كيف كان رد فعل كريم مطمور عندما عاد إلى مونشنڤلادباخ بعد أن شارك مع المنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية!؟ هو السؤال الذي يطرحه عشاق “الخضر” بعد أن عاد اللاعب من منطقة حارة جدا إلى أخرى تتميز بمناخ مختلف (من 34 درجة مئوية إلى 4 درجات تحت الصفر)، حيث وجد لاعبنا الأجواء في ألمانيا مثلجة ليلة الأحد إلى الإثنين الماضيين، وصرح بأنه معتاد على مثل تلك الأجواء التي لم تعد تخف عليه وأنه مستعد لها جيّدا، مع العلم بأن مدرب بوروسيا مونشنڤلادباخ منح اللاعب أسبوعا من أجل الراحة حتى يكون مستعدا للتحدّيات القادمة، خاصة أنه من بين الأوراق المهمة في الرسم التكتيكي للمدرب ميكائيل فرونتزاك. مطمور: “المدرب خشي عليّ من الإصابات الناجمة عن التعب” وعلى هذا الأساس، فإن كريم مطمور لم يعد إلى ألمانيا ليتدرب وإنما لأخذ قسط من الراحة بعد المجهودات المضنية التي بذلها مع “الخضر” في دورة أنغولا، وصرّح في هذا الصدد: “كان لي حديث مع المدرب وتم الاتفاق على أن آخذ راحة بعض الأيام حتى أرتاح قليلا وأسترجع أنفاسي تحسبا لما بقي من مشوار”. وقد لمسنا لدى لاعبنا سعادة شديدة بعد قرار المدرب ميكائيل فرونتزاك الذي أظهر احترافية عالية من خلال هذا القرار وخوفه على صحة مطمور وواصل مطمور بقول: “لقد أخبرني أنه يفضّل أن أكون معفيا من اللقاء القادم في “البوندسليڤا” وأكون في أوّج إمكاناتي فيما بقي من مشوار على أن أُصاب بسبب بذلي جهدا إضافيا”، وهو ما يدل على أن مطمور لن يشارك في لقاء “ماينز” الذي سيضيّع فيه فرصة ملاقاة صديقه ومواطنه شاذلي العمري. “بما أن اللاعبين الذين يُشاركون في الأورو يستفيدون من راحة، فإن الأمر نفسه ينطبق عليّ“ ويعود تخوّف مدرب بوروسيا مونشنڤلادباخ من إصابة مطمور إلى رغبته في التأكد من سلامته من أي مشاكل بعد الفحوصات التي أجراها يوم الخميس الفارط في إحدى العيادات، وما يمكن استخلاصه هو أن المدرب لم يرد المجازفة ب مطمور كما حصل عندما خاض اللاعب المباراة الفاصلة في أم درمان أمام مصر. حيث تم إشراكه ثلاثة أيام بعد ذلك أمام “إنترخت فرانكفورت”، وبما أن مونشنڤلادباخ كان في المنطقة الخطيرة في تلك الفترة فإن المدرب كان بحاجة إلى كل لاعبيه ومن بينهم مطمور، لكن بعد أن تغيرت المعطيات الآن وخرج زملاء لاعبنا الدولي من منطقة الخطر (يحتل المركز 12 في الدوري) فقد فضل ميكائيل فرونتزاك عدم المجازفة باللاعب، وصرح مطمور في هذا الصدد: “المدرب يعلم بأني خرجت من منافسة تمتاز بمستوى عال ومباريات قوية وقال لي إنه بما أنه يمنح راحة للاعبين الذين يشاركون في الأورو فإنه من الطبيعي أن يمنحني راحة بدوري لأنها حقي”. “شخصيا تعلّمت العديد من الأمور واستفدنا من الكثير من الدروس“ وسطّر المدرب برنامج عمل خاص ل مطمور إلى غاية عودته إلى التدريبات وهذا طيلة أيام الأسبوع، ويتمثل في النوم لساعات طويلة، الاسترخاء وبعض التمارين البدنية الخفيفة، وأكد مطمور أن كأس الأمم الإفريقية تجربة رائعة جدا استطاع أن يتعلم منها العديد من الأمور، وبما أن حمى “الكان” زالت نهائيا فقد صرح قائلا: “إنها المرة الأولى التي أشارك في كأس الأمم الإفريقية التي تعتبر دورة قوية جدا، كما أن الأجواء في المنتخب كانت رائعة كما كان عليه الحال دائما، لكن لحظة وصول موعد المباراة الأمور تختلف كثيرا وأعتقد أننا استفدنا من العديد من الدروس التي ستساعدنا في كأس العالم المقبلة”.. ****************************** الصحافة الألمانية متفهّمة أكثر من الصحافة الجزائرية إذا كان هناك أمر لم يفهمه اللاعب كريم مطمور فهي الإنتقادات اللاذعة التي تعرض لها وزملاؤه من بعض الصحفيين الجزائريين بعد الهزيمة القاسية أمام مالاوي، وقال في هذا الشأن: “أنا محترف وأعلم أنه بعد أي هزيمة هناك مجموعة من الانتقادات يجب علينا تقبلها مهما كان الحال، لكن ما لا يمكن تقبله هو أن ينهال علينا البعض بشتى الانتقادات لمجرد تعثر واحد، والأمر الذي حز في نفسي هو أن بعض الصحفيين الألمان اتصلوا بي وقالوا لي بصريح العبارة: “لماذا أظهر بعض صحفيي بلادكم كل تلك القسوة؟، ألم يفهموا بعد أسباب الخسارة؟، نحن الإعلاميين الألمان نعلم السبب”، الأمر الذي يفسر أنهم متفهمون أكثر من بعض أبناء جلدتنا وصدقوني أني لم أجد إجابة مقنعة أقدمها لهم “. مطمور فقد 2 كغ من وزنه وأول ما قام به مطمور بعد وصوله إلى ألمانيا هي قياس وزنه وصرح في هذا الصدد: “لم أشك مطلقا في أني فقدت بعض الكليوغرامات في دورة أنغولا، وهو ما تأكدت منه فعلا لأني فقدت 2 كغ (قالها بأسف شديد بالرغم من أن أغلب الرياضيين يحبون أن يفقدوا البعض من وزنهم)، وأنا شخصيا لم أكن أرغب في أن أفقد ولو غرام واحد لأني كنت جيدا، على العموم سأسترجع بعض الشحوم التي ستضمن لي الحياة (يضحك مطولا)”. ********************************** كابيندا وكابوس الإعتداء على الحافلة أرعبا “الخضر” ما لا يعلمه الكثير من أنصار “الخضر” أنّ تخوّف اللاعبين لم يكن من المنتخب الإيفواري بقدر ما كان من منطقة كابيندا، وعلى وجه الخصوص من المتمرّدين، وكانت صور الإعتداء الذي تعرضت له بعثة منتخب طوغو في ذاكرة كل الوفد الجزائري، وصرح مطمور في هذا الصدد: “ما كان يشغلنا في تلك الأثناء هي الأجواء المرعبة التي سنجدها في كابيندا وما مدى توفر الأمن هناك، وبكل صراحة لما تمت مرافقتنا بعناصر الجيش الأنغولي فهذا الأمر أفقد المنافسة طابعها الرياضي”. المدينة الأولمبية ... سجن في الهواء الطلق شعر لاعبو المنتخب الوطني بأمور غريبة في المدينة الأولمبية بكابيندا المكان الذي اختاره منظمو كأس إفريقيا للأمم مكانا إقامة “الخضر”، وصرح مطمور في هذا الشأن: “وصف المكان بالنسبة لي قد يكون غريبا عليكم وهو أن مقر إقامتنا في كابيندا كان بمثابة سجن في الهواء الطلق، خاصة عندما رأينا الأسلاك الشائكة على الأسوار وبعض الجنود الذين كانوا يمنعون الخروج والدخول وهي أمور جعلتنا نشعر بخوف شديد”. “لم نلتق لاعبي المنتخب الإيفواري” وكم كانت مفاجأة مطمور شديدة عندما أعلمناه بأن المنتخب الإيفواري كان في نفس مكان إقامة المنتخب الجزائري، وعبّر عن اندهاشه قائلا: “هل هذا صحيح؟ بالرغم من أنني لم أشاهد أي لاعب إيفواري هناك، وهذا ما يدهشني لأننا كنا في مكان واحد برفقتهم وقد كان من المتوقع أن ألتقي بهم، لكن بما أننا كنا في سجن فهذا الأمر يُعتبر عاديا”.