يواصل اتحاد العاصمة تحضيراته العادية لبقية المشوار الذي لم يكن جيدا، لأن الفريق يحتل حاليا المركز العاشر وهي مرتبة لم يتعوّد على احتلالها الاتحاد الذي كان في الماضي القريب يفوز بالبطولات، وفي أسوأ الأحوال كان يتواجد مع الخمسة الأوائل غير أن المشكل الموسم الماضي وهذا الموسم هو تراجع النتائج بشكل رهيب ما جعل الفريق يحتل وسط الترتيب، وفي بعض الأحيان يتواجد مع أصحاب المؤخرة، وهو الأمر الذي أدخل الشك في نفوس الأنصار الذين تأكدوا مع مرور الوقت أن هذا الفريق لم يعد له وزن يؤهله حتى يُنافس على الأدوار الأولى وبات الرئيس عليق مطالبا بإيجاد الحلول التي تجعل فريقه ينهي الموسم مع الأوائل ولمَ لا التتويج بلقب الكأس الذي لا يراه الكثير هدفا، إلا أن الوضعية الحالية للفريق جعلتهم يطالبون بهذا اللقب حتى لا يخرج صفر اليدين هذا الموسم. البداية بالإحتفاظ ب مواسة رغم المعارضة الشديدة أول خطأ وقع فيه الاتحاد هذا الموسم هو الإبقاء على الطاقم الفني السابق بقيادة كمال مواسة الذي قاد الاتحاد في بداية مرحلة الذهاب وسجل نتائج متذبذبة، لكنه فشل في النهاية في التواجد مع الأربعة الأوائل وهو الأمر الذي جعل البعض يطالب برحيله، غير أن الرئيس عليق فضل الاستقرار، لكنه لم يكن يعلم أن المدرب مواسة لا يفاهم مع عدد من اللاعبين وهنا مكمن الخلل، فمن غير الممكن أن ينجح فريق ما في التألق إذا كان الخلاف حادا بين اللاعبين والطاقم الفني والنتيجة هي أنه لم يعمّر إلا جولتين وغادر. وكان على عليق –حسب المتتبعين- أن يدرس هذا المشكل منذ البداية قبل أن يخسر الفريق ثلاث نقاط ثمينة في أولى مباريات الموسم على أرضه. الإحتفاظ ب بن عوامر وتضييع مكاوي... وأخطاء في الإستقدامات من جانب آخر، كان الرئيس عليق قد ارتكب بعض الأخطاء فيما يخص الاستقدامات والتسريحات وهو أمر عادي يحدث لكل الرؤساء، لكن المشكل كان فيما يخص اللاعبين الذين سرّحهم والذين تم الاحتفاظ بهم، فتسريح لاعب من أبناء الفريق وهو زين الدين مكاوي الذي لم يكن يكلّف الكثير واستقدام عناصر ربما من المستوى نفسه أو أقل مقابل دفع أموال إضافية، خطأ أضر بالفريق –حسب المتتبعين. من جانب آخر تم الاحتفاظ بلاعب لم يكن يصر على الرحيل وهو أكرم بن عوامر، فاللاعب ضيّع نفسه والفريق خسر الكثير لأن بن عوامر كان يريد الرحيل لكنه وجد نفسه مع اللاعبين المحتفظ بهم. وبعد رحيل مواسة جاء سعدي الذي طلب من عليق عدم الاحتفاظ به، فما كان على اللاعب إلا الرحيل قبل أن يتم تسريحه وطالب بأوراقه، أما بعض الأخطاء الأخرى –حسب العارفين بخبايا الفريق- فتتمثل في استقدام لاعب مثل كفايفي الذي وجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها حيث لم يشارك فقرر الرحيل في صمت، وعليه فإن عملية الاستقدامات بداية الموسم لم تكن مدروسة جيدا خاصة في ظل تحديد عدد الإجازات. 11 نقطة ضُيّعت في بولوغين وهذا غير معقول بعد انطلاقة الموسم بدأت الأخطاء تتوالى، فبعد تلقي أول هزيمة في الموسم على أرضية ملعب عمر حمادي، وجد الاتحاد نفسه في راحة من ناحية النتائج وبدأ يسجل عودة قوية لكن تلك العودة لم تدم طويلا وبدأ الفريق في تسجيل سلسلة من التعثرات خاصة التعادلات داخل الديار التي بلغ عددها أربعة تعادلات كلفت ثماني نقاط كاملة، تضاف إليها الهزيمة أمام وداد تلمسان ما جعل الفريق يضيع 11 نقطة كاملة على أرضه وأمام جمهوره، وهذا أمر غير مقبول، فالاتحاد تعوّد على لعب الأدوار الأولى وجلب عدد كبير من النقاط من خارج القواعد فإذا به يضيّعها هذا الموسم في ملعبه. لكن الأمر الذي يجب الإشارة إليه هو أن الفريق استطاع جلب بعض النقاط من خارج القواعد بلغ عددها خمس، أما الانتصارات فلم تتعد فوزا واحدا في “داربي“ عاصمي أمام الجار نصر حسين داي. “الداربيات” لم تكن مربوحة كالعادة ورغم أن الاتحاد تمكن من العودة بفوز من خارج الديار على اعتبار أن النصرية كانت المستقبلة في “الداربي“، إلا أنه عموما المباريات المحلية لم تكن نتائجها جيدة، فمن أربع مباريات في العاصمة ظفر الاتحاد بست نقاط من فوز وثلاث تعادلات، وهو ما يعتبر غير مقنع لأن الاتحاد كان يعتمد على نقاط المباريات المحلية للفوز بالألقاب، لذا فإن تضييع نقاط في العاصمة لم يسمح له بالتواجد مع الأوائل. وهي النقطة السلبية هذا الموسم التي ساهمت في تواجد نادي سوسطارة في وسط الترتيب بعيدا عن التنافس عن المراتب الأولى. النادي الذي يريد لعب الأدوار الأولى عليه عدم تضييع أي نقطة في الديار وعلى ضوء ما سبق، فإن الاتحاد لديه فرصة للعودة إلى الواجهة والتواجد على الأقل مع الخمسة الأوائل خاصة أن منافسة الكأس العربية ستعود الموسم المقبل، ومن ثمّ على الاتحاد استغلال كل مباريات العاصمة للعودة إلى المراتب الأولى. وبغض النظر عن المستقبل، فإن الاتحاد مطالب بالفوز بكل “الداربيات“ خلال مرحلة الإياب التي من خلالها سيكون بإمكانه استعادة ولو بعضا من بريق الماضي. ------------------------------------------------------------------------ بسبب وجودهم في المنتخب الوطني للمحليين... ريال، شكلام، آيت واعمر وخوالد لن يُحضّروا لقاء الكأس سيكون من الصعب على مدرب إتحاد العاصمة نور الدين سعدي التحضير كما ينبغي للقاء الكأس في ظل غياب شكلام، آيت واعمر، ريال وخوالد بسبب وجودهم مع المنتخب الوطني للمحليين ابتداء من اليوم إلى غاية نهاية الأسبوع. وسيلتحق هذا الرباعي بتدريبات الفريق في بولوغين عشية التنقل إلى أم البواقي لمواجهة إتحاد الشاوية لحساب الدور ال 16 من كأس الجمهورية، وهي المنافسة التي يسعى فيها أصحاب الزي الأحمر والأسود إلى التتويج بها بما أن لقب البطولة أضحى بعيدا إن لم نقل مستحيلا. سيتركون فراغا كبيرا وسيترك غياب خوالد وزملاؤه فراغا كبيرا في التدريبات، باعتبار أن كل واحد منهم أساسي كما أن الروح الجماعية في الفريق تتطلب وجود الجميع، خاصة أن التشكيلة تمرّ بوضعية حرجة بدليل عدم تحقيق أي فوز في المباريات الثلاث الأخيرة. وفي انتظار الانطلاقة الحقيقية في البطولة ينوي زملاء حميدي التعويض في الكأس ورفع المعنويات بتأهل يعيد البسمة إلى شفاه “المسامعية“ الذين اشتاقوا لرؤية فريقهم يحقق نتائج باهرة مثلما تعوّد كل موسم. شكلام وخوالد أكبر المستفيدين على الرغم من أن التربص الذي سيقيمه مدرب المنتخب الوطني للمحليين عبد الحق بن شيخة مفيد جدا لكل اللاعبين، خاصة أولئك الذين أعاد وضع الثقة فيهم من جديد على غرار آيت واعمر وشكلام، إلا أن هذا الأخير سيكون الأكثر حظا مقارنة بزملائه في الإتحاد إلى جانب زميله خوالد لأنهما معاقبان بلقاء واحد وعليه فلن يكونا معنيين بمباراة إتحاد الشاوية في الكأس وهو ما يسمح لهما بتقديم كل ما لديهما في تربص “الخضر“ الذي يعتبر فرصة سانحة لكل واحد منهما حتى يؤكد أحقيته بمكانة في المنتخب المحلي الذي أضحى بوابة رئيسية للمنتخب الوطني الأول بقيادة الشيخ سعدان الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة فيما يخص المحليين. ترقية بعض الأواسط لأجل سد الفراغات وسيكون سعدي مضطرا مرة أخرى للاستعانة ببعض لاعبي الأواسط في تحضيرات الفريق هذا الأسبوع للقاء الكأس بما أن تعداده ناقص من اللاعبين الأربعة الموجودون مع منتخب المحليين بالإضافة إلى إصابة البعض الآخر على غرار عشيو، ما يعني أن الحل سيكون في بن محمد، زيتوني ولم لا بايتاش الذي أصبح واحدا من أبرز اللاعبين في صنف الأواسط بحكم أنه يقدم مستويات كبيرة ويسجل أهدافا كثيرة على الرغم من أنه ليس مهاجما حقيقيا، مساهما بقسط كبير في وصول فريقه إلى المرتبة الأولى. ويعلم سعدي جيدا أنه لا خوف على الإتحاد بوجود الخلف شريطة الاعتناء بهم ومنحهم الفرص أكثر. سعدي يعتمد كثيرا على الرباعي الدولي وتعتبر الدعوة التي وجهها بن شيخة إلى خوالد، ريال، آيت واعمر وشكلام دليلا قاطعا على جاهزيتهم وتؤكد كذلك أن سعدي لم يخطئ عندما اعتمد على هؤلاء اللاعبين منذ بداية الموسم في تشكيلته الأساسية، سواء داخل القواعد أو خارجها، خاصة ريال وآيت واعمر اللذان يعتبران الأكثر المشاركة هذا الموسم (إلى جانب الحارس عبدوني) ب 19 مواجهة من أصل 21 لعبها الفريق، في انتظار مواجهة الكأس التي يأمل الكل تقديم مستوى جيد فيها وتحقيق الفوز الذي يسمح بالمرور إلى الدور ثمن النهائي. 3 مدافعين من الإتحاد في المنتخب والمشكل قائم!؟ والملاحظ أن بن شيخة استدعى ثلاثة مدافعين من إتحاد العاصمة للالتحاق بالتربص الذي ينطلق اليوم بالعاصمة ويتعلق الأمر بكل من ريال، شكلام وخوالد، ما يعني أن دفاع الفريق يضم أحسن العناصر على المستوى المحلي، لكن ما لم يفهمه الجميع هو عدد الأهداف التي يتلقاها النادي في كل مرة في الدقائق الأخيرة سواء في بولوغين أو خارجه وهو المشكل الذي لم يجد له سعدي أي حل منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية رغم أنه لطالما أشاد بخطه الخلفي الذي يضم أسماء بارزة. ----------------------------------------------------------------------------- آيت واعمر:“لم نقل بعد كلمتنا في البطولة ولن نُفرّط في الكأس أبدا” هل تعافيت كليا من الإصابة التي تعاني منها؟ لقد زالت الآلام ما يعني أني شفيت من الإصابة التي تعرضت لها وهو ما أراحني، كما تدربت في بعض الحصص التدريبية الأخيرة وهو الأهم بالنسبة لي. وأين وصلت تحضيراتكم؟ نحن نتدرب ونحضر كما ينبغي لما ينتظرنا من مباريات لأجل الظهور بوجه مشرف مستقبلا، والبداية بلقاء الكأس أمام إتحاد الشاوية الأسبوع المقبل، الذي نسعى لتحقيق الفوز لرفع المعنويات أكثر. ألم يقلقكم تأجيل لقاء سطيف؟ صحيح أننا أردنا مواجهة وفاق سطيف ولم يكن يهمنا المنافس، بقدر ما كان يهمنا تقديم مباراة كبيرة وتحقيق الفوز قبل الدخول في منافسة الكأس، لكن الأمور ليس بيدنا فالوفاق بصدد المشاركة في منافسة قارية وتمثيل الجزائر ونتمنى له كل التوفيق، وفيما يخص فأرى أن أسبوعا آخر سيكون في صالحنا لتحضير لقاء الكأس بكل راحة. ما هي الأسباب التي جعلت الفريق ينهزم في لقاء بجاية الأخير رغم أنك لم تشارك؟ لم أستطع المشاركة بسبب الإصابة لكنني شاهدت اللقاء في شاشة التلفزيون، وأعترف أن زملائي لم يقدموا الكثير في الهجوم لكنهم استماتوا في الدفاع وشارك في ذلك كل اللاعبين، وأرى أن ركلة الجزاء قاسية لأنها جاءت في الدقيقة الأخيرة حيث كنا أقرب إلى تحقيق التعادل والعودة بنقطة ثمينة، بحكم أن المنافس من بين أحسن الأندية هذا الموسم و المرتبة التي يحتلها دليل على ذلك. و كيف ترى مهمتكم في لقاء الكأس أمام إتحاد الشاوية؟ في منافسة الكأس لا يوجد فريق صغير وآخر كبير لأننا تعودنا على حدوث مفاجآت فيها، وما علينا إلا التحضير بكل قوة ودخول المباراة من أجل تحقيق الفوز وضمان التأهل إلى الدور المقبل، لأننا نسعى جاهدين لتعويض إخفاقاتنا في البطولة مؤخرا ورفع المعنويات، كما أن اسم الفريق يحتم علينا اللعب إلى آخر قطرة من دمنا في منافسة الكأس، لأن الإتحاد له تقاليد فيها وعلينا المحافظة عليها والذهاب بعيدا. ألا تخشون الضغط في أم البواقي بما أنكم ستلعبون في ملعب المنافس؟ هذه هي القرعة واتحاد العاصمة فريق محترف ونحن لا نخشى الضغط الذي سيفرض علينا، لأننا حضرنا كما ينبغي ولا مجال لنا للخطأ لأننا لن نفرط أبدا في الكأس، وأريد أن أضيف شيئا. تفضل... صحيح أننا تعثرنا كثيرا في الجولات الأخيرة وسنسعى للتعويض في منافسة الكأس، ولم نقل بعد كلمتنا في البطولة وكلنا عزم على تعويض ما فاتنا وحصد أكبر عدد ممكن من النقاط، لكي نحتل مرتبة مشرفة تسمح لنا بالمشاركة في منافسة دولية الموسم المقبل. تلقيت دعوة من بن شيخة للالتحاق بالمنتخب الوطني للمحليين من جديد، هل من تعليق؟ لقد فرحت كثيرا بهذه الدعوة لأنني غبت عن آخر تربص بسبب خيارات المدرب التي أحترمها، وهذه فرصتي لكي أعوض كل ما فاتني وسأكون عند حسن ظن بن شيخة الذي جدد ثقته في شخصي وهذا يحفزني للعمل أكثر. ألا تخشى أن يؤثر فيكم هذا التربص قبل لقاء الكأس أمام الشاوية؟ ليس هناك أي مشكل فالتحضير مع المنتخب لا يختلف عن التحضير مع النادي ومدربنا سعدي يدرك جيدا أننا نتدرب كما ينبغي مع بن شيخة حتى نكون أحسن في المستقبل، والبداية بلقاء إتحاد الشاوية.