في الوقت الذي يوشك الناخب الوطني رابح سعدان على اختيار قائمة 30 التي يشارك منها 23 لاعبا في المونديال والتي لم تبق سوى لمسات طفيفة قبل التعرف عليها، يوجد سعدان في الوقت نفسه في حيرة ويفكر بجدية في التغييرات التي سيقوم بها على التعداد حيث أن استبعاد عناصر مثل بابوش، رحو وزاوي يدفعه بشكل آلي إلى تعويضهم بآخرين قبل شهر واحد من المونديال، وهو ما يطرح بحدة مشكل التأقلم ومدى تقبّل اللاعبين القدامى لهؤلاء الجدد.. وهو أمر منطقي خاصة أن هناك عناصرا أهّلت المنتخب وأخرى جاءت لتجد الأمور جاهزة حتى وإن كانت نوايا الجدد سليمة ولا تتعلق فقط برغبتهم في لعب كأس العالم. القائمة الجديدة تضم على الأقل 5 لاعبين جددا وتضم القائمة الجديدة على الأقل 5 لاعبين جددا ويتعلق الأمر بكل من بودبوز (سوشو)، قادير (فالونسيان)، بلعيد (بولون سير مار)، شاقوري (شارل لوروا)، ڤديورة (ولفرهامبتون) وهي العناصر التي اتصلت بها الإتحادية وطلبت منها إرسال نسخة من جوازات السفر بالإضافة إلى شهادات الميلاد لاستكمال ملفات تأهيلهم على مستوى “الفيفا”، وبالإضافة إلى هؤلاء يمكن أن يكون في قائمة 30 لاعبون آخرون من الجدد أقنعوا سعدان في أنديتهم، ليبقى الأكيد في كل الحالات أن هناك عناصر جديدة لم تحضر التصفيات ولا كأس إفريقيا ستحضى بشرف لعب المونديال وهو ما يمكن أن يتسبب في بعض القلق للمدرب سعدان. الجميع يعرف ماذا حدث قبل التحاق لحسن ويبقى سبب هذا القلق الطبيعي ما حدث قبل التحاق لحسن بالمنتخب حيث كان قد عبّر بعض اللاعبين صراحة عن عدم رغبتهم في التحاقه بحجة أنهم أهّلوا الفريق الوطني في وقت يأتي لاعبون آخرون ودون عناء ليجدوا أماكنهم وسط التشكيلة، ورغم تلك الردود السلبية إلا أنّ الأمور سرعان ما عادت إلى الهدوء بعد تدخل رئيس الإتحادية، واستقبل لحسن قبل مباراة صربيا أفضل استقبال على الأقل مثلما بدى للجميع وظهر أنه لا يوجد أي مشكل، وإذا كان هذا الأمر هو ما حدث مع لاعب واحد فإن السؤال ربما الذي يطرحه أي كان هو كيف ستكون الأمور مع 5 لاعبين جدد على الأقل، وهل سيتسبب ذلك في حدوث انقسامات ولو عن غير قصد؟ المعطيات تغيّرت وبعد لقاء صربيا الجميع طالب بالتدعيم وكان وسط ميدان راسينغ سانتندار لحسن قد التحق بالمنتخب الوطني في فترة رائعة كان يمر بها “الخضر” بعد التأهل إلى كأس العالم ومشاركة مشرفة في كأس إفريقيا حيث أعلن موافقته على الإلتحاق ولعب مقابلة صربيا التي كانت مباراة احتفالية، وربما هو ما جعل بعض اللاعبين يتحسّسون من توقيت إعلانه المجيء ولو أنّ الأمور اختلفت كلية بعد الهزيمة في تلك المباراة، وأصبح موقف الجزائر ضعيفا بعد ثلاثية نظيفة في ملعب 5 جويلية حيث صارت قناعة ربما بعض لاعبي المنتخب أنفسهم بضرورة تدعيم التشكيلة الوطنية حتى يكسب “الخضر” على الأقل كرسي احتياط مناسب وفي المستوى. سعدان سيحاول خلق روح واحدة في ظرف شهر وبكل تأكيد فإن الجميع كان يتمنى لو أنه ما زال هناك متسع من الوقت للسماح باندماج العناصر الجديدة، وليس شهرا واحدا قبل دخول كأس العالم وهي الفترة التي ستكون أمام المدرب الوطني من أجل محاولة تحقيق الانسجام أكثر بين كل اللاعبين، وهي مهمة ستكون سهلة إذا تقبّل اللاعبون لاسيما القدامى الأمر بسهولة وسهّلوا اندماج العناصر الجديد خاصة أن هناك بعض القواسم المشتركة وهي أن بعض اللاعبين لعبوا مع بعض مثل عبدون الذي كان إلى جانب شاقوري وبلعيد في منتخبات فرنسا الشبانية وآخرين يعرفون بعضهم مسبقا مثل بودبوز الذي يعرف زياني. كرسي إحتياط مناسب وسعدان يعلن أنه لن يغير كثيرا وبالعودة إلى تصريحات سعدان الأخيرة لقناة “ميدي سات 1” المغربية التي أعلن من خلالها تغيير استراتيجته مشيرا إلى أنه لن يستغني عن اللاعبين ناقصي المنافسة مثل زياني، منصوري، مغني وغيرهم إذا كانوا جاهزين من الناحية الصحية، وإذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن هؤلاء اللاعبين الجدد لا يملكون مستويات أكبر بكثير من العناصر المحترفة التي تشكل المنتخب حاليا وفي أفضل الحالات في مستواها أو أكثر بقليل، فإن الأكيد أن من ضمن مكانة أساسية ستكون أمامه الفرصة للإندماج بفضل عامل الإمكانات ومن فشل في ذلك فإنهم سيشكلون كرسي احتياط أكثر قوة، وهو ما من شأنه على الأقل أن يحقق العدالة الكروية بالنسبة لمن ساهموا في تحقيق التأهل وبالأخص من لازالوا يحتفظون بإمكاناتهم الفنية والبدنية ويستحقون اللعب أساسيين مثل بلحاج، عنتر يحيى، مطمور، غزال، بوڤرة، حليش وغيرهم. سيناريو 1986 لن يتكرر لأسباب واضحة وفي الوقت الذي قد تثير مسألة تغيير 5 لاعبين أو أكثر من ذلك من قائمة تضم 23 لاعبا المخاوف من أن يتكرر سيناريو مونديال 1986 بوقوع مشاكل وسط التعداد، يبدو أن الأمور مختلفة تماما ولا يوجد فرصة لتكرار الأمر بالنسبة للاعبين القدامى والجدد حتى وإن كان سعدان محتارا ومطالبا في فترة قصيرة بإيجاد التركيبة المناسبة بين كل اللاعبين، لأن الوعي سيكون سلوك الجميع خاصة أن الكل في النهاية لهم مصلحة واحدة بعيدا عن الأغراض الشخصية وهي رغبة اللاعبين 23 الذين سيتم اختيارهم في تشريف أنفسهم وأسمائهم ورفع العلم الجزائري عاليا.