لا تزال تداعيات الانهزام الأخير الذي مني به أشبال المدرب حموش في مباراتهم أمام "الموب" في ملعب الوحدة المغاربية ببجاية يلقي بضلاله على الفريق السعيدي خاصة أن الجميع كان يأمل في استمرارية النتائج الايجابية، خاصة أن الفريق لم ينهزم منذ سبع جولات قبل اللقاء الأخير الذي كان للفريق في الجولة الماضية، فالمولودية التي تمتلك 23 نقطة في رصيدها لا تزال في منطقة الخطر خاصة أن مروانة والمحمدية فازا بلقاءيهما، وهو الأمر الذي يحتم على الطاقم الفني واللاعبين التعامل بجدية مع المواجهات المقبلة والبداية بمواجهة أمل مروانة في لقاء نهاية هذا الأسبوع بملعب 13 أفريل بسعيدة. تعزيز الدفاع لم يجد نفعا مع مهاجمي بجاية ويرى البعض الآخر من الأنصار الذين تابعوا المواجهة أن الأسلوب الذي أدار به الطاقم الفني هذا اللقاء كان أحد الأسباب التي أدت إلى هذه الهزيمة حيث أن إشراك خمسة مدافعين وهم: مقني، بن ثابت، عوامر، عدادي ومقداد ولاعبي استرجاع قنيفي ودويشر في هذه المواجهة دفعة واحدة جعل الضغط يكون شديدا من البجاوية على منطقة الحارس بوهدة، فالاعتماد على تعزيز الخط الخلفي في هذا اللقاء جعل الفريق يدفع الثمن غاليا خاصة أن الفرصة كانت مواتية من أجل القفز إلى مرتبة أحسن لو تحقق الفوز. طريقة تسجيل الهدف الأول أثرت في اللاعبين من جهة أخرى يرى الطاقم الفني والمسيرون أن الهدف الأول للبجاوية الذي سجله اللاعب عمران أثر كثيرا في معنويات اللاعبين، خاصة أن اللاعب -حسب الحاضرين- كان متسللا حتى أنه لم يعبر عن فرحته بالهدف منتظرا قرار الحكم مريد الذي أقر بشرعيته، فالصمود لمدة 42 دقيقة وتلقي هدف بتلك الطريقة جعل اللاعبين ينهارون معنويا لإدراكهم أن العودة في النتيجة تتطلب تضحيات أكبر. كما أن الفريق يمكن أن يتلقى المزيد من الأهداف بعد ذلك. انعدام الفعالية حرم "الأمسياس" من تحقيق نتيجة إيجابية كما يجزم العديد من الأنصار القلائل الذين تابعوا المواجهة في مدرجات ملعب الوحدة المغاربية أن الشوط الثاني كان أفضل، حيث سيطرت المولودية في أغلب فترات هذا الشوط وأتيحت عدة فرص سانحة للتسجيل إلا أن غياب الفاعلية وليس نقصها كما أكدوا حرمت الفريق من توقيع هدفين على الأقل، خاصة في لقطتي المهاجم بوخاري في الدقيقة 57 والبديل بلة في الدقيقة 67 حين كانت النتيجة لصالح المحليين بهدف مقابل صفر والذين شعروا بعدها بالخطر ونظموا صفوفهم من أجل تسجيل هدف الاطمئنان وهو ما سمح لهم بتأكيد هذا الفوز على المولودية بعد الفوز المحقق في مرحلة الذهاب. ... وغياب ثلاثة لاعبين أساسيين أثّر كثيرا من جهة أخرى، فإن غياب ثلاثة لاعبين أساسيين عن الفريق في هذه المواجهة يعد سببا آخر في تلقيه هذه الهزيمة لأن الغيابات هذه المرة أثرت مباشرة في الأداء العام للتشكيلة، حيث تنقلت مولودية سعيدة إلى مدينة بجاية منقوصة من خدمات ثلاثة لاعبين أساسيين ويتعلق الأمر بالظهير الأيمن الحجاري قادة الذي تلقى بطاقة حمراء في لقاء اتحاد البليدة، بالإضافة إلى وسط الميدان عاتق الذي تعرض إلى إصابة في اللقاء نفسه والأمر نفسه مع زميله قبايلي الذي لا زال لم يشف من إصابته بعد، ويبقى هو الآخر خارج الحسابات إلى غاية اندماجه مع المجموعة وتعافيه بصفة كلية من آثار الإصابة التي أبقته بعيدا عن مباريات المولودية طيلة مرحلة العودة وينتظر أن يعود اللاعبان عاتق والحجاري في المواجهة القادمة فيما لا يعلم إلى حد الآن تاريخ عودة اللاعب قبايلي لتعقد إصابته (تمزق عضلي على مستوى عضلة الفخذ). "الموب" كانت الأفضل من جميع النواحي وهناك بعض الأنصار الذين تحدثوا بواقعية عن الهزيمة الأخيرة للمولودية أمام "الموب"، والتي قالوا بشأنها إن الفريق المنافس كان أفضل من فريقهم من جميع الجوانب فهو يمتلك لاعبين يتميزون بخبرة كما حافظ على الطاقم الفني منذ منتصف الموسم الماضي والأمر نفسه فيما يخص اللاعبين الذين أكدوا أن البجاوية حافظوا على اغلب لاعبيهم عكس المولودية، فاللقاء عرف – يضيف هؤلاء الأنصار – فوز المحليين في كل الصراعات الثنائية كما تحلى لاعبو بجاية بالرغبة الشديدة من أجل الفوز وهي كلها عوامل ساعدتهم في الظفر بالنقاط الثلاث، مؤكدين أن "الموب" لم تسرق الفوز بل كان مستحقا. نتيجة ايجابية في مروانة تعيد الأمور إلى نصابها ويرى الجميع أن الهزيمة الأخيرة أمام "الموب" تتطلب وقفة تأمل والبحث عن أسباب هذه الهزيمة وعدم التشكيك في قدرة اللاعبين على رفع التحدي بسبب حساسية المرحلة المقبلة، فتحقيق نتيجة ايجابية أمام مروانة نهاية الأسبوع الحالي بملعب 13 أفريل من شأنه أن يعيد الأمور إلى نصابها، وهي الغاية التي سيعمل على تحقيقها الطاقم الفني واللاعبين خلال هذا اللقاء، وهي المهمة التي شرع الجميع في التحضير لها ابتداء من حصة الاستئناف التي ستكون اليوم بملعب 13 أفريل بعد أن منح المدرب حموش لاعبيه يومين راحة. --------------------------------------- قميدي: "الهدف الأول حطمنا ونقاط مروانة لا نقاش فيها" أعرب مدرب الحراس قميدي أن الفريق دخل جيدا في المواجهة الأخيرة التي تمكنا فيها – كما قال - من امتصاص ضغط البجاويين في أغلب فترات الشوط الأول، إلا أن طريقة تسجيل الهدف الأول الذي لم يكن شرعيا بداعي التسلل أثّر في معنويات اللاعبين بدليل أن الفريق المنافس أتيحت له فرص أخرى بعدها لتوقيع المزيد من الأهداف لم يتمكن من استغلالها بطريقة جيدة. "ضيعنا العديد من الفرص السهلة" ومن جهة أخرى، أكد مدرب الحراس أن التشكيلة تداركت في الشوط الثاني بالنظر إلى الطريقة الهجومية التي تبناها المدرب حموش من خلال تغيير المدافع مقداد باللاعب بلة وإقحام المهاجم كفي وزميله بن عبد القادر، إلا أن نقص الفاعلية مرة أخرى حرمنا من تحقيق التعادل على الأقل في هذه المواجهة عكس "الموب" الذي استغل جيدا الفرص التي أتيحت له في هذه المواجهة. "أدينا مباراة مقبولة" وأضاف "قميدي" أنه بغض النظر عن النتيجة النهائية التي انتهى عليها اللقاء، فإنه يرى أن أشباله قدموا مباراة مقبولة حيث كانت الندية حاضرة بين اللاعبين، مضيفا أن الفريق المنافس كان أكثر إصرارا منا لنيل النقاط الثلاث واستغل الفرص المتاحة له جيدا عكس لاعبينا –مثلما قال- الذين تشتت تركيزهم في بعض الفترات وغابت فعاليتهم أمام مرمى الحارس طوال. "يتوجب علينا الفوز أمام مروانة" واختتم مدرب الحراس حديثه لنا بأن النتيجة الأخيرة تفرض التحضير الجيد للمواجهة المقبلة أمام مروانة، خاصة أن المنافس يتواجد في المرتبة نفسها معنا، ولهذه الأسباب –قال اللاعب- تعتبر مواجهتنا المقبلة مصيرية خاصة أن الفوز بها يبعدنا مؤقتا عن المراتب الأخيرة ونتمكن من تخطي خمسة فرق على الأقل في حال نجاحنا في تحقيق الفوز وهو الأمر الذي سنبلغه للاعبين ابتداء من حصة الاستئناف التي ستجري اليوم في ملعب 13 أفريل. "حموش سيشرف على حصة الاستئناف" أما بالنسبة للمدرب حموش الذي عانى كثيرا من الزكام الحاد قبل وأثناء المباراة، فقد أكد بشأنه مدرب الحراس أن المدرب الرئيسي سيكون حاضرا في حصة اليوم بعدما أبلغني هاتفيا بتحسن حالته، مضيفا أن الظرف الحالي الذي يتواجد فيه الفريق يفرض منا التضحية جميعا لاعبين وطاقم فني ومسيرين، بالإضافة إلى الأنصار الذين دعاهم لمساندة الفريق في المواجهات المقبلة وهذا من أجل تحقيق هدف البقاء قبل نهاية البطولة بجولات عديدة. ------------------------------------------- اللاعبون يستأنفون تدريباتهم اليوم تعود تشكيلة مولودية سعيدة مساء اليوم إلى أجواء التدريبات من جديد بعد النتيجة السلبية التي سجلتها في آخر لقاء لها برسم الجولة الماضية. وقد فضّل المدرب حموش منح يومين راحة للاعبيه قصد استرجاع أنفاسهم ورفع معنوياتهم المحبطة خاصة أن اللقاء جرى فوق أرضية ثقيلة جدا بسبب الأمطار التي تهاطلت. ومن المنتظر أن يبرمج المدرب السعيدي حصتين تدريبيتين صبيحة الغد، الأولى بقاعة تقوية العضلات التابعة للمركب الرياضي 13 أفريل 1958 على أن يخصص حصة المساء للجانب الفني في ملعب الإخوة براسي.