عيب كبير أن يصاب الضيف بقارورة بها بول “أكرمكم الله”، هذا عيب وعار على مناصر جزائري جاء إلى الملعب من أجل مناصرة المنتخب ليتحول إلى إنسان فوضوي، على كل حال قوات الأمن اتخذت الإجراءات اللازمة وكل واحد سيأخذ جزاءه”. “الشركة الهولندية مطالبة بإعادة تهيئة الأرضية وإلا فالعدالة موجودة” آخر نقطة تطرق لها مدير المركب تتمثل في أرضية الملعب التي عادت إلى ما كانت عليه وربما أسوأ، فقال: “كلنا شاهد أن الأرضية كانت سيئة للغاية وحتى مسؤولو الشركة الهولندية كانوا حاضرين وعقدنا اجتماعا تقنيا في اليوم الموالي وركزنا على هذه النقطة، حيث تم الاتفاق على إيجاد حل نهائي، لكن إذا لم يكن هناك حل فنحن مضطرون للجوء إلى العدالة لأننا نملك عقدا موثقا يحمي حقوق المركب وما على الشركة الهولندية سوى البحث عن الحلول اللازمة وفق بنود العقد”. صحفي “البهجة“ ركز على نقطة “أصحاب المعارف“ قبل أن يغادر بن موهوب الحصة في منتصفها، تحدث صحفي القناة الإذاعية عن موضوع مهم وشائك ولا يمكن حله حيث قال: “سأتطرق إلى موضوع ربما لا يستطيع السيد بن موهوب التحدث عنه وهو دخول أشخاص عاديين إلى الأماكن المخصصة للصحفيين وإلى الأماكن المخصصة للشخصيات المرموقة ومنصات المدعوين. وجدنا أناسا يملكون الحق في مقعد واحد وقد جلبوا معهم أبناءهم أو عائلتهم وهناك من يملك الحق في الدخول إلى المدرجات العادية فوجدناه في منصة الصحفيين أو المنصة الشرفية، هذا الأمر لا يمكن تحميله لعمال الملعب أو شيء من هذا القبيل وإنما يدخل في إطار ثقافة المواطن”. مسؤولا الأمن أكدا على أن كاميرات الملعب لا تشتغل بعد مغادرة بن موهوب، تحوّل النقاش إلى الجانب الأمني وهنا تطرق العميد مصطفى بن عيني إلى قضية كاميرات الملعب المعطلة وصرّح: “الملعب به أكثر من 40 كاميرا، لكنا كاميرا واحدة متنقلة تشتغل والبقية كلها معطلة ولم يكن الإمكان ضمان تغطية للمعلب بأكمله بكاميرا واحدة“. “حاولنا حماية العائلات قدر المستطاع وأوقفنا بعض المتجاوزين” من جهته، تدخل الضابط الهاشمي في هذا النقاش وقال إن عناصر الأمن بلغ عددها أكثر من 7800 شرطي تم تسخيرهم لضمان الأمن، منهم قرابة 3500 شرطي داخل الملعب، ما سمح لهم بضمان الأمن، حيث قال: “نشرنا عددا كبيرا من رجال الأمن في المدرجات وكانت هناك أروقة وممرات خاصة للتدخل السريع لكن توافد أعداد كبيرة على الملعب جعل الأنصار يتابعون المباراة واقفين حتى من مداخل المدرجات وهو ما أعاق عمل رجال الأمن، لكن رغم ذلك حاولنا قدر المستطاع حماية العائلات من الرشق وكانت هناك حالات اعتقال وسط بعض الأنصار المتجاوزين”. “لو كان الأمر يتعلق بأنصار ناد معين، لكنا منعنا المشاغبين من الدخول” وتابع الهاشمي، رئيس قاعة العمليات بأمن العاصمة، حديثه قائلا: “عملية تنظيم مباراة بين ناديين أصبحنا نراها سهلة مقارنة بما كان عليه الحال في مباريات المنتخب الوطني. الأنصار المشاغبون معروفون على مستوى الأندية ونحاول في كل مرة منعهم من دخول الملعب، لكن هذه المرة الأمر يتعلق بأنصار من كل الولايات والعدد الكبير يمنعك من القيام بالعملية كما تشاء، لذا لم يكن بالإمكان التعرف على المناصرين المشاغبين والمتعوّدين على إثارة الفوضى، الأمر الذي صعّب العملية كثيرا وأحدث الكثير من المشاكل، لكن قوات الأمن داخل الملعب حاولت ضبط الأمور”. “الشاب المتوفى تعرض إلى اعتداء في طريق باب الواد” آخر ما ختمت به الحصة هو قضية الشاب المتوفى من جيجل جراء طعنات خنجر والذي ذكرت بعض الأطراف أنه توفي داخل الملعب أو بالقرب منه، لكن مسؤول الأمن على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني قال: “أريد في البداية أن أعزي عائلة الفقيد المناصر وأؤكد أنه اعتدي عليه في الطريق المؤدي إلى باب الواد ولم تكن الحادثة في الملعب أو بالقرب منه مثلما أشيع وهي حادثة لا تقع على مسؤولية أمن الملعب. الشاب تعرض إلى طعنة في الرجل ونزف دما حتى توفي، لذا كنا نريد أن ننبه الجميع إلى هذه النقطة”. ---------------------- ياحي: “تأخرنا كثيرا في الانتباه إلى نقائصنا على مستوى الهجوم” “مشكل غياب المهاجمين يرجع الى تقدم الكرة وعولمتها، الكرة العصرية صارت لا تخدم كثيرا الجوانب الهجومية، صرنا نرى مختلف المقابلات في العالم تنتهي بنتيجة 0-0 و1-0، الخطة التكتيكية والتزام اللاعبين يحدّان من فعالية المهاجمين، دون التدخل في صلاحيات سعدان الذي نبقى مطالبين بمساندته، لكننا في نفس الوقت تأخرنا كثيرا في اقتراح لاعبين جدد، من المفروض أننا قمنا بذلك من قبل، لأننا في هذا الوقت وقبل 3 أشهر، لم نعد في وقت التجريب، من المفروض أننا نفكّر اليوم في أشياء أخرى مثل دراسة حالة الطقس في جنوب إفريقيا، ومنافسينا، غزال في رأيي ضحية الخطة التي نلعب بها، له إمكانيات وضحى من أجل المنتخب الوطني، ويجب مساندته وتجديد الثقة فيه، لأنه يقوم بدور كبير على مستوى الاسترجاع والدفاع كخط أول، الشيء الذي يمنعه من تقديم مردود أحسن على مستوى الجانب الهجومي”. خرخاش: “لم أفهم سبب إبعاد بوعزة رغم أننا لا نملك أي بدائل!” “سبب مشكل الهجوم في رأيي هي قلة التربصات، وعدم تعود المهاجمين على اللعب مع بعضهم البعض كثيرا، غزال في رأيي لا يسجل لكن لا يعني ذلك أنه لاعب سيء، وبخبرته أين لعب التصفيات وكأس إفريقيا أقف ضد قرار إبعاده، وجلب لاعب آخر، ثم من نجلب حاليا ؟؟ كما اعتقد أن عودة جبور ولعبه إلى جنبه ستكون جد مفيدة، الشيء الذي استغربت له هو تنحية لاعب مثل بوعزة قدّم الشيء الكثير في وقت قليل في كأس إفريقيا، وعندما نبعد بوعزة من نجلب من اللاعبين ؟ في وقت لا نملك أي لاعب جزائري حاليا يلعب ويسجل دائما في فريقه”. غازي فريد : “أستغرب تجديد الثقة في غزال ومشكلتنا في خطة سعدان” “مشكل المنتخب الوطني واضح وهو نقص الفعالية، حيث لا يوجد تنسيق كبير بين وسط الميدان والمهاجمين، لا نسجل كثيرا لأننا لا نلعب بعدد كبير أمام المرمى، في أقصى الحالات يكون لنا لاعبين اثنين أمام المرمى، في وقت من المفروض على الأقل أن يكون هناك 3 لاعبين، اثنان منهما على مستوى القائمين، وواحد في الوسط، أنا استغرب كيف أن زياية حرم من فرصة اللعب في كأس إفريقيا، التي شاهدناه فيها في مناسبتين فقط لمّا كان المنتخب منهزما أمام مالاوي ونيجيريا، مع تجديد الثقة في غزال الذي لم يسجل في 9 مقابلات متتالية مع المنتخب، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات، غزال يقلق فعلا المدافعين، لكننا في حاجة إلى من يسجل، ولو أن ما يعاب أيضا هي خطة المدرب، حيث نلعب بمهاجم واحد صريح، في وقت لو كنا نلعب على الأقل بخطة 4-4-2 كنا سنصنع كثافة عددية أمام مرمى المنافس، اعتقد أن سعدان لن يدعم المنتخب بمهاجمين جدد، ولن يعتمد على وجوه أخرى بل سيبقي من جربهم من قبل، لكن أقول إنه عليه معاينة الجميع وعدم استدعاء أكثر من لاعبين اثنين في منصب واحد، حيث نشاهد أن هناك كثافة على مستوى بعض مناصب وسط الميدان، وهو ما أحذر منه، وعن اللاعبين الذين أرى أنهم قادرون على دعم المنتخب، اعتقد أن زياية مهاجم قوي، يمكن أن يسجل في 3 لقاءات بمعدل هدفين، كما أتساءل عن سبب عدم منح الفرصة لمهاجم مثل بولمدايس حتى في منتخب المحليين، المنتخبان الأول والثاني ملك لكل الجزائريين، ومن المفروض أن يأخذ الجميع فرصتهم”.