لم يهضم لاعبو المنتخب الجزائري، خاصة الركائز، ما جاء في صحيفة “لبيراسيون” الفرنسية التي نشرت مقالا استهزأت فيه بعناصر المنتخب الجزائري، حيث وصفتهم بأقبح النعوت وكأن الأمر يتعلق بخسارة منتخب بلادها. وقد شكّل ذلك المقال صدمة عند اللاعبين الذين لم ينتظروا أن يأتي الشتم من صحيفة فرنسية وأن تتجاوز الحدود إلى حد التدخل في أمور شخصية للاعبين كانت بعيدة عن النقد الرياضي. وفي هذا الشأن، تحركت أطراف من الاتحادية لتندد بما جاء في هذه الصحيفة ليأتي الاعتذار من رئاسة تحرير هذه الصحيفة في اليوم الموالي من صدور المقال الذي أثر كثيرا في معنويات اللاعبين الذين صدموا بعد هزيمة سلوفينيا من الشتم الذي تعرضوا له في هذه الصحيفة أكثر من وقع الهزيمة فوق الميدان. بوڤرة أكثر المتأثرين من الإنتقادات وقد كان مدافع “ڤلاسڤو رانجيرز” مجيد بوڤرة أكثر اللاعبين تأثرا بما جاء في هذا المقال بالنظر إلى تعمّد كاتب المقال الاستهزاء ببنيته المورفولوجية واستخدام ألفاظ وتشابيه جارحة غير مقبولة وغير احترافية. كما امتد هذا الشتم والاستخفاف إلى يبدة وزياني بسبب تحليقتهما الخاصة، وشاوشي وغزال بسبب الأخطاء المرتكبة في المباراة. حتى سعدان لم يسلم من الإنتقاد وقد نال المدرب سعدان نصيبه من الانتقاد في هذا المقال، حيث لم يسلم من الانتقادات التي وجهت للمنتخب بعد خسارة سلوفينيا وأعابت عليه الصحيفة محدوديته في تسيير المنتخب واعتبرته مدرب “تاع لبلاد”. وقد كانت الانتقادات جارحة وأكثر حدة من الانتقادات التي تعرض لها المدرب سعدان من طرف الصحافة الجزائرية التي في كل مناسبة يؤكد أنها ذاتية و”تخلطلو”، رغم أن ما يكتب في الجرائد الجزائرية لم يتجاوز الجانب الفني وهو نابع من حب الصحفيين لمنتخب بلادهم عكس الإعلام الفرنسي الذي كانت انتقاداته الجارحة مجانية. إشاعة أن صاحب المقال أصله مصري وقد حاول اللاعبون والوفد الجزائري معرفة هوية صاحب المقال الذي كتب بروح انتقامية وكأنه لا يحمل لاعبي المنتخب في القلب. وقد انتشرت إشاعة أن صاحب المقال صحفي من أصل مصري واستغل الإخفاق ليكتب مقاله في هذه الصحيفة بروح استهزائية وهي أخبار غير صحيحة، وهناك احتمال كبير أن يكون وراء هذا المقال صحفي فرنسي يتعاون مع هذه الصحيفة لم يسمح له بدخول فندق “الخضر” فثأر بطريقته الخاصة مباشرة بعد خسارة المنتخب الوطني أمام سلوفينيا. عنتر ينوب عن زملائه ويُندّد بما كُتب وقد استغل قائد “الخضر” عنتر يحيى فرصة لقاء اللاعبين برجال الإعلام أول أمس ليوجه تنديده باسم اللاعبين لما كتب في الصحيفة الفرنسية وبلهجة حادة طالب من الصحفيين الفرنسيين الاهتمام بمشاكل منتخب بلادهم، وهي رسالة أراد أن يكشف فيها اللاعب عن توتر العلاقة بين اللاعبين وبعض الصحفيين الفرنسيين الذين كان بعض لاعبينا يلهثون لإجراء حوارات معهم. اللاعبون يعتزمون الرد فوق الميدان وقد كشف القائد عنتر يحيى أن ما كتب هو شتم في حق اللاعبين الجزائريين وإنقاص من قيمة اللاعبين، وقد زادت هذه الانتقادات من رغبة اللاعبين في الرد على الصحافة الفرنسية فوق الميدان بلعب مباراة قوية أمام إنجلترا لإسكات أصوات وأقلام الصحفيين لأن مهزلة أمام أشبال كابيلو ستسيل الكثير من الحبر عند الصحفيين الفرنسيين الذين يريدون وصاية إعلامية على المنتخب الجزائري لأنه مكوّن من لاعبين تكوّنوا في فرنسا. المسؤولية أصبحت أثقل أمام العرب والغرب وقد أدرك اللاعبون بعد خسارة سلوفينيا أن المنتخب الجزائري أصبح محل اهتمام الإعلام العربي باعتباره الممثل الوحيد للعرب في هذا المونديال وحتى وسائل الإعلام الغربية خاصة الفرنسية والإنجليزية التي تتابع مشوار “الخضر” في هذا المونديال، وهو ما يزيد من حجم المسؤولية على اللاعبين الجزائريين في هذا المونديال الإفريقي. مواجهة إنجلترا مباراة الشرف للاعبين قد يُساهم المقال الجارح الذي صدر في حق لاعبي “الخضر” في تحفيز اللاعبين ودفعهم للعب مباراة قوية ومشرفة لأن رفقاء زياني عوّدونا على الرد في الأوقات الصعبة كما كان الحال في مباراة مصر وبعد ثلاثية مالاوي، حيث أصبحت مواجهة إنجلترا مواجهة لرد الاعتبار للاعبين. الفرنسيون لم يتحمّلوا تفضيل المغتربين بلدهم الأصلي هذا هو التساؤل الذي كان يطرحه أعضاء الوفد الصحفي الجزائري عقب صدور المقال، حيث تذكر الزملاء المعاملة التي تلقوها في دورة أنغولا بعدما انتقدت الصحافة خسارة مالاوي وقاطعها اللاعبون رغم أن النقد لم يتجاوز الإطار الفني، ولكن الأقلام الفرنسية كشفت عبر مقال صحيفة “لبيراسيون” نظرتها الحقيقية والاحتقارية لمن فضّل اللعب لبلده الأصلي ما دام أن بودبوز، يبدة، مغني وآخرون اختاروا الجزائر على البلد الذي كوّنهم منذ الفئات الشبانية.