لطالما ظل المهاجم رفيق جبور يشتكي من عزلته في الهجوم خلال المباريات السابقة، ولطالما أيضا ظلّ يبرر أسباب إخفاقه في التهديف بأنّ الكرات لا تصله من رفاقه اللاعبين، وبأنه لا يحصل على أي فرصة كي يدك مرمى المنافس، يومها تفهّمناه وتفهّمنا أعذاره، لكننا لن نجد هذه المرة أي أعذار تبرر إخفاقه في التهديف أمس أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأن مهاجم “آيك أثينا” اليوناني وصلته ستّ كرات كاملة في منطقة العمليات، لم يستغل ولا واحدة منها، رغم أنه كان في معظمها في وضعية سانحة للتهديف. فرصة العارضة لا تُضيّع بداية الفرص التي أتيحت لجبور كانت أولاها في الثانية العشرين عندما تلقى كرة جميلة من مطمور، صوبها خارج الإطار، قبل أن تأتيه فرصة من ذهب بعدها بدقائق قليلة حيث وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس المنافس، غير أن مراقبته الكرة بالصدر لم تكن جيدة وارتطمت بعدها تسديدته على الطائرة بالعارضة الأفقية، مضيعا بذلك فرصة لا تعوض، فرصة افتتاح باب التسجيل وتوريط المنافس وخلط أوراقه منذ البداية. ما ضاع بعدها ليس بقليل كرة ثالثة وصلت جبور بعدها داخل منطقة العمليات، لكنه أهدرها بسرعة ولم يقدر على التحكم فيها، ثم جاءت منه رأسية مرت جانبية رغم وضعيته الجيدة للتهديف، أما الفرصة الأخرى التي لا تضيع تلك التي أتيحت له في اللحظات الأخيرة من المرحلة الأولى، حيث تلقى توزيعة رائعة من بلحاج الذي وضع الكرة فوق رأسه، فما كان على جبور إلا أن يضع جبهته لكي يستقبلها وتتحول إلى الشباك، غير أنها مرت من رأسه وسط ذهول سعدان، أعضاء طاقمه، الأنصار ورفاقه اللاعبين. السادسة عجّلت بخروجه واستبداله ب غزال وفي الشوط الثاني وزع له بلحاج كرة على طبق، كرة كان عليه أن يضع فيها قدمه فقط كي تزور مرمى المنافس، غير أن مدافع المنافس كان أسرع منه وفوت عليه الفرصة، وبعدها بدقائق وبعدما تأكد سعدان من أن مهاجمه لن ينفعه في شيء، قام باستبداله بالعائد من العقوبة عبد القادر غزال الذي لم تتح له نفس الفرص التي أتيحت لجبور، هكذا لا مبرّرات له ولا ندري الآن أي خرجة سيطل بها علينا جبور، الذي عذرناه وتفهّمناه في السابق وقلنا إن رفاقه يبخلون عليه بالكرات والتمريرات، لكنه وبعد الذي حدث أمس لن يكون أمامه أي مجال للتحجج، لأنه كان سببا من أسباب إقصائنا بسبب الفرص التي أهدرها لا سيما تلك التي انفرد فيها بالحارس وصوب الكرة نحو العارضة الأفقية.