تمكنت تشكيلة وداد تلمسان من تحقيق الأهم في تنقلها إلى الخروب إثر عودتها بنقطة التعادل الإيجابي مساء أول أمس من ملعب عابد حمداني، معوضين بذلك خسارة مولودية الجزائر، في مباراة صعبة كان بإمكان الزيانيين العودة منها بالزاد كاملا لو استغل لاعبو القاطرة الأمامية الفرص التي أتيحت لهم، خاصة في نهاية اللقاء، لكن تبقى نقطة فيها الخير والبركة وأفضل من الخسارة في انتظار بقية المشوار. تلمسان حافظت على مركزها وبعودتها بنقطة من الخروب، حافظ وداد تلمسان على مركزه ضمن الأوائل، مبقيا على كامل حظوظه في لعب إحدى المنافسات القارية أو الإقليمية الموسم المقبل، بما أن جميع منافسيه حققوا نتائج جيدة بفوز اتحاد العاصمة على جمعية الشلف، تعادل الحراش أمام الوفاق وفوز بجاية على شباب باتنة. ما يعني أن الجولات المقبلة ستعرف تنافسا شديدا بين ثلاثة فرق ستلعب من أجل المركز الرابع والخامس دون احتساب الرائد وملاحقيه المباشرين، وتلمسان تبقى من أكبر المرشحين رغم نوعية اللقاءات التي تنتظرها. لعبت بنزاهة كبيرة ومن خلال لقاء أول أمس أمام أحد الفرق المهددة بالسقوط جمعية الخروب، وقف زملاء شعيب الند للند أمام منافسيهم وأدوا مباراة كبيرة، وسمح لهم انتشارهم الجيد فوق الميدان وتركيزهم الشديد بالعودة بنتيجة إيجابية وصنعهم للكثير من الفرص السانحة للتهديف، بل كان بإمكانهم العودة بالزاد كاملا في نهاية اللقاء. ما يعني أن التشكيلة لعبت بنزاهة كبيرة ووفق أخلاقيات اللعبة مهما كانت وضعية المنافس في الترتيب العام للبطولة. وتعرضت لمضايقات واستفز لاعبو جمعية الخروب لاعبي تلمسان ودخلوا معهم في ملاسنات كادت تتطور إلى ما لا يحمد عقباه لولا تدخل بعض العقلاء، وهذا بعدما فشلوا في الفوز داخل ديارهم، محمّلين لاعبي الوداد مسؤولية الإخفاق المسجل بعد لعبهم بقوة ونزاهة كبيرة. والسؤال الذي يبقى مطروحا هنا هو لماذا لم يستغل لاعبو الخروب من قبل نقاط لقاءاتهم داخل قواعدهم حتى ينتظروا مجيء تلمسان لتشفق عليهم وتنقذهم من ورطتهم. وفور إعلان الحكم بيشاري نهاية اللقاء بالتعادل الإيجابي الذي يخدم الوداد أكثر من منافسه جمعية الخروب، حدثت مناوشات كثيرة بين لاعبي الفريقين، خاصة من قبل المحليين الذين لم يتقبلوا هذا التعثر الذي جعلهم في خطر أكثر من أي وقت مضى. وهنا تعرض لاعبو الوداد حسب المصادر التي وصلتنا إلى مضايقات شديدة من قبل الخروبية، ما حتم عليهم البقاء مطولا فوق أرضية ملعب عابد حمداني قبل أن يغادروها فيما بعد. مسؤول الفئات الصغرى يصاب وينقل إلى المستشفى ولم ينته هذا الأمر عند الأكابر وفقط، بل انتقل إلى فريق الأواسط، حيث تعرض مسؤول الفئات الصغرى نصرو سليمان إلى إصابة خطيرة حسب مصادرنا نقل إثرها على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. ولحسن الحظ أن حالته تحسنت كثيرا وعاد مع الفريق إلى العاصمة أين قضى الليلة هناك، وهو ما تأسف عليه المعني الذي لم يكن ينتظر أن يحدث هذا بعد نهاية اللقاء، خاصة أنه قال إن الخروبية في لقاء الذهاب تلقوا كل الترحاب وخرجوا مرفوعي الرأس ولا أحد مسهم بسوء، لنتلقى اليوم الجزاء بهذه الطريقة التي لا تشرف كرة القدم. في الذهاب الخروب عادت بالتعادل من تلمسان وخرجت تحت التصفيقات وبالعودة قليلا إلى الوراء، وبالضبط إلى لقاء الذهاب الذي لعب في مركب العقيد لطفي بتلمسان والذي انتهت نتيجته بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة، نجد أن وفد الخروب استقبل بحفاوة كبيرة وخرج تحت تصفيقات أنصار الوداد الذين تقبلوا تلك النتيجة، ما يدل أن كرة القدم فيها فائز ومنهزم وعلى الجميع تقبل ذلك، إلا أن ما فعله الخروبيون أول أمس لا يشرفهم أبدا. سيناريو 2008 يتكرر وتكرر نفس سيناريو موسم 2008، حيث الكل يتذكر ما حدث حينها عندما عاد الزيانيون بنقاط الفوز (3 – 1) من الخروب والأجواء المشحونة التي انتهى عليها اللقاء الذي أداره بيشاري أيضا. وهنا نقول ماذا كان سيحدث هذه المرة لو سجل شعيب وجاليت في نهاية المباراة في الفرصتين اللتين أتيحتا لهما. بن موسى وبلغري غابا في آخر لحظة لم يتنقل الثنائي بن موسى - بلغري مع التشكيلة التلمسانية إلى الخروب، وغاب في آخر لحظة بسبب معاناته من إصابة، فالأول تعرض لها منذ مدة ولم يشأ المدرب بوعلي المغامرة به وتركه لراحة إضافية، والثاني شعر ببعض الآلام قبل تنقل الفريق إلى الخروب. ورغم غياب هذين العنصرين الهامين في تشكيلة الوداد إلا أن ذلك لم يؤثر. جميلي، سيدهم وعبد اللاوي يعودون كما كان منتظرا، أحدث الطاقم الفني التلمساني ثلاثة تغييرات على التشكيلة الأساسية التي لعبت أول أمس أمام الخروب مقارنة بتلك التي واجهت مولودية الجزائر من قبل، وذلك بإقحام جميلي، سيدهم وعبد اللاوي منذ البداية مسجلين عودتهم الرسمية للمنافسة بعدما لازموا من قبل كرسي الاحتياط مطولا، ورغم ذلك فقد أدوا دورهم كما يجب وكانوا في مستوى الثقة التي وضعها فيهم بوعلي معوضين زملاءهم يعلاوي، بلغري وبن موسى الغائبين لأسباب مختلفة. جاليت يرفع رصيده إلى سبعة أهداف تمكن مهاجم المنتخب الوطني للمحليين ولاعب وداد تلمسان مصطفى جاليت من تسجيل هدف التقدم خلال مواجهة أول أمس أمام الخروب، وهو الهدف السابع له هذا الموسم، حيث كان بإمكانه تسجيل الثنائية خلال هذا اللقاء بعدما أتيحت له فرصة سانحة للتسجيل في نهاية اللقاء غير أن كرته جانبت القائم مفوّتا على فريقه فرصة العودة بالزاد كاملا، إضافة إلى شعيب الذي كان بإمكانه قتل اللقاء لكن لا نلومهما أبدا نظرا للضغط الذي عايشاه أثناء اللقاء. الأواسط ضيعوا الفوز وبدورهم، عاد أواسط وداد تلمسان بنتيجة التعادل الإيجابي هدفين في كل شبكة بعدما كان أشبال الطيب بوعلي متقدمين في النتيجة وبهدفين دون رد، قبل أن يعود المحليون في النتيجة، ورغم ذلك تبقى نتيجة التعادل إيجابية في حد ذاتها رغم أنه كان بإمكان الأواسط العودة بالزاد كاملا لو حافظوا على التقدم، ليبقى بذلك الزيانيون ضمن فرق المقدمة. -------------------- هبري: “ضيعنا فوزا كان في متناولنا لكن التعادل يرضينا” بداية، ما تعليقك على نتيجة التعادل التي حققتموها اليوم أمام الخروب (الحوار أجري بعد نهاية المباراة)؟ حققنا ما ذهبنا من أجله وعدنا بنتيجة التعادل الإيجابي التي ترضينا أكثر من المنافس، والحمد لله على كل شيء بما أننا كنا مركزين جيدا رغم الضغط الشديد الذي عشناه خاصة في نهاية اللقاء، ومع ذلك فنحن متعودون على هذا من قبل وما كان يهمنا هو تدارك خسارة مولودية الجزائر الماضية. وماذا عن المباراة؟ المباراة في حد ذاتها كانت أصعب وبكثير من سابقتها، بما أننا واجهنا فريقا يلعب من أجل تفادي السقوط والخروج من منطقة الخطر وكنا نعلم أنها ستلعب على أمور بسيطة، الأمر الذي جعلنا نلعب بحذر ونحاول امتصاص حرارة المنافس واستغلال الفرص المتاحة وهو ما كان في الأخير. ضيعتم الفوز في اللحظات الأخيرة... صحيح أنه كان بإمكاننا العودة بالزاد كاملا لو استغلينا الفرصتين اللتين أتيحتا لنا في نهاية اللقاء، لكن التوفيق لم يكن معنا وابتسم للخروب. حسب رأيك، هل ركلتا الجزاء شرعيتان، وماذا عن التحكيم؟ أقولها وبصراحة، الحكم بشاري كان في مستوى اللقاء وتحكم فيه منذ البداية لعلمه بأهمية نقاطه لكل فريق، معروف عليه أنه من أحسن الحكام محليا، ليس لأننا عدنا بنتيجة إيجابية بل هي الحقيقة، أما عن ركلتي الجزاء فالأولى التي سجل منها الخروب هدف التعادل ليست صحيحة عكس الثانية التي ضيعوها قبل نهاية اللقاء والتي كانت شرعية مائة بالمائة... الحكم بشر مثلنا يخطئ ويصيب. ألم تشعروا بالضغط؟ أبدا، فالضغط لم يكن علينا بحيث لعبنا براحة تامة عكس منافسنا الخروب الذي كان تحت ضغط شديد وكان لزاما عليه الفوز للخروج من الوضعية الموجود فيها، وهو ما عملنا على استغلاله جيدا لتحقيق نتيجة إيجابية. أنت والدفاع قمتم بدور كبير وصمدتم مطولا، ما قولك؟ ليس الخط الخلفي وحده الذي أدى واجبه كما يجب بل كافة اللاعبين الذين كانوا في الميدان وعلى مستوى الخطوط الثلاثة، بما أنه كل واحد كان مطالبا بالقيام بما هو منتظر منه حسب تعليمات الطاقم الفني. التعادل أنعش حظوظكم في لعب الأدوار الأولى. صحيح أن التعادل مفيد لنا حيث أنعش حظوظنا في البقاء ضمن كوكبة المقدمة والتنافس من أجل نيل مركز متقدم يسمح لنا بالمشاركة في منافسة قارية أو إقليمية. ماذا تقول عن النهاية المؤسفة وتعرضكم لمضايقات من قبل لاعبي الخروب؟ بصراحة أمر لا يشرف كرة القدم الجزائرية ومؤسف أن نتعرض لكل هذه الضغوط من قبل لاعبين مثلنا، لا لشيء سوى أننا لعبنا بنزاهة وفق أخلاقيات كرة القدم حيث عليهم تقبل الهزيمة مثل الفوز والعمل منذ البداية وليس في نهاية الموسم وانتظار تقديم خدمة مجانية. ستكونون على موعد هام آخر عندما تواجهون الجار مولودية وهران. الآن سنأخذ قسطا من الراحة قبل العودة إلى التدريبات، حيث سنعمل على الجاهزية الكاملة لموعد مباراة مولودية وهران.