لم ينتظر الناخب الوطني حليلوزيتش يوم الأحد القادم من أجل الكشف عن قائمته التي تم الإعلان عنها ليلة أول أمس الخميس، وهي القائمة التي عرفت بعض المفاجآت من خلال إبعاد بعض الأسماء التي تعتبر من ركائز المنتخب، يتقدمها لاعب الجيش كريم زياني الذي لم يرد اسمه في قائمة اللاعبين المعنيين بمباراة إفريقيا الوسطى، حيث لم يسبق لأي مدرب وطني في الأربع سنوات الأخيرة أن أبعد زياني من التعداد إلا في حال إصابته أو العقوبة. وهو ما جعلنا نطرح هذا الموضوع على الناخب الوطني حليلوزيتش في بيته ب “ليل” وعلل الأسباب الحقيقية وراء غياب من حمل شارة القائد في مباراة تانزانيا قائلا: “لم أبعد زياني من المنتخب، وإذا لم أدرجه في القائمة الخاصة بمباراة إفريقيا الوسطى فذلك بسبب معاناته من إصابة، إنه يعاني من تمزق عضلي خفيف، ورغم عدم خطورة هذه الإصابة إلا أنه في المنتخب الوطني يجب الحيطة ولابد من الاعتماد على لاعبين جاهزين مائة بالمائة”. ”لو كنا أفضل 10 بالمائة بدنيا كنا سنفوز أمام تانزانيا” وفي نفس السياق، عاد المدرب حليوزيتش لمسألة جاهزية اللاعبين الدوليين خاصة من الناحية البدنية، حيث أكد على ضرورة اللعب بعناصر في أحسن لياقتها قائلا بشأن المباراة السابقة: “أمام منتخب تانزانيا لو كنا أفضل بنسبة 10 بالمائة بدنيا كنا سنفوز، لكن للأسف أغلب اللاعبين لم يكونوا جاهزين بأكثر من 50 بالمائة من الناحية البدنية لأسباب مختلفة”. وقال المدرب حليلوزيتش بشأن زياني الذي شارك في مباراة فريقه الأولى أمام الخور بمناسبة دوري نجوم قطر: “كريم كان القائد وكان دوره إيجابيا في تلك المباراة، ولكن في هذه المرة هو غير موجود ولا علاقة لهذا القرار بسلوكه وإذا أصبح جيدا سيعود دون مشكل إلى المنتخب”. ”تجار لم يتدرب كثيرا وحليش بسبب المنافسة” ودائما في إطار تفسيره لأسباب إبعاده بعض العناصر، رغم أنها لا تعاني من الإصابة وكانت متواجدة في التربص السابق قال حليلوزيتش: “لم أستدع كل اللاعبين العائدين من الإصابة أو الذين تدربوا قليلا مع فرقهم كتجار مثلا، أو لاعبين لا يلعبون بانتظام مع فرقهم على غرار حليش الذي يملك مؤهلات كبيرة، واستدعيت بالمقابل أربعة لاعبين جدد من أجل معاينتهم، حيث سأعاين عددا من اللاعبين إلى غاية شهر ديسمبر القادم، لأنني اعتزم استدعاء لاعبين جدد في التربصات القادمة بعد القيام بجولة في هذا الإطار. في شهر جانفي ستكون هناك مجموعة محدودة من اللاعبين أكثر منافسة وانتظاما في اللعب، تحسبا لتصفيات كأس إفريقيا 2013 ومونديال 2014، إذ سأحاول تغيير طريقة اللعب والتنظيم التكتيكي في المنتخب”. ”جابو يملك مؤهلات وعليه أن يتعلم استرجاع الكرة” ومن بين الأسماء الجديدة التي قرر حليلوزيتش إعادتها في المنتخب بمناسبة مباراة إفريقيا الوسطى، وسط ميدان الوفاق عيد المومن جابو الذي قام بمعاينته بمناسبة مباراة فريقه أمام المولودية في ملعب بولوغين، وقال بخصوصه: “جابو لاعب شاب يملك مؤهلات وإمكانات فنية كبيرة وسرعة في اللعب، يستطيع اللعب كما هو الحال في الجزائر، ولكن يجب أن نشرح لهذا الشاب أنه عليه أن يركض أكثر عندما تملك الكرة يجب تقديم ريتم معين للعب، ولكن عندما نفقدها يجب الركض من أجل استرجاعها، وبالنسبة له هذا الأمر غير موجود وهناك عمل كبير في هذا الشأن سواء من الجانب الفردي أو الجماعي، من أجل تحسين مستوى بعض اللاعبين”. ”وعدت فابر باستدعائه إذا أصبح أساسيا ونفذت وعدي” وقد تطرقنا مع المدرب الوطني إلى حالة الحارس فابر الذي تم استدعاؤه في هذا التربص، بعدما شارك في يوم من تربص ماركوسيس شهر أوت الفارط مقابل تخليه على الحارس الحراشي دوخة، فقال: “فابر فاز بحق التواجد في المنتخب، لقد قلت له في ماركوسيس خلال في ندوة صحفية إنني لا أستطيع دعوته طالما أنه احتياطي في فريقه لانس، وإذا فاز بمنصب أساسي سأستدعيه. وبعدما أصبح الحارس الأول في فريقه وفيت بوعدي وقمت باستدعائه”. ”سنغرق إذا لم نفز أمام إفريقيا الوسطى” وكشف المدرب حليلوزيتش أهمية المباراة القادمة للخضر رغم إقصاء المنتخب من المنافسة القارية حيث قال: “اللاعبون سيكونون ب 80 أو 90 بالمائة من إمكاناتهم البدنية في هذه المباراة، والبعض ب 100 بالمائة من أجل الطموح للفوز بمباراة إفريقيا الوسطى التي تعتبر مهمة جدا لأن نتيجتها ستؤثر علينا، إذا إما أن نصعد وإما أن نغرق ونبقى في الرداءة في حال إذا لم نفز أمام إفريقيا الوسطى، وهو ما جعلني أستدعي اللاعبين الجاهزين من أجل الفوز بهذه المباراة المهمة”. ”بودبوز ليس معاقبا ولكني لن أترجى أي لاعب للمجيء” الحالة الثانية التي تطرح استعجابا عند المتتبعين بشأن قائمة المنتخب الوطني، هو خلوها من مهاجم سوشو بودبوز الذي يوجد في أفضل أحواله مع فريقه في بداية الموسم، حيث لا يعاني من إصابة أو من نقص المنافسة، وقد يعتقد البعض أنها استمرار للعقوبة التي سلطها حليلوزيتش على هذا المهاجم الذي استبعد في المباراة الفارطة لأسباب انضباطية، ولكن الناخب حليلوزيتش فسر إبعاده بالقول: “حتى بودبوز لم أبعده، لقد استدعيته سابقا ولم يحضر متذرعا بإصابة ليشارك ثلاثة أيام بعد ذلك مع فريقه، وليست هذه المرة الأولى فكلما استدعي للمنتخب يتعلل بالإصابة، وفي هذا الصدد لن أترجى أي لاعب للمجيء إلى المنتخب، ولكن قراري ليس عقوبة لهذا اللاعب”. ”ربما سيختار مباراة المونديال ليلعب مجددا” وفي نفس السياق، واصل المدرب الوطني تعليله لقراره بالقول: “ربما لا يريد المجيء للعب وربما سيختار مباراة في كأس العالم من أجل المجيء للعب، لا مع وحيد الأمور لا تسير هكذا إنها طريقة عمل مدرب يحترم المنتخب ويضع كل اللاعبين في صف واحد وبعدل، عندما نكون عائلة يجب وضع قواعد يحترمها الجميع. وعلى اللاعب أن يحترم بعض القواعد الانضباطية وسلوكات اتجاه المدرب، لأن رئيس الاتحادية منحني مسؤولية كبيرة وعلي أن أتحملها، وذلك من خلال إبلاغ كل لاعب بقيمته من الجانب الرياضي والإنساني في ذات الوقت”. وبذلك فتح حليلوزيتش النار بشكل غير مباشر على اللاعب بودبوز، الذي حسب الناخب الوطني يغش لم يحترم المنتخب والناخب الوطني بسبب عدم تلبيته دعوات الخضر. ”يجب فرض ثقافة إجبار اللاعبين على تشريف القميص الوطني “ وفهمنا من خلال تصريحات حليلوزيتش أنه لم يتخذ قرار إبعاد مهاجم سوشو، ولكنه يريد فقط تمرير رسالة من أجل أن يكون سلوكه أكثر نضجا حيث قال: “من الطبيعي أنني أنتظر دائما الكثير من لاعب عنده 10 سنوات في المنتخب، ومن شاب صاحب 20 سنة، لأن القديم يجب أن تكون لديه تأثير إيجابي لهذا القائد على المجموعة، وبالمقابل المنتخب الوطني ليست ملكية خاصة وهو ملك لكل الجزائريين، بالنسبة لي اللعب لمنتخب بلاده هو شرف لأي لاعب وبريستيج بالنسبة للاعبين، كما أنها مسؤولية في المقام الأول ولا يجب القيام بأي شيء والتصرف بأي سلوك، يجب فرض ثقافة إجبار اللاعبين على احترام وتشريف القميص الوطني، لقد قلت كل هذا للاعبين الذين قبلوا الأمر والآن عليهم بتطبيق ذلك “. وقال حليلوزيتش هذا الكلام بأمل فرض الانضباط والصرامة، التي يبدو أنها عملة المدرب الجديد بهدف تكوين مجموعة قوية فنيا وإنسانيا تدافع عن ألوان الخضر.