اتحاد التجار والحرفيين يدقّ ناقوس الخطر تتسع ظاهرة تبذير المواد الغذائية بمختلف أصنافها في شهر رمضان، ويرمى يوميا ما مقداره 30 ألف قنطار من الخضر والفواكه في النفايات، وتحتل المؤسسات العمومية الريادة في تبذير المواد الغذائية. لم يعد رمي المواد الاستهلاكية في المفرغات العمومية في رمضان يقتصر على مادة الخبزفقط، الذي سجل هو الآخر رقما قياسيا من ناحية التبذير، وسط توقعات أن تصل الكميات التيسيكون مصيرها سلة النفايات 50 مليون خبزة مع نهاية هذا الشهر، رغم الميزانية التيتخصصها الدولة لدعم أسعار القمح، وتحتل المؤسسات العمومية منها الإقامات الجامعيةوالمستشفيات المرتبة الأولى في تبذير المواد الغذائية بمختلف أصنافها بنسبة 30 في المائةمما يتم تبذيره، وفق تأكيد ممثل اتحاد التجار حاج طاهر بولنوار، وتعد المواد المدعمة منأكثر الأصناف التي يتم تبذيرها، بالنظر إلى قلة الوعي لدى المستهلكين، وكذا سياسة الدعمالتي تبنتها الدولة والتي لا تجعل فرقا بين الميسورين والمحتاجين. وتزداد نسبة التبذير لدى الأسر خلال الشهر الفضيل، بالنظر إلى تغير نمط الاستهلاك، وانعدامثقافة الاقتصاد، وتتجلى الظاهرة على وجه الخصوص لدى العائلات الميسورة التي تتحملمسؤولية تبذير 60 في المائة مما يرمى يوميا في النفايات، علما أن الأسرة العادية تخصصنسبة 42 في المائة من مدخولها الشهري لاقتناء المواد الغذائية من بينها الخضر والفواكه،رغم أن الوجبات الثلاث في الأيام العادية تتقلص إلى وجبة واحدة فقط في رمضان. وبحسب اتحاد التجار، فإن غياب ثقافة الاستهلاك ساهم بشكل واضح في ارتفاع الأسعاربسبب التبذير، إذ يتم الإقبال على كل ما يعرض في المساحات التجارية، ما يؤدي إلى تزايدالطلب وبالتالي ارتفاع الأسعار، علما أن جزءا هاما من الخضر والفواكه يتعرض للتلفعلى مستوى غرف التبريد وأسواق الجملة بسبب الخلل في شبكة التوزيع، وسوء تسيير تلكالغرف، في حين يرمي الجزائريون من هذه المواد ما مقداره 30 ألف قنطار. ويرجع ممثل جمعيات المستهلكين زكي حريز ظاهرة تبذير مادة الخبز إلى سياسة الدعم التيتطبقها الدولة، فالمواطن لا يشتري الخبز بسعره الحقيقي، لذلك لا يتوانى في رميه، فضلا عنسوء نوعية هذه المادة، علما أن التبذير في رمضان يطال أيضا الكهرباء والماء، بسببتفشي عقلية الاستهلاك العشوائي، ويؤكد المصدر بأن 30 في المائة من الخضر والفواكهالتي ننتجها ترمى على مستوى أسواق الجملة والتجزئة، ثم عند وصولها إلى المستهلك،بسبب الوضعية السيئة لمراكز الحفظ، وعدم احترام ظروف النقل وكذا تكييف المحلات،وبالتالي عدم احترام شروط إطالة مدة صلاحية المواد الغذائية المختلفة، ويعتقد المتحدث بأنالأسر الجزائرية تقتني أكثر مما تحتاجه من مواد، ما يفسر تضاعف حجم النفايات فيرمضان.