يبدو أن الطاقم الفني لشبيبة بجاية انطلق في العمل الجدّي بسرعة هنا في تربص المغرب، ولم يترك أيّ وقت يمرّ، حيث بدأ مباشرة في الأمور الجادة ورفع وتيرة العمل. وهو ما اتضح جليا خلال الحصتين الأوليين اللتين أجراهما الفريق في اليومين الماضيين. وتؤكد التدريبات التي يقوم بها الفريق انطلاق المرحلة الأولى من العمل، والتي تركز بدرجة أكبر على الجانب البدني، وبالتالي فإن المدرب الجديد "آلان ميشال" سيجد الفريق انطلق في العمل الجاد، والمرحلة الأولى تسير على أحسن ما يرام، قبل التحوّل إلى مراحل أخرى في القريب العاجل، أولها الجانب التكتيكي، وفي نهاية التربص سيركز الطاقم الفني دون شك على عملية الاسترجاع. الجمع بين العمل البدني - التكتيكي والتنافسي والملاحظ أن حموش وعاشوري لم يهملا أيّ جانب خلال التمارين التي برمجاها للتشكيلة، حيث أن اللاعبين يقومون بالعديد من التمارين والمتعلقة بجوانب مختلفة من العمل، أوّلها الجانب البدني، حيث يركز الطاقم الفني كثيرا على الجانب البدني، وكذا الجانب التكتيكي، ففي كل مرّة يتدخل الرجلان من أجل إعطاء النصائح اللازمة في التمارين المتعلقة بالتموقع وبالعمل التكتيكي، وحتى التمارين التنافسية التي تخلق الحماس داخل المجموعة موجودة. حيث مزج الطاقم الفني بين كل هذه التمارين حتى يتعوّد اللاعبون على النسق العالي منذ البداية، وتسهل بعدها تطبيق البرنامج المسطر. اللاعبون تفاعلوا مع حجم العمل ورغم أن حجم العمل مرتفع للغاية، والفريق بدأ منذ أول يوم بالعمل الجاد، وتطبيق برنامج جهنمي وفعال سيتدرّب فيه الفريق بمعدل حصتين في اليوم، إلا أن لاعبي الشبيبة لم ينزعجوا من ذلك، بل على العكس تجاوبوا كما ينبغي مع الوضع ومع البرنامج المسطر من الطاقم الفني، وقد أكدوا وعيهم بالمسؤولية من خلال تركيزهم أيضا على الاسترجاع بعد نهاية الحصص التدريبية. حيث يؤكد كل واحد أنه جاء إلى الدارالبيضاء من أجل العمل وليس من أجل الراحة والاستجمام. وقد انطلق رفقاء جبارات في الأمور الجدية، حيث خاضوا أمس أول مواجهة ودية لهم، في انتظار إجراء مواجهتين أخريين قبل العودة إلى الجزائر يوم 15 جانفي. حماس كبير داخل الفريق وعكس الأيام السابقة التي شهدت أجواء حزينة في المجموعة، خاصة بعد نكسة كأس الجمهورية التي أضرّت الفريق كثيرا وعجلت برحيل المدرب بوعلي، كانت الراحة التي استفاد منها اللاعبون ذات فائدة كبيرة، بما أنهم استرجعوا أنفاسهم، وعادت المعنويات وارتفعت من جديد. فالتدريبات تجري في أجواء مميزة، والحماس شديد داخل المجموعة، وحتى أثناء أوقات الفراغ تجد اللاعبين متضامنين فيما بينهم، وهو ما يؤكد أن الجميع عازم على تجاوز الأزمة السابقة، والظهور بشكل جديد ووجه مغاير في مرحلة العودة. ----------- بشيري: "سنحضر جيدا لدخول مرحلة الإياب بقوة وسنعمل على تسهيل المهمة لمدربنا الجديد آلان ميشال" يتحدث المدافع المحوري في التشكيلة البجاوية رضوان بشيري في هذا الحوار عن التربص الذي يجريه الفريق بالمغرب والذي تنوي فيه جميع عناصر الفريق العمل بجدية لتحسين مردود التشكيلة سواء من الجانب الفردي أو الجماعي وذلك للعودة بقوة إلى منافسة البطولة والتحضير لتشريف الجزائر في رابطة أبطال إفريقيا. رغم الإقصاء المفاجئ والمبكر من منافسة الكأس، إلا أننا نشاهد أن الأجواء حسنة ومميزة داخل التشكيلة، ما قولك؟ صحيح أن الإقصاء من منافسة كأس الجمهورية التي كنا ننوي الذهاب فيها بعيدا من الدور 32 مؤلم ومحبط للمعنويات، لكن ما عسانا أن نفعل الإقصاء تم وانتهى الأمر واليوم علينا التركيز على المستقبل حتى نعوض ذلك الإقصاء الذي حزّ في أنفسنا. الحمد لله الأجواء مثلما تلاحظون جيدة ومميزة داخل التشكيلة بين جميع اللاعبين وهذا هو الأهم بالنسبة إلينا، سنعمل على التحضير جيدا في هذا التربص واستغلاله كما ينبغي حتى نحسن مردودنا ونظهر بوجه مغاير وأقوى في المباريات القادمة. الظاهر أنكم نسيتم تماما تلك المباراة التي انهزمتم فيها أمام الحساسنة؟ سأكذب إن قلت إننا نسينا تلك المباراة، لأننا تعثرنا فيها وخرجنا على إثرها من منافسة كأس الجمهورية لكن ذلك لا يعني أنها أصبحت بمثابة هاجس بالنسبة إلينا، على العكس لقد تحدثنا مطولا نحن اللاعبون فيما بيننا سواء بعد انتهاء المباراة أو في الأيام التي تلتها كذلك وعزمنا على طوي تلك الصفحة ومضاعفة الجهود حتى نتدارك مستقبلا ونصحح أخطاءنا، أضف إلى ذلك يجب أن لا نيأس أو نشك في قدراتنا فذلك يمكن أن يحدث لأي فريق في العالم ونحن عازمون على إعادة رسم البسمة على شفاه أنصارنا الذين وقفوا دائما إلى جانبنا. كيف يجري تربصكم وتحضيراتكم هنا بمدينة الدارالبيضاء المغربية؟ مثلما تشاهدون بأنفسكم التربص والتحضيرات تجري في ظروف ملائمة ومميزة للغاية، أضف إلى ذلك أن جميع اللاعبين مركزين على عملهم وكل واحد منا يعلم جيدا ما هو الأمر المطالب به، كما أن الأجواء هادئة كثيرا في التربص سواء في الفندق أو في الملاعب أين نتدرب وذلك أمر ايجابي كثيرا بالنسبة إلينا حتى نحضر ونتدرب في أفضل الظروف. أضف إلى ذلك أن المدرب سطّر لنا برنامج عمل خاص سنعمل على تطبيقه بحذافيره وإتباع تعليمات المدرب مهما كانت. وما هي أهدافكم من هذا التربص؟ هدفنا الأول من هذا التربص هو البقاء دائما في الأجواء المنافسة من خلال التدرب كل يوم صباحا ومساء ولعب بعض المباريات الودية التي ستكون مفيدة كثيرا لنا، حيث ستمكننا من الاحتكاك ببعض الفرق وكسب دقائق لعب في الأرجل، كما أننا سنعمل على تصحيح بعض الأخطاء التي وقعنا فيها خلال المباريات التي لعبناها سواء في البطولة أو في الكأس كذلك، وذلك عن طريق رفع وتيرة العمل سواء من الجانب البدني أو الفني كذلك وكل ذلك حتى نظهر على أكمل وجه عند انطلاق المنافسات التي تنتظرنا. لنعد بك قليلا إلى الوراء، كيف تقيم مشواركم في مرحلة الذهاب من البطولة؟ أنا أفضّل تقييم مشوار الفريق عند نهاية البطولة وذلك لأننا في منتصف الطريق ولم يحسم أي شيء بعد ما عدا إقصائنا من الكأس، لكن ما يمكن قوله حاليا هو أنه كان بإمكاننا أن نقدم أداء أحسن من الذي قدمناه خلال المواجهات السابقة وذلك لأننا نملك تشكيلة قوية تضم في صفوفها عناصر لها خبرة قادرة على قيادة الفريق لتحقيق الانتصارات سواء داخل الديار أو خارجها، كما أننا ضيعنا الكثير من النقاط بطريقة ساذجة وسنعمل على التدارك في المباريات القادمة. الخط الدفاعي للتشكيلة هو الأحسن حاليا في البطولة، ما قولك؟ الحمد لله لقد أدى خط الدفاع دوره على أكمل وجه خلال المباريات التي أجراها الفريق لحساب مرحلة الذهاب وتتويجه أحسن دفاع لحساب المرحلة الأولى من البطولة، وهو أمر جميل جدا بالنسبة للفريق وليس فقط للخط الدفاعي. سنعمل على مواصلة العمل والتألق في المباريات القادمة حتى نعطي صورة جميلة عن فريقنا الذي نعتبر مصلحته فوق كل اعتبار ولن ندخر جهدا لقيادته لتحقيق الانتصارات والبقاء دائما في الواجهة. كيف ترى مشواركم في مرحلة الإياب؟ ستكون الأمور صعبة للغاية سواء بالنسبة إلينا وبالنسبة لباقي الفرق في البطولة وذلك نظرا للتنافس القوي والشرس الذي سيكون بين معظم الأندية التي ستتمكن من استرجاع أنفاسها في مرحلة توقف البطولة الحالية وتدعيم صفوفها بلاعبين جدد وضخ دماء جديدة في التشكيلة حتى تظهر بوجه مغاير مستقبلا، وأكيد أن هناك فرق سترمي بكل ثقلها لتبقى في الريادة. كما هناك فرق أخرى ستكافح حتى اللحظات الأخيرة لتفادي السقوط، لذلك يجب علينا التحضير جيدا حتى لا نضيع أي نقطة في ميداننا ونحقق نتائج ايجابية في ميادين الفرق المنافسة. وكيف تُقيّم مردودك الشخصي في مرحلة الذهاب؟ مثل جميع اللاعبين، لقد عملت بجدية قبل وأثناء انطلاق البطولة وكنت دائما أسعى للظهور بوجه قوي في المباريات التي أجراها الفريق لأعمل على قيادته رفقة بقية زملائي لتحقيق نتيجة ايجابية وحصد النقاط وذلك حتى أكون عند حسن ظن الطاقم الفني الذي وضع فيّ كامل ثقته، لكنني لا أريد الحديث كثيرا عن مردود الشخصي بل أترك ذلك لأهل الاختصاص وللطاقم الفني الذي هو أدرى بهذه الشؤون. لكنك شاركت في جميع المباريات... صحيح وذلك لأنني تنقلت إلى بجاية للعب وليس لأي شيء آخر وإلى حد الآن أنا بصدد تحقيق أهدافي وذلك حتى أبعث مشواري من جديد، وفي المقابل أنا مطالب بتكثيف العمل في التدريبات حتى أظهر بوجه أقوى مستقبلا ولأكون عند حسن ظن الجميع خاصة المناصرين الأوفياء الذين ينتظرون منا الكثير، كما أنني في فترة توقف البطولة وهذا التربص الذي نجريه للتحضير جيدا سواء من الجانب الشخصي أو اللعب الجماعي حتى أحقق الانسجام أكثر مع زملائي. في الأخير، كلمة عن المدرب الجديد آلان ميشال؟ لا يمكنني الحديث كثيرا عن تعيين المدرب آلان ميشال على رأس العارضة الفنية للفريق لأن ذلك من اختيارات الإدارة، لكنني أرحب به أنا وجميع اللاعبين في الفريق وسنعمل جاهدين ليشعر براحة معنا ولتسهيل عمله حتى نعمل جميعا في أجواء جيدة تعود بالفائدة على الجميع. -------- أول حصة تدريبية يوم الخميس مباشرة بعد وصول البعثة البجاوية إلى مركز التحضير "ولناس" بمدينة بوسكورة التي تقع في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء برمج الطاقم الفني حصة تدريبية في الملعب التابع للفندق، حيث فضّل أن ينطلق الفريق مباشرة في العمل ولا يضيّع الوقت، وكانت الحصة الأولى مخصصة للاسترجاع والتخلص من عناء السفر ودامت حوالي ساعة ونصف، لكن هذا لم يمنع الطاقم الفني بقيادة المساعدين حموش وعاشوري من برمجة بعض التمارين بالكرة لربح الوقت بما أنهم لاحظا أن التشكيلة جاهزة بدنيا لمثل هذا العمل. مباراة تطبيقية في نهاية الحصة حصة أول أمس بدأها اللاعبون بالجري حول الملعب والقيام ببعض الحركات الإحمائية قبل أنّ يخضعهم الطاقم الفني لتمارين للاسترجاع، لكن في نهايتها شهدت مباراة تطبيقية مصغرة بين اللاعبين، هذه المباراة شهدت حماسا شديدا وأكدت العزيمة القوية التي جاء بها البجاويون إلى الدارالبيضاء من أجل القيام بعمل كبير والعودة إلى الطريق الصحيح بعد النتاج المتذبذبة التي سجلوها في مرحلة الذهاب. سيدريك أول ضحايا التربص ويصاب في الرأس المباراة التطبيقية التي برمجها الطاقم الفني شهدت اندفاعا بدنيا حيث أراد كل اللاعبين فرض أنفسهم، لكن هذه المواجهة التي دامت حوالي 40 دقيقة شهدت إصابة الحارس الدولي سي محمد سيدريك بعد أن اصطدم بزميله عادل معيزة، حيث تعرض حارس الشبيبة إلى إصابة على مستوى الرأس وسقط على الأرض وأحدث هلعا شديدا وسط التشكيلة قبل أن يتدخّل الطاقم الطبي للفريق ويقدّم له الإسعافات الأولية وبعد ذلك تم نقله إلى عيادة المركز أين تمت خياطة جرحه بغرزتين. عاد للعمل صبيحة أمس وبعد أن توقف عن التدريبات في منتصف حصة أول أمس بسبب الإصابة عاد الحارس سيدريك إلى التدرب بشكل عادي أمس بعد أن منحه الطاقم الطبي الضوء الأخضر بما أن إصابته ليست خطيرة، حيث انطلق في التدريبات في حصة أمس الصباحية ويكون قد شارك أيضا في المواجهة الودية التي جرت مساء أمام نادي الفتح الرباطي. زافور يتحوّل إلى حارس مرمى بعد خروج الحارس المغترب سيدريك مصابا أصبح تشكيلته تلعب بدون حارس وهو ما دفع القائد إبراهيم زافور إلى التحوّل منصب حارس مرمى لكي يكون اللقاء متكافئا، لكنه لم يكن موفقا حيث تلقت شباكه الكثير من الأهداف. الفريق يتدرب مرتين يوميا بعد أن برمج الطاقم الفني للفريق حصة تدريبية واحدة سهرة أول أمس كانت مخصصة للاسترجاع والتخلص من عناء السفر، قرّر رفع حجم العمل من أجل استغلال التربص في الدارالبيضاء أحسن استغلال، حيث برمج الطاقم الفني حصتين تدريبيتين يوميا ابتداء من يوم أمس، إذ تدرب الفريق في الصبيحة ابتداء من الساعة 9 قبل أن يجري أول مواجهة ودية في هذا التربص أمام نادي الفتح الرباطي. آيت فرڤان ومرزوڤي بقيا تحت تصرف الآمال لم يتنقل لاعب الآمال نبيل آيت فرڤان وحارس الفئة ذاتها نور الدين مرزوڤي مع التشكيلة إلى المغرب من أجل إجراء التربص الشتوي، فرغم أنهما يتدربان مع الأكابر منذ بداية الموسم وتنقل في فترة التحضيرات الصيفية مع الفريق إلى تونس إلا أن الطاقم الفني والإدارة قررا هذه المرة تركهما تحت تصرف فريق الآمال الذي سيلعب مواجهة قوية لحساب الدور 16 من كأس الجمهورية يوم 13 جانفي الحالي أمام شباب قسنطينة.