نشرت : الهدّاف السبت 24 يناير 2015 09:00 موجة من الانتقادات من طرف الأخصائيين وأنصار "الخضر" الذين حمّلوا المدرب الفرنسي مسؤولية الهزيمة القاسية التي تلقاها المنتخب الوطني في الوقت بدل الضائع من لقاء أمس، والتي أعادته إلى نقطة الصفر وأدخلته في دوامة الحسابات، قبل الجولة الثالثة التي سيواجه فيها زملاء بن طالب المنتخب السنغالي في مباراة حياة أو موت، حيث وعلى غير العادة اعتمد ڤوركوف على خطة دفاعية محضة وبدا وكأنه متخوف كثيرا من المنافس ولعب على تحقيق التعادل، وهو ما كان له تأثيرا مباشرا على أداء لاعبي "الخضر" الذين لم يشكلوا أي خطورة على مرمى الغانيين، ما عدا لقطة بن طالب في الشوط الثاني التي جاءت من هجمة معاكسة. إبقاء سليماني في الاحتياط يثير التساؤل أولى المفاجآت في التشكيلة الأساسية التي اختارها الناخب الوطني كريستيان ڤوركوف، إبقاء رأس الحربة وهداف المنتخب إسلام سليماني في كرسي الاحتياط، بالرغم من تعافيه التام من الإصابة، وتدربه بشكل عادي مع التشكيلة في الحصة الأخيرة بعدما تلقى الضوء الأخضر من طبيب المنتخب، وفضل عليه المهاجم إسحاق بلفوضيل، الذي كان ظلا لنفسه وكان تائها فوق أرضية الميدان، قبل أن يتم تغييره في المرحلة الثانية من المواجهة، وهو الاختيار الذي كان له تأثيرا سلبيا في أداء التشكيلة ويثير التساؤلات، خاصة أن مهاجم بارما لم لم يصنع أي فرصة خطيرة على مرمى الحارس الغاني إبراهيما. اللعب بثلاثة مسترجعين وتحويل بن طالب إلى اليسار غير مفهوم ثاني المفاجآت كانت في خط وسط الميدان، حيث فضّل كريستيان ڤوركوف اللعب بثلاثة لاعبين في خط الاسترجاع، حيث أقحم تايدر على الجهة اليمنى، مهدي لحسن في الارتكاز، وحوّل نبيل بن طالب على الجهة اليسرى، وهي خيارات غير مفهومة على الإطلاق من التقني الفرنسي، الذي فضّل غلق المنافذ والدفاع على لعب الهجوم، ما تسبب بشكل مباشر في عزل فغولي وبراهيمي على الأطراف وبلفوضيل في الهجوم، وجعلت مدافعي غانا يلعبون براحة تامة ودون أي تهديد، ما يؤكد أن ڤوركوف كان يفكر منذ البداية في اللعب على نقطة التعادل، ما كلف المنتخب الوطني في الأخير خسارة قاسية وغير منتظرة. عدم اقحام جابو وسوداني ولو بديلين مثير للغرابة الأمر الآخر الذي تسبب بشكل مباشر في الهزيمة التي تلقاها المنتخب الوطني والأداء الباهت التي قدمه زملاء براهيمي أمس، هو عدم إشراكه عبد المومن جابو، أو هلال العربي سوداني ولو بديلين في المرحلة الثانية، وتفصيله في المقابل إشراك قادير مكان براهيمي، حيث لاحظنا أن نقطة ضعف المنتخب الغاني تكمن في المدافع الأيمن المحترف في الترجي التونسي، الذي يتميز بثقل الحركة وكان تائها في الميدان، وكان من الأجدر على ڤوركوف استغلال هذه النقطة بإشراك لاعبين من طراز جابو الذي يتميز بالسرعة والفنيات التي كان المنتخب في أمس الحاجة لها، لكن الناخب الوطني كان له رأي آخر، وواصل تهميش ابن سطيف الذي كان قطعة أساسية مع الناخب السابق حليلوزيتش وسجل ثنائية في مونديال البرازيل السابق. يجب تغييرات جذرية أمام السنغال وإلا على المنتخب تحضير حقائبه ويبقى في الأخير أن نشير إلى أمر في غاية الأهمية هو أن الناخب الوطني مطالب بإحداث ثورة في التشكيلة خلال المباراة الأخيرة والمصيرية أمام المنتخب السنغالي، حيث سيكون ڤوركوف مجبرا على انتهاج خطة هجومية محضة واللعب من أجل الفوز ولا غير، وذلك لن يكون إلا بإعطاء الفرصة للعناصر من أمثال جابو بدل محرز الذي كان للمرة الثانية على التوالي خارج الإطار، وإلا ما على المنتخب الوطني إلا أن يحضر حقائبه من البداية للعودة إلى الديار والخروج من المنافسة من الدور الأول وهو ما لا نتمناه طبعا.