قد لا يختلف اثنان أن مسألة العارضة الفنية ل”الخضر” كانت الشغل الشاغل للعديد من الجزائريين في الآونة الأخيرة، وبعد أن زال الغموض التي اكتنف هذه القضية تحوّلت أحاديث الجزائريين إلى قضية الملعب الذي سيستقبل فيه “الخضر” منافسيهم، خاصة بعد قرار “الفاف” بتحويل الوجهة إلى ملعب 5 جويلية، وهو القرار الذي لمسنا فيه اختلافا في الآراء بين مؤيّد لعودة الأيام الزاهية إلى الملعب الذي شهد أفراح الجزائر وبين معارض لفكرة مغادرة تشاكر الذي تربطه بالجزائريين علاقة حب وطيدة، تولّدت في الاقصائيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010، وبين هذا وذاك يبقى الاختلاف سيد الموقف. ركائز المنتخب الوطني قد تعارض القرار ومما لا شك فيه هو أن اللاعبين قد يجدون الكثير من المبررات التي قد تجعلهم ينفرون من ملعب 5 جويلية والتشبث بملعب تشاكر بالبليدة، وهذا الذي وجدوا ضالتهم فيه، خاصة أن “عيبهم بان” في الملاعب الكبيرة وهو ما شاهده الجميع في المونديال الأخير وفي ملاعب واسعة، ما يدل على أن اللاعبين مطالبون بالتعوّد من الآن على كل المميزات التي ينفرد بها 5 جويلية على الملاعب الوطنية الأخرى، لأنهم وصلوا إلى العالمية-على حد تعبير بلومي- وأي كلام عن عدم تعوّد على أرضية الميدان أو ما شابه ذلك هو أمر لا يمكن تقبّله على الإطلاق ولا داعي من إكثار الكلام حوله. ما عدا خالف محي الدين، كل المدربين يرهبون 5 جويلية وهناك نقطة لا بد من الإشارة إليها، وهي أن ملعب 5 جويلية سيكون مملوءا بالعاصميين الذين لا يرضون بغير الأداء الجيد مع النتيجة الإيجابية، الأمر الذي تأكد منه الجميع لما كان جداوي وبعده كافالي عرضة لانتقادات لاذعة من طرفهم، وهو الأمر الذي قد يتكرّر مع سعدان - وهو ما لا نتمناه - لو يواصل على الطريقة التي لعب بها في المونديال. وتبقى الإشارة إلى أن محي الدين خالف هو المدرب الوحيد الذي كشف عن شجاعة لما استطاع قيادة الشبيبة إلى تتويج قاري (كأس “الكاف”) سنة 2000 أمام الإسماعيلي أمام أكثر من 100 ألف مناصر، كما كان عليه الحال دائما لما كان في فترة من الفترات مدربا ل”الخضر”. الهزيمتان غينيا وصربيا في الأذهان إضافة إلى كل هذا، وإذا استثنينا المواجهة التي فاز بها المنتخب الوطني وديا أمام الأوروغواي، بما أن منتخبنا في تلك الفترة كان في أوج عطائه ومن كل الجوانب، فإن الكثير من السلبيات طرأت على أداء “الخضر” بعد ذلك أمام صربيا، ما يعني أن لاعبي المنتخب الجزائري يجدون صعوبة في المباريات الحاسمة على غرار ما حصل أمام غينيا في عهد المدرب ميشال كافالي، إضافة إلى هزيمة صربيا التي ألقت بضلالها على أداء “الخضر” وتعرض وقتها سعدان إلى سلسلة انتقادات لاذعة من طرف أنصار “الخضر” قبل أسابيع عن مونديال جنوب إفريقيا، ما يجعل العديد من الجزائريين يطالبون من لاعبيهم أن يتخلّصوا من هذه العقدة التي لازمتهم منذ فترة طويلة. بلومي: “لاعبونا موندياليون، ولا عذر لهم في رفض 5 جويلية” وفي هذا الصدد كان لنا حديث مع لخضر بلومي صانع الألعاب الأسطوري للمنتخب الوطني سنوات الثمانينيات حول هذه النقطة، حيث صرح في هذا الشأن: “من غير المنطقي أن نتحدث عن قضية اسمها الملعب، خاصة أن الأندية التي يلعبون لها محترفة، ولهذا أطلب منهم أن يكونوا في مستوى تطلعات الجزائريين في 5 جويلية أو في أي ملعب آخر، هم الآن موندياليين ومن البديهي أن يواجهوا منافسيهم في كل الملاعب، ولا عذر لهم في رفض هذا الملعب أو ذاك، بما أن إمكاناتهم الحقيقية هي التي ستظهر في آخر المطاف على أرضية الميدان”. ڤندوز: “الاستقبال بالبليدة كان هدفه عرقلة المنافسين بسوء حالة الأرضية” وبالنسبة للمدافع السابق للمنتخب الوطني محمود ڤندوز فإن العودة إلى الاستقبال بملعب 5 جويلية قرار صائب، بحيث أوضح أن المستوى الحقيقي للمنتخب سيظهر في الملاعب الكبيرة، وأرجع ڤندوز تسجيل “الخضر” لنتائج ايجابية في التصفيات الماضية إلى أرضية ميدان ملعب مصطفى تشاكر التي أعاقت المنافسين -حسب رأيه- مثل منتخبي مصر وزامبيا وقال في هذا الأساس:”فوز المنتخب الوطني أثناء استقباله بملعب البليدة راجع إلى سوء أرضية الميدان التي أعاقت المنافسين مثلما حدث مع المنتخب المصري الذي وجد صعوبات في اللعب، الشيء نفسه بالنسبة للمنتخب الزامبي” وضرب ڤندوز مثالا في هذا السياق بالأندية الجزائرية التي تستعمل طرق ملتوية للفوز بالمباريات ضد الأجانب حيث قال: “مثلا الأندية تستعمل طرقا غير رياضية للفوز على نظيراتها الإفريقية مثل تبليل الأرضية ...الخ”. ورفض محمود ڤندوز إرجاع عدم استقبال المنتخب الوطني في ملعب 5 جويلية إلى الخوف من ضغط الجماهير العاصمية. مغارية: “العودة إلى 5 جويلية أحسن من تشاكر” ضم المدافع المحوري السابق للمنتخب الوطني فضيل مغارية صوته للاتحادية الجزائرية التي قررت برمجة كل لقاءات المنتخب الوطني في مرحلة التصفيات الخاصة بنهائيات كأس أمم أفريقيا بملعب 5 جويلية، حيث قال: “إن ذلك سيسمح للاعبين بالتعود على الملعب الواسع لتطوير قدراتهم الفنية والبدنية، ومحو التصور أن “الخضر” إذا لعبوا خارج تشاكر بالبليدة ينهزمون، وأرى أن المسؤولية ملقاة على عاتقهم ليؤكدوا أن أحسن وأجمل وأكبر ملعب في الجزائر هو مقر أعراس الجزائر الكروية، وهناك سيقدمون اللعب الجميل والنظيف والشيق، كما أتمنى أن يكون ملعب 5 جويلية فأل خير مثل تشاكر”. “على اللاعبين أن يتعودوا على الملاعب الكبيرة” وأضاف ابن الشلف مغارية عن عودة “الخضر” إلى 5 جويلية قائلا: “الجميع يعرف أن ملعب 5 جويلية أقيمت به العديد من الترميمات والتعديلات سواء على أرضية الميدان أو على المدرجات، وما يهمنا نحن اللاعبين هي أرضية الميدان التي سترينا طريقة لعب منتخبنا، وأقول إن الفرصة ستكون مواتية للاعبينا ليتعودوا أكثر عليها ويتأقلموا أيضا مع الملاعب الكبيرة، زأنا مع عودة “الخضر” إلى ملعب 5 جويلية”.