أثارت الخطة الفنية التي لعب بها فريق تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم بقيادة مدربه البرتغالي جوزي مورينيو في مباراة ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد الإسباني تذمر الكثيرين في الأسبوع الماضي، خاصة مع انتهاء المباراة بالتعادل. ومع ذلك، لن يكون غريبا على مورينيو أن يلجأ إلى أسلوب حريص آخر من اللعب عندما يستضيف فريقه مباراة العودة أمام أتلتيكو غدا الأربعاء في لندن.، فقد نجح تشيلسي في إحباط مخططات أتلتيكو بملعب "فيسينتي كالديرون" بالعاصمة الإسبانية، وبعدها أعاد نفسه إلى سباق اللقب ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، حتى وإن كان مورينيو لا يرى ذلك ، بفوزه 2 / 0 على ليفربول أمس الأول الأحد. وقال ديمبا با مهاجم تشيلسي عقب تسجيله الهدف الأول لفريقه بملعب "آنفيلد" أمس الأول: "دائما ما يكون لدينا خطة، فنحن لا نخرج إلى الملعب لنلعب بالطريقة التي نريدها، يجب أن تكون لديك خطة"، ولم يكن اللاعب السنغالي مندمجا بشكل كبير في اللعب حتى الدقائق الأخيرة قبل نهاية الشوط الأول عندما انزلق قائد ليفربول ستيفن جيرارد ليهدي با الكرة وانطلاقة سهلة نحو المرمى. وقال با: "كنت بانتظار خطأ، لم أفاجأ بالأمر .. كنا نعرف أننا لن نحصل على الكثير من الفرص" وأضاف: "عليك أن تمضي قدما وتواصل لعبة المقامرة، فمن حسن الحظ أن تحدث الأخطاء". وتتوافق ضربة الحظ التي تحدث عنها با مع النموذج الذي وصفه دييغو توريس كاتب السيرة الذاتية لمورينيو، والذي قال إنه أثناء عمل المدرب البرتغالي مع نادي ريال مدريد وضع شفرة السبع نقاط لاجتياز المباريات المهمة بنجاح. وتقف خطة مورينيو في تناقض تام للفلسفة التي يشجعها مدرب مثل بيب غوارديولا مدرب بايرن ميونيخ الحالي والذي يطالب لاعبيه بالاستحواذ الدائم تقريبا على الكرة، ولكن فكرة مورينيو تعتمد على الاعتقاد بأن المباريات الصعبة يفوز بها الفريق صاحب الرصيد الأقل من الأخطاء، وعادة ما تقع الأخطاء من قبل الفريق المستحوذ على الكرة ، لذا فإن فريقه لا يركز على استعادة الكرة بل يضغط على المنافس ليقع في الخطأ وبعدها يستغل فريق مورينيو هذا الخطأ سريعا. ولن يكون غريبا إذا قرر مورينيو اتباع المنهج نفسه في اللعب غدا، ولكن المشكلة هي أن أتلتيكو نفسه يلعب بأسلوب قريب جدا من ذلك في المباريات الكبيرة، إنها مباراة لن يقاتل أي من الطرفين فيها من أجل الاستحواذ على الكرة، فقد عانى أتلتيكو، رغم استحواذه التام على الكرة، من أجل خلق فرص حقيقية خلال مباراة الذهاب، ومن المرجح أن يفضل اللعب على الهجمات المرتدة في لندن. ولا يتمتع منهج مورينيو مع تشيلسي بشعبية حول العالم، خاصة أن فكرة أن يكون فريق يساوي ملايين الدولارات مهتم بهذه الدرجة الضئيلة بالاستحواذ على الكرة تعتبر غريبة إلى حد كبير، ولكن كرة القدم تبقى استثمارا معتمدا على النتائج، فكتب الأرقام لا تظهر مثلا أن بايرن ميونيخ كان متفوقا كليا على تشيلسي عندما خسر أمام الفريق اللندني في نهائي دوري الأبطال عام 2012 . وبما أن كلا من تشيلسي وأتلتيكو يعرفان جيدا أن معيار نجاحهما في مباراة الأربعاء هو التأهل للمباراة النهائية، فهذا يعني أن هناك مباراة غير اعتيادية ستكون بانتظار جماهير كرة القدم غدا.