تحدّث رابح ماجر نجم المنتخب الوطني وبورتو البرتغالي سنوات الثمانينيات عن قضية اللاعب بودبوز التي طفت إلى السطح مؤخرا، بسبب عدم التحاق هذا اللاعب بتربص “الخضر” الأسبوع الماضي بباريس بحجة الإصابة، وبعدها شارك أول أمس مع فريقه في البطولة الفرنسية ولعب اللقاء كاملا، وهو ما جعل البعض يشكّك في إصابة بودبوز، وحتى المدرب الوطني وقبل هذا قرّر نزعه من قائمة تانزانيا بسبب تغيّبه عن تربص “مركسيوس”. وأكد ماجر أنه ليس مع فكرة إبعاد هذا اللاعب، لأنها ليست الحلّ المناسب، فالطاقم الفني حسبه يجب أن يكون دبلوماسيا في قضايا مماثلة، ويعرف كيف يتعامل معها. وقال: “صراحة، قضية مماثلة لا يجب التعامل معها بشكل عشوائي، والدكتاتورية لن تكون نافعة، الطاقم الفني يجب أن يعرف متى يكون دبلوماسيا، ويفهم لاعبه جيّدا، يجب أن يتواصل مع اللاعبين ويفهم ما يحدث لهم، لا أعتقد أن إقصاء بودبوز من قائمة تانزانيا أفضل حلّ، بعد أن غاب عن تربص باريس، فاللاعب قد يكون مصابا فعلا، ولا يجب أن نظلمه. الصرامة جيدة، ولكن يجب أن تكون في محلّها”. “مشاركته في لقاء فريقه لا يعني أنه غشّاش” وأكد ماجر أنه لا يرى بودبوز غشّاشا بعد أن شارك مع فريقه ولعب 90 دقيقة “لأن هذا لا معنى له، فقد يكون اللاعب تعرّض لإصابة فعلا ولكنها خفيفة وبعد معالجتها وأخذه القسط اللازم من الراحة تمكن من العودة بسرعة حتى يشارك مع فريقه، وهذا أمر عادٍ، فقد كشف أن إطلاق مثل هذه الشائعات لا فائدة منه سوى ضرب استقرار المنتخب الوطني، ويجب أن نتوقف على مثل هذه الأمور. لا أفهم لماذا استغرب الناس مشاركة بودبوز في لقاء أمس (الحوار أجري أمس)، فقد يكون شُفي من إصابته بعد أن اخذ القسط الكافي من الراحة وعالجها كما ينبغي. لا أفهم الغرض من إطلاق من هذه الشائعات؟ يجب أن نتوقف عن ممارسة مثل هذه الأمور، لأن ذلك سيضرّ المنتخب الوطني ولن ينفعه، بل سيضرب استقراره. يجب أن نعرف كيف نسيّر هذه الأمور، خاصة أننا نتعامل مع لاعبين محترفين، ومستبعد جدا قيامهم بمثل هذه الأمور” أضاف ماجر. “يجب أن نتفهّم لاعبينا لأنهم في مشاكل كبيرة مع أنديتهم” وبالمقابل، أكد ماجر من خلال تجربته الخاصة، أن المحترفين يوجدون بين المطرقة والسندان، فأنديتهم تضايق عليهم الخناق، وهم في حيرة من أمرهم، ويجدون مشاكل عديدة للالتحاق بالمنتخب الوطني، وبالتالي يجب أن نتفهمهم ولا يجب أن نزيد عليهم الضغط، فقد أكد أن اللاعبين يعيشون مشاكل كبير بسبب هذه الأمور، ويجب أن نقف معهم لا أن نزيد همومهم. وقال: “الحضور إلى المنتخب الوطن واجب وطني، ولكن يجب أن نكون متفهمّين للاعبين، فهم يوجدون في مشاكل عديدة مع أنديتهم بسبب المنتخب الوطني، وهي تمارس عليهم ضغوطات كبيرة، وقد يكون نادي “سوشو” قد مارس ضغطا رهيبا على بودبوز من أجل المشاركة في لقاء البطولة، وعدم تركه يشارك في تربص “الخضر” وهو مصاب، خاصة أنه لا يملك أهمية كبيرة بما أنه لا تتخلّله مباراة ودية، وبالتالي اللاعب فضّل معالجة إصابته ليكسب الوقت، ومكانة في فريقه، يجب أن نفهم لاعبينا ولا نزيد همومهم. أنا شخصيا واجهت المشاكل نفسها في بورتو مع المدرب “أرتور جورج”، وبالتالي أفهم جيّدا ما يُعانيه اللاعبون”. “لدينا تجربة مع مغني الذي كاد يضيّع مشواره الرياضي” وبعدها تذكر ماجر ما حدث سابقا مع اللاعب مراد مغني الذي كان يأتي إلى تربصات المنتخب الوطني وهو مصاب، ولم يعالج في فريقه، وهو ما كاد يكلفه مشواره الكروي. وأكد ماجر أنه يجب أخذ العبرة من هذه التجربة، والتفكير جيدا لمّا يتعلق الأمر بإصابات للاعبين. وقال: “لا أعرف لماذا يجب أن نصرّ على مثل هذه الأمور، إن كان اللاعب مصابا فمن الأفضل أن نتركه يعالج في فريقه، فلدينا تجربة سيئة مع مغني الذي عانى كثيرا، وحضر تربصات “الخضر” وهو مصاب وكاد يخسر مسيرته الكروية تماما. بودبوز إن كان مصابا وفضّل العلاج مع فريقه، فهذا لا يعني أنه غشّاش”. “بالتواصل مع اللاعبين نفهم من يرغب في التواجد مع “الخضر” ومن لا يرغب” وعن قضية اقتناع اللاعبين باللعب مع “الخضر” واستعدادهم لحمل الألوان الوطنية، أكد ماجر: “ليس بمثل هذه الأمور نتأكّد من ذلك، بل من خلال التحدّث معهم والتواصل الجيّد معهم. حيث أصرّ على ضرورة التواصل معهم في هذه القضية، ومعرفة مواقفهم بصراحة، ومن هو مستعدّ لحمل القميص الوطني والتضحية من أجله، مرحبا به، ومن لا نبعده ونأتي بمن هم مستعدون. ليس بهذه الطريقة يمكننا أن نعرف أن كان اللاعب يريد حمل الألوان الوطنية أم لا، لا يمكن أن نحكم على لاعب لأنه ضيّع تربصا تحضيريا غير مهمّ كثيرا، يجب أن يكون هناك حديث صريح بين الطاقم الفني واللاعبين. ومن هو مستعدّ للعب في المنتخب الوطني والتضحية من أجله مرحبا به، ومن يرفض نبعده حينها ونأتي بمن هم مستعدون”. “قضيتي في 88 مغايرة ومن شكّك فيّ رديت عليه سنة 90” وفي الأخير، تحدّث ماجر نجم “بورتو” سابقا على القضية التي حدثت له سنة 88 حين اتهم آنذاك أنه رفض الالتحاق بالمنتخب الوطني، وأنه رفض المشاركة في كأس إفريقيا، ولكن صاحب العقب الذهبي كشف أن تلك الشائعات كان الغرض منها التأثير في صورة ماجر لدى الجزائريين وفقط، لأن الجميع يعرف عقليته وتعلقه بالمنتخب الوطني والألوان الوطنية، وقد ردّ على منتقديه سنة 90 حين جلب للجزائر رفقة زملائه اللقب القاري. وقال: “ما حدث معي سنة 88 مجرّد إشاعات الغرض منها كان تلطيخ صورتي لدى الجزائريين، لأن الجميع يعرف عقليتي وتعلقي بالألوان الوطنية، الكلّ يعرف أن إصابتي في ذلك الوقت كانت حقيقية وخطيرة، وبسببها لم ألتحق بنادي إنتير ميلان، ولكني لم أشغل بالي بالأمر كثيرا، ورديت على كلّ من شكك في سنة 90 حين جلبت رفقة زملائي اللقب القاري الوحيد للجزائر”.