أحسن القائمون على المنتخب الوطني في اختيار مكان المعسكر التحضيري في أعالي جبال كرانس مونتانا السويسرية التي أصبحت المنطقة المفضلة لتحضير أكبر المنتخبات العالمية في ظل اقتراب موعد المونديال المزمع إجراؤه لأول مرة في جنوب إفريقيا الصيف القادم.. ويتمتع هذا المرفق الذي يحضر فيه أشبال سعدان بعدة مزايا وخصائص تسمح بالتركيز والتحضير في ظروف طبيعية ومناخية مناسبة لأول مونديال إفريقي والذي ستلعب بعض مواجهاته في مدن ترتفع بمئات الأمتار عن سطح البحر وفي ظروف مناخية باردة كما هو الشأن في قرية كرانس مونتانا التي تتوفر على المميزات الطبيعية ذاتها لمكان إقامة الحدث الكروي العالمي. “الخضر“ يحضرون وسط الاخضرار يوجد المنتخب الجزائري في فندق من خمسة نجوم وضعت كل مرافقه تحت تصرف النخبة الوطنية، كما أنه أغلق في وجه الزبائن طيلة تحضير المنتخب الجزائري ليضمن الراحة والتركيز للاعبين، فهو يوفر كل عوامل التحضير من ميادين للركض، قاعات العلاج والتدليك وتقوية العضلات بالإضافة إلى مرافق سياحية للراحة والاستجمام والذي سيمكن اللاعبين من التخلص من ضغط موسم شاق والتخلص من “روتين” ضغط الجماهير وضجيج المدن الكبيرة، ما يسمح براحة معنوية لزملاء بوڤرة قبل أن يوفر لهم الراحة البدنية. كما يوجد هذا المرفق وسط سلسلة جبلية واخضرار الغابات المحيطة به مادام أن قرية كرانس مونتانا هي مسلك لأصحاب رياضة التزحلق على الجليد في عز الشتاء وميدان واسع لمحترفي رياضة الغولف. أمطار، ضباب وهدوء في “كرانس” وحتى يكون القارئ على علم بخصوصية هذه المنطقة الكبيرة والتي أصبحت قطبا كبيرا لتحضير أكبر الفرق والمنتخبات (تقع على ارتفاع 1500 مترا)، فإنها تتوفر على قريتين الأولى هي” كرانس” محل إقامة “الخضر“ في فندق “غولف أند بالاس” والثانية في الجهة المقابلة تسمى مونتانا تتوفر على الخصائص ذاتها، وهي في الحقيقة مدينة سياحية صغيرة تتميز بالهدوء وقلة حركة المرور في مسالكها الطبيعية، كما أنها تحيط ببعض الوديان الكبيرة على غرار “لاك غرونون” و”لاك موبرا” وهناك ضباب كثيف في الساعات الأولى من كل يوم يحيط بهذه المرتفعات وهواء نقي يستنشقه السكان والزوار طيلة اليوم، كما توجد مناطق قريبة من معسكر “الخضر“ على مسابح مغطاة مكيفة وسط الثلوج الموجودة في أعالي الجبال، وهو ما يجعلها قبلة السواح وأرقى الشخصيات العالمية السينمائية أو الرياضية التي تفضل الراحة في هذه المنطقة هروبا من ضغط العمران وضجيج المدن. من 6 إلى 16 درجة في هذه الفترة وتتميز هذه المنطقة في هذه الفترة من السنة بنوع من الاعتدال مقارنة بفصل الشتاء، حيث تتراوح درجة الحرارة بين 6 كما كان عليه الحال البارحة و16 درجة التي تعد أقصى درجات الحرارة في هذا الموسم، وهو ما يسمح للاعبين باحتمال كثافة العمل والاجتهاد في التدريبات، وهناك احتمال ضئيل للإصابة بنزلات برد في هذه المنطقة بسبب قلة نسبة الرطوبة والذي يسمح للرياضي ببذل أقصى جهوده مقابل سرعة في الاسترجاع. أفضل مرفق لعطلة تحت الرقابة وبعدما اكتشفنا الأجواء الطبيعية المميزة في كرانس مونتانا التي تتوفر على كل المرافق المناسبة للتحضير الجيد، فقد هنا استحضرني تصريح المدرب الفرنسي تروسيي الذي أكد أن هذا المركز هو أفضل إطار ليرتاح اللاعبون من ضغط موسم شاق والاسترجاع فيما أسماه “عطلة تحت الرقابة” مادام أن الإطار الطبيعي للمركز والمرافق الموجودة فيه تسمح براحة اللاعبين ومراقبة لياقتهم البدنية والصحية في إطار مضمون في الأسبوع الأول من تربص سويسرا. سبعة رؤساء في حكم فيدرالي تعتبر سويسرا من البلدان المميزة التي فضلت الاحتفاظ بعملتها “الفرنك السويسري” رغم أنها دخلت المجموعة الأوربية، ويميز هذا البلد الصغير من حيث نسبة السكان والمساحة حكم فدرالي، حيث يحكم البلاد سبعة رؤساء يتشاورون في طريقة تسيير هذا البلد متشعب الجنسيات واللغات، حيث هناك مناطق تتحدث الفرنسية وهناك من يتحدثون بالألمانية، وقد زاد عدد الجالية الجزائرية في هذا البلد منذ انضمامه إلى المجموعة الأوربية ولكن من الجانب الرياضي ليس هناك لاعبون جزائريون ينشطون في الدوري السويسري، وما عدا مصباح وعشيو الذي نشط في آرو وجابو الذي تدرب في سيون ليس هناك أي جزائري ينشط في هذه البطولة. الحبيس يؤجر وشوكولاطة لا تصدر ومما لا تعرفونه عن سويسرا البلد المحايد والهادئ، أنه يتوفر على قرية عسكرية في الجبل بجانب الطريق السريع “لوزان- كرانس مونتانا “ والتي تضم مسلكا مخفى داخل الجبل لانطلاق طائرات حربية في بلد لم يشهد سكانه أي حرب ويعرف عنه الحياد، كما يمتاز المواطن السويسري بارتفاع مستوى قدرته الشرائية، حيث الحد الأدنى من الأجر القومي هو 2200 أورو، ومنحة البطالة تقدر ب1500 أورو وحتى السجين في هذا البلد يتحصل على أجرة مقابل أعمال يقوم بها داخل السجن في بلد يعرف بصناعة أرقى وألذ أنواع الشوكولاطة والتي يمنع بعضها من التصدير بغرض سياحي، حيث يمكن تناولها فقط بزيارة هذا البلد المعروف أكثر بنظافة الشوراع، وهو ما لفت انتباه حتى لاعبينا في طريقهم من جنيف إلى كرانس مونتانا. لا عنصرية ولا عداوة للمسلمين رغم محاولة بعض الأقطاب السياسية في سويسرا منع بناء المساجد ورفع المآذن في هذا البلد، إلا أن عامة الشعب لا يحمل هذه الأفكار، حيث لمسنا تعايش كل الأجناس والألوان والديانات في هذا البلد الذي يحترم الدين الإسلامي بدليل تواجد محلات ومطاعم لبيع اللحم الحلال، ولم نلمس أي عنصرية أو حساسية تجاه المسلمين في بلد أغلب سلوكات مواطنيه نابعة من الإسلام ولكن ينقصهم توحيد الألوهية ليكون كذلك. سويسرا لا تملك رئيس يُسيّر شؤون الرعية هذا الأمر قد يُحيّر البعض لكنها الحقيقة وهي أن سويسرا لا تملك رئيسا للجمهورية، ليس لأنها تتبع نظاما ملكيا على غرار بعض دول أوروبا والعالم، بل لأنها عبارة عن محافظات تشكّل كيانها (26 محافظة) وكل محافظة تنفرد بخصوصياتها وقوانينها الخاصة التي تسير عليها باستثناء قانون أمن البلاد والدفاع والإقتصاد والمالية أو ما يعرف بالقانون الفيدرالي الذي يخضع له الجميع، وقد يتساءل البعض عن هوية رئيس سويسرا فهم ببساطة أعضاء الجمعية الفيدرالية المشكلة من مستشارين فيدراليين يتم انتخابهم ويتخذون قرارات جماعية ومن بينها تعيين رئيس للكونفدرالية يحكم البلاد لمدة سنة. 3 لغات رسمية بالإضافة إلى لهجة “الرومنش“ يمكن تقسيم سويسرا إلى ثلاث مناطق لغوية: سويسرا الألمانية وهي منطقة جرمانية تحتل ثلثي البلاد في الوسط والشرق، منطقة فرانكفونية تقع في الشق الغربي وسويسرا الإيطالية التي تقع في منطقة التيسان في الجنوب ومنطقة ڤريسون، والألمانية والفرنسية بالإضافة إلى الإيطالية هي اللغات الرسمية في سويسرا وكل لغة تتمتع بخصوصيات الأخرى من حيث القيمة، كما أن هناك لهجة “الرومنش“ التي يستعملها سكان الجنوب الشرقي لكن بدرجة قليلة عن اللغات الثلاث سالفة الذكر. سويسرا لا تملك عاصمة يعتقد كثير من الجزائريين أن جنيف هي عاصمة سويسرا بالنظر إلى انها تحتضن مقرات العديد من الهيئات الدولية على غرار منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، لكن الحقيقة أن سويسرا لا تملك عاصمة بل هناك ما يسمى المدينة الفيدرالية التي تحتضن المؤسسات الفدرالية وهي “بيرن” التي تتواجد فيها مقرات السفارات الأجنبية. حوادث المرور تكاد تكون منعدمة ومما لا شك فيه أنّ السلطات السويسرية تولي أهمية قصوى لقانون المرور حيث لا يوجد أي تسامح مع أي تجاوز مهما كان اسم الشخص بما أن الأمر يتعلق بحياة البشر، وهذا ما يجعل الحديث عن حوادث المرور في سويسرا شبه منعدم إن لم نقل لا يوجد أصلا، وهو ما يجعل أي حادث مرور يتصدر صفحات الجرائد ويتم تصويره على أنه جريمة كغيرها من الجرائم التي يوجد فيها طرفان قاتل وضحية، كما أن رخصة السياقة السويسرية الأصعب في الحصول عليها في العالم. كل سيارة قديمة أو عليها آثارحادث ممنوعة من السير احترام قوانين المرور في سويسرا يقتضي احترام نوعية السيارات المستعملة ودرجة أمانها، فكل سيارة تشكل خطرا ممنوعة منعا باتا من السير كما أن أي سيارة عليها آثار حادث يتم إجبار صاحبها على تصليحها قبل السير بها، وكل حادث مرور يتطلّب قدوم الشرطة التي تحجز السيارة القديمة ويحرر محضر يمنع صاحبها من السير ثانية بها حتى يتم إصلاحها بالكامل. بلد الشوكولاطة، الساعات الثمينة والسكاكين المشهورة وهناك ثلاثة منتجات يتم ربطها بسويسرا كلما تم ذكرها، وهي السكاكين السويسرية والشوكولاطة والساعات الثمينة، فهذه الأخيرة معروفة في العالم بأسره ومصممة بأحدث التقنيات بالإضافة إلى السكاكين المشهورة التي تحتوي على قاطع يرمز إلى الجنود السويسريين، كما أن سويسرا من أعرق البلدان العالمية والرائدة في صناعة الشوكولاطة اللذيذة والممنوعة من التصدير، بالإضافة إلى أن شركة “نيستلي” الرائدة في صناعة الحليب تقع في “فيفاي” على بعد كيلومترات عن مقر تربص المنتخب الوطني. سويسرا تحتضن مقري “الفيفا” والإتحاد الأوروبي تعتبر سويسرا من البلدان التي تربطها علاقة وطيدة بكرة القدم فهي تحتضن مقر أكبر هيئة كروية في العالم وهي “الفيفا” الذي يقع في زيوريخ، بالإضافة إلى مقر الإتحاد الأوروبي في “نيون” كما أن رئيس “الفيفا” سويسري وهو سيب بلاتير. بلاتير وُلد غير بعيد عن “كرانس مونتانا” سيب بلاتير لا يشتغل في سويسرا فقط لكن بلدته الأصلية تقع في “فياج“ في منطقة غير بعيدة عن “كرانس مونتانا“ التي يتواجد فيها منتخبنا الوطني وهي “لوفالي” وتلقى تعليمه ب”سيون”، وهو ما يعني أن “الخضر” متواجدون حقا في بلد العم بلاتير. الشعب السويسري منظّم كثيرا وقفنا في سويسرا على النظام الشديد الذي يسود هذا البلد الأوروبي، فناهيك عن الأمن المستتب فيه فإن كل شيء “يمشي على الشعرة” ولا وجود لشيء اسمه العشوائية، ومن بين الأمثلة التي تدل على ذلك القوانين التي سنتها السلطات ومن أبرزها أن أخذ حمام بعد العاشرة ليلا يعرّض صاحبه للعقوبة ويجعله يدفع غرامة مالية إذا اشتكى به الجيران بتهمة الإزعاج، بالإضافة إلى أن الموسيقى الصاخبة بعد العاشرة ليلا في الشارع أو في المنزل تعرض صاحبها لعقوبة أشد .. بدون تعليق. الفرنك السويسري عملة رغم أنف “الأورو” بالرغم من أن أغلب البلدان الأوروبية تتداول حاليا عملة الأورو إلا أن الفرنك السويسري بقي العملة المتداولة في هذا البلد لأسباب اقتصادية وسياسية، إلا أن هذا لا يعني أن الأورو غير معترف به بل بإمكانك اقتناء ما تشاء لكن العملة التي يتداولها أغلب السويسريين هي الفرنك ومنذ سنين عديدة. غلاء في المعيشة والخبزة الواحدة ب 350 دينار!! لا يقتصر غلاء المعيشة على بعض الدول الأوروبية بل حتى سويسرا تتطلّب جهودا كبيرة لتوفير مقتضيات العيش الكريم، حيث تعرف الأسعار غلاء فاحشا إذا قارناها بالأسعار في الجزائر فمثلا سعر الخبزة في أي مخبزة من المخابز في جنيف 3.5 أورو(أي ما يعادل 350 دينار جزائري)، وهو ما يمثل ميزانية أسبوع لعائلة جزائرية من حيث شراء الخبز. اللقطة الطريفة التي أضحكت الجميع في الوقت الذي بدأ اللاعبون يتعرّفون شيئا فشيئا على المرافق التي يضمها مركز تحضيرهم، تفاجأوا بزيارة 3 فتيات جزائريات حضرن من “بيرن” خفية عن والدهن لمشاهدة المنتخب الوطني عن قرب، لكن المفاجأة التي كانت في انتظارهن في “كرانس مونتانتا“ أنهن وجدن والدهن هناك أيضا دون علمهن وهو الأمر الذي جعل الوالد يطردهن شر طردة، إلا أنهن أبين المغادرة وبقين هناك وهي اللقطة التي أضحت بوڤرة والآخرين وسبّبت حرجا شديدا للوالد ----------------------- نتيجة المولودية أمام بجاية أثّرت كثيرا في زماموش الظاهر أن عقل الحارس محمد الأمين زماموش مع ناديه مولودية الجزائر وإلا كيف نفسر علامات الحسرة التي كانت بادية عليه بعد التعثر الذي مني به فريقه أمام الضيف البجاوي، حيث لم يستسغ أن يضيع زملاؤه نقطتين ثمينتين على أرضهم مما سمح للملاحق السطايفي بتقليص الفارق، لكن بالرغم من هذا إلا أن زماموش أكّد على أنه لا يزال يحتفظ ببصيص من الأمل بخصوص قدرة رفقائه على إنهاء المشوار لصالحهم، كما أكد أنه لن يترك هذا الأمر يشغل باله على الإطلاق خلال التربص الذي يجريه “الخضر” حاليا وبأي شكل من الأشكال. كان يتمنّى لو لعب اللقاء وأسر زماموش لأحد زملائه بأنه كان يتمنى لو سجل حضوره أمام بجاية لعل وعسى يساهم في فوز فريقه والظفر بثلاث نقاط ثمينة، لكن هذا الكلام لا يعني تشكيك زماموش في زميله وامان وإنما كل ما في الأمر أنه كان يُدرك أنه كان قادرا على أن يساهم في تحقيق نتيجة إيجابية ومنح زملائه الأمان في الخط الخلفي، خاصة أن مثل هذه المواجهات الهامة تحفزه كثيرا ويقدّم فيها دائما مستويات في القمة. أحد الجزائريين المقيمين في سويسرا: “سعدان سيكون في قفص الاتهام إذا لم تنل المولودية البطولة ولم يستدع زماموش للمونديال” وعلى حد تعبير أحد الجزائريين المقيمين في سويسرا والعاشق لألوان “العميد” فإن كل المؤشرات تدل على أن لقب البطولة لن يفلت من زملاء بابوش إلا إذا كان ل سعدان راي آخر في الموضوع، وأردف لنا قائلا: “سعدان سيكون في قفص الإتهام إذا لم تنل المولودية لقب البطولة، فقد حرمنا من خدمات زماموش في مباراة مصيرية كتلك التي خاضها فريقنا أمام بجاية، على العموم أقل شيء يمكن لسعدان أن يقوم به هو أن يستدعي زماموش للمونديال وإذا لم يفعل ذلك ولم تنل المولودية البطولة فسيكون المذنب الوحيد في القضية”.