لم يعد بجديد على أحد أن لاعبينا تحولوا في ظرف وجيز منذ إنجاز “الخرطوم” إلى نجوم يكثر الطلب عليها في أرض الوطن أو في المهجر، ولم يعد جديدا على أحد أيضا أن يكون الإقبال والتهافت على لاعبينا من طرف المعجبين للحصول إلى “أتوغرافات” وصور للذكرى هائلا، لا لسبب سوى أن الإنجاز الذي حققه أشبال المدرب رابح سعدان بوصولهم إلى المونديال، صنع الحدث في مختلف البلدان الأوروبية، وجعل من لاعبينا نجوما يحظون بمحبة ومكانة كبيرتين لدى معجبيهم.. لاعبونا كانوا ولا زالوا يلبون طلبات كافة المعجبين والمحبين والمناصرين، ولا زالوا حتى الآن لا يردّون أي شخص يلجأ إليهم لكي يمضوا له على صورة أو على كرة أو على قميص، لكنهم بدؤوا يتعبون في الحقيقة من ذلك، وهو ما عبّروا عليه خلال مختلف الأحاديث التي جمعتهم في تربص “كرانس مونتانا” بسويسرا أو هنا بمركز “هارزوغ بارك”. حتى الألمان لا يضيّعون هذه الفرصة واللافت للانتباه أن “موضة” الحصول على “أوتوغرافات” هذه، لا تقتصر فقط على المناصرين الجزائريين في المهجر، بل حتى على الألمان بحدّ ذاتهم، لأن لاعبينا صاروا يضطرون صباحا ومساء قبيل انطلاقهم في التدريبات إلى التوقف في كل لحظة عند العديد من الأشخاص المقيمين هنا في ألمانيا، ممن يحتشدون منذ الصبيحة أمام فندق “هارزوغ بارك” من أجل جمع “الأوتوغرافات” (هوايتهم جمع الأوتوغرافات)، فتجد لاعبينا يلبون للجميع رغباتهم دون أن يحرجوا أحدا، لكن ذلك صار يتعبهم مؤخرا ويفقدهم تركيزهم لاسيما أنهم مركزون على التحضير لنهائيات كأس العالم التي لم يتبق على انطلاقها سوى أيام معدودة فقط. تحت المطر والمعجبون يلحّون على الحصول على إمضاءات ملامح التعب والإرهاق من عملية إمضاء “الأوتوغرافات” بدت واضحة على اللاعبين صبيحة أمس، عندما كانوا يسارعون إلى الالتحاق بأرضية الميدان للشروع في التدرب، إلا أنهم اضطروا ورغم تهاطل الأمطار إلى التوقف من أجل تلبية رغبات المعجبين الألمان وكذلك عدد من الجزائريين المقيمين في المهجر. ألماني جلب ل زياني وبوڤرة أكثر من 20 صورة لكل واحد منهما وليت أن أمر إمضاء “الأوتورغرافات” يتوقف عند صورة من طرف كل مناصر أو معجب للاعبين، بل أن هؤلاء صاروا يجلبون “ألبوم” صور لأشبال سعدان حتى يمضوا لهم فيها، في صورة أحد المعجبين الذي عرض أمس على زياني وبوڤرة أكثر من عشرين صورة لكل واحد منهما، وطالبهما بالإمضاء عليها جميعا. يفضّلون التركيز في “المونديال” الآن وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن اللاعبين تشرفوا كثيرا بالاهتمام الذي صاروا يحظون به من طرف وسائل الإعلام والمعجبين وكل المحبين والمناصرين، بعدما لم يكن أحدا يسمع في السابق بمكان تربصاتهم التي كانوا يجرونها، إلا أنهم تحدثوا في الأمر وأسروا لبضعهم البعض أن الأمر صار لا يطاق أحيانا، وصار مرهقا إلى درجة لا يمكن تصوّرها، وأنهم صاروا يفضلون أن يركزوا على “المونديال” الذي ينتظرهم، لا على الإمضاء لفلان، والتقاط صورة مع فلان... للنجومية ثمن هم بصدد دفعه وإن كنا نقدّر موقف اللاعبين، لأننا كإعلاميين صرنا نجد صعوبات كبيرة في تأدية مهامنا في ظروف جيدة في القيام بحوارات والحصول على تصريحاتهم وسط الكمّ الهائل من الأنصار الذين يلتفون حولهم لطلب الحصول على صورة أو إمضاء، لاسيما خلال هذه الفترة الحاسمة في التحضيرات، إلا أننا نؤكد مرة أخرى أن للنجومية ثمن يدفعه صاحبه دوما، وها هو منتخبنا اليوم يدفع ثمن تلك النجومية التي وصل إليها، بالتهافت الكبير عليه أينما حلّ وارتحل من طرف المعجبين والمحبين .