مثلما أشرنا إليه في عدد أمس، اجتمع لاعبو “الخضر“ سهرة أول أمس رفقة المدرب سعدان ومساعديه لأجل معاينة المنتخب السلوفيني في العديد من المباريات التي لعبها سواء في التصفيات أو اللقاءات الودية التي أجراها في المدة الأخيرة، وقد أصرّ المدرب الوطني خلال هذه المعاينة على أن يُركز لاعبيه على كل صغيرة وكبيرة تخصّ مردود سلوفينيا، خاصة أن المكلّفين بدراسة طريقة لعب منافس “الخضر“ في المواجهة الأولى وضعوا ملفا كاملا لدى المدرب الوطني ليشرح نقاط قوة منتخب سلوفينيا وضعفه. طاقم خاصّ عاين مباريات سلوفينيا عاما كاملا ويأتي الإجتماع الذي عقده المدرب الوطني مع لاعبيه لمعرفة ودراسة مردود المنتخب الذي سيواجه “الخضر“ الأحد المقبل في “بولوكواني“، بعد عمل طويل قام به أعضاء الطاقم الفني الذين عاين بعضهم هذا المنتخب في الميدان مباشرة، في حين أن المكلفين بالمعاينة على الأشرطة وعددهم ثلاثة قاموا بعمل جبار لتحليل كل اللقطات والخطوط الثلاثة للمنتخب السلوفيني، حتى يضعوا في يد سعدان ملفا كاملا يخصّ هذا المنتخب الذي ظهر أنه لا يمكن الاستهانة به. سعدان كشف في بداية المعاينةأن سلوفينيا ليست سهلة وقبل أن ينطلق الإجتماع الخاص بالمعاينة بحضور اللاعبين، أراد سعدان أن يؤكد لهم أن المنتخب المنافس الذي سيرون بعض النقاط الخاصة بمردوده هو منافس ليس متواضعا مثلما يعتقد البعض، مؤكدا أن الجميع سيكتشف ذلك يوم المباراة وقبل ذلك في هذه المعاينة التي أراد المدرب الوطني أن تكون جدية وأن يعطي اللاعبون القيمة إلى كل نقطة تخصّ السلوفينيين، إلى درجة أن سعدان طلب من أشباله أن يسألوه إذا لم يفهموا شيئا أو يريدون إستفسار شيء ما. سرعة المهاجمين وقوّتهم في الكرات الثابتة “خلعو” لاعبينا وكانت بداية المعاينة للقطات تخصّ الخط الهجومي وكذا المحاولات التي تأتي دائما من الجهة السيرى لهجوم سلوفينيا، وقد انبهر اللاعبون بما شاهدوه من خفة وسرعة لدى المنافس الذي كان يظهر في اللقطات المختارة يتحكّم لاعبوه في الكرة بطريقة جيدة، كما أنهم يسرعون كثيرا في تنفيذ الكرات بطريقة تُدهش منافسيهم. ليتدخل المساعد لمين كبير ويكشف أن هذا الفريق يتمتع بقوة التوغل، كما أن التنفيذ المحكم للكرات الثابتة قد يحدث مشاكل لدفاع “الخضر“ الذي عليه التركيز كثيرا، خاصة على المهاجم الخطير بيرسا. خط الوسط متوسّط، لكنه صارم في التدخّلات وواصل سعدان إظهار محاولات السلوفينيين في لقطات مختارة من العديد من المباريات وفق الأشرطة التي عاينها أعضاء الطاقم الفني وكذا المساعدون الذي بقوا منذ تربص “كرانس مونتانا” يدرسون كلّ صغيرة وكبيرة تخصّ منتخب سلوفينيا. حيث تحدث سعدان عن وسط ميدان هذا الفريق الذي اعتبر مستوى لاعبيه متوسّطا من الناحية الفنية، لكن طريقة اللعب تبقى لدى خط الوسط صارمة إلى درجة كبيرة، حيث يعوّض لاعبو سلوفينيا محدودية مستواهم الفني بالحرارة في اللعب والتفوّق الكبير في الصراعات على الكرة، مثلما أوضحه سعدان في العديد من اللقطات التي أظهرت لاعبي سلوفينيا وهم ينقضون على الكرة بطريقة توحي أن مهمة لحسن، يبدة ومنصوري لن تكون سهلة. سعدان تعمّد إعادة الكثير من لقطات سلوفينيا حديث سعدان عن سلوفينيا، رغم أنه كان صارما خاصة عند حديثه عن نقاط ضعفها، إلا أنه كان في الكثير من المرّات يُفضّل أن تكون الصورة أصدق تعبير، مما جعله يطلب من لاعبيه إعادة مشاهدة الكثير من اللقطات التي كانت تظهر قوة المنتخب السلوفيني، خاصة في التمريرات المحكمة والسريعة، إلى درجة أن سعدان كان يُردّد قائلا: “هذه هي الكرة الحديثة التي لا تعتمد على الحفاظ عليها بل أن تمرّر بسرعة إلى الزميل”، و هي رسالة واضحة من سعدان حتى يكونوا مثل لاعبي سلوفينيا في عدم الإحتفاظ بالكرة دون جدوى، ما جعله يكرّر اللقطات التي كان فيها لاعبو سلوفينيا يقومون بتمرير الكرة فيما بينهم لوقت طويل وبطريقة أعجبت كثيرا عناصرنا وجعلتهم يتأكدون أنهم سيواجهون منتخبا محترما بأتم معنى الكلمة. نقطة ضعفهم في وسط الدفاع وخلص الجميع في اجتماع المعاينة الذي كان الأول من نوعه بخصوص مباراة الأحد المقبل، أن سلوفينيا رغم امتلاكها مستوى محترما وأنها لم تتأهل إلى “المونديال“ صدفة، إلا أنها تملك نقاط ضعف أهمها أن وسط دفاعها ثقيل نوعا ما ويرتكب أخطاء كثيرة، ما جعل سعدان يأمر مهاجميه باستغلال هذا الأمر ومحاولة التوغل من وسط الدفاع، لأن ذلك ممكنا بالنظر للأهداف التي تسجل على هذا الفريق، كما أن سعدان ظل يتحدّث لمهاجميه أنهم يجب أن يكونوا أول المدافعين ويبحثون عن الأخطاء التي قد يرتكبها المدافعون في نقل الكرة إلى لاعبي الوسط. الإجماع على قوّة سلوفينيا والبعض متخوّف من هذه المباراة وقبل نهاية الإجتماع الخاص بمعاينة المنتخب السلوفيني، ظهر على اللاعبين أنهم انبهروا كثيرا بما شاهدوه لدى المنتخب السلوفيني من مستوى، خاصة أن الكثير من العناصر الوطنية كان يعتقد أن منافس الجزائر يوم الأحد المقبل متواضع نوعا ما، لكن المقتطفات التي اختارها الطاقم الفني وشاهدها اللاعبون مع سعدان كشفت أن “الخضر” سيجدون منافسا عنيدا ويملك قدرات كبيرة، الأمر الذي جعل التخوّف باديا على بعض العناصر التي اعتبرت في البداية أن لقاء سلوفينيا لن يكون صعبا قبل أن تتفاجأ بالمستوى الراقي لهذا الفريق.