من سوء حظ المدرب الجديد للمنتخب الوطني أنه لن يتعامل فقط مع منتخب مفكك ومفلس على كافة النواحي خسر لقاءه الأخير برباعية نظيفة... بل سيكون مطالبا بالتأقلم مع إقصاء شبه أكيد من التأهل إلى كأس إفريقيا القادمة الذي سيعقد بدوره مهمة التأهل إلى "كان 2013"، سيما بعد تغيير نظام المشاركة في هذه الدورة. ولن يلتقط الرجل أنفاسه لأنه بعد 6 أشهر فقط من الآن سيجد نفسه تحت ضغط رهيب وعلى موعد مع لعب مباراة "حياة أو موت" تجري بصيغة الذهاب والإياب، الفوز بها يقود إلى مواجهة منتخب تأهل إلى "الكان" الأخيرة للمشاركة رسميا في دورة 2013، والخسارة – لا قدر الله – تعني الإقصاء. للأسف سيبدأ فعليا تحت ضغط رهيب وقد يواجه مصر أو الكامرون ما لا يعرفه كثيرون أو نسوه هو أن حليلوزيتش سيكون رفقة "الخضر" بداية من 15 جانفي المقبل على موعد مع لقاء إقصائي بصيغة ذهاب وإياب (آخر مباراة إياب تلعب يوم 15 فيفري) في مواجهة منتخب لم يتأهل إلى كأس إفريقيا عن طريق القرعة التي يمكن أن توقع "الخضر" أمام منتخب قوي لم يتأهل على غرار المنتخب المصري أو الكامروني (وربما النيجيري القريب من الإقصاء). وهو ما يعني أنه لن يتنفس كثيرا قبل دخول هذه المباراة التي تبقى صعبة جدا وتحمل سواء في الذهاب أو الإياب للأسف طابع اللقاء المصيري، فالخطأ يساوي الإقصاء من أحد الهدفين اللذين سطرتهما معه الاتحادية وهما كما هو معروف المرور إلى كأس إفريقيا 2013 ومونديال البرازيل 2014. تغيير نظام التأهل إلى "الكان" لا يخدمه و"الزهر فيها فيها" وحتى تغيير نظام التأهل من طرف "الكاف" لا يخدمه تماما، فهو كمدرب جديد للمنتخب الوطني بعد 6 أشهر سيجد نفسه يلعب لقاء موت أو حياة حتى لا نقول رأسه، عن طريق القرعة التي تحدد المنافس، فيمكنها أن توقعنا أمام منتخب قوي أو متواضع، كما أن النجاح في هذا اللقاء المصيري يجعله يلعب لقاء ثانيا أكثر صعوبة لسبب واحد أنه سيكون أمام منتخب شارك في كأس إفريقيا 2012 وتسيد مجموعته في التصفيات (في منافسة دامت عاما كاملا)، الشيء يتطلب أن يكون بعض الحظ موجودا في القرعة وحتى في مباريات يلعب فيها هذا العامل دوره بما أن 180 دقيقة فقط قد تقود إلى تأهل أو إقصاء. وبكل تأكيد فقد كان وحيد يفضل لعب دور المجموعات للتأهل عوضا عن هذه الطريقة التي يمكن أن يحصل فيها كل شيء في دورين حاسمين. لا نتمناها نكسة بعد 6 أشهر من تنصيبه ضيق الوقت حتى موعد 15 جانفي يجعلنا لا نتمنى أن تعيش الكرة الجزائرية صدمة إقصاء آخر (حسابيا لم نقص من كأس إفريقيا 2012 رغم أن الكل يرى العكس بمن في ذلك المدرب الجديد)، وبالتالي خسارة أحد الهدفين اللذين سطرهما المدرب مع الاتحادية. وهو ما يعني أنها مرحلة حرجة سيكون على وحيد حسن التعامل معها رغم أن لعب الدور التصفوي الأول وحالة المنتخب الحالية ليست مسؤوليته بقدر ما هي مسؤولية من سبقوه. هذه معطيات كافية لتوضح الصعوبة الشديدة التي تنتظره والضغط الذي سيكون تحت تأثيره بعد أشهر قليلة من الآن في نوع من المباريات الذي ليس من العادة أن يبقى فيه مدرب للمنتخب في مكانه بعد الإقصاء كما حصل مع واسيج بعد الغابون، كافالي بعد غينيا، وحتى بن شيخة بعد المغرب. عليه استغلال الأشهر الستة القادمة ومن دون أخطاء يرى الكثيرون أن على وحيد أن يستغل ال 6 أشهر المتبقية قبل 15 جانفي 2012 من خلال دراسة المنتخب جيدا، وتحضيره وانتشاله من حالة الإحباط، بالإضافة إلى تجديد الدماء لإعادة الديناميكية السابقة إليه، كما أن موعد اللقاء الودي خلال شهر نوفمبر سيكون مفيدا، وقبله قد يكون استغلال لقاءي تانزانيا وإفريقيا مهما حتى من ناحية النتيجة، فضلا عن التحضير بهما لما هو قادم من تحديات. وخلال هذا الوقت على المدرب أن يستغل عدم وجود ضغط شديد بعد أن فقد الكل الأمل في التأهل ويحضر المنتخب ليكون على أهبة الاستعداد لما ينتظره بداية من أول تحدٍّ سيكون من سوء حظه بطابع مصيري.