قبل الثالث من الشهر الماضي نشرت “الهدّاف“ على هامش تغطيتها لجولة “الموندياليين” إلى كندا موضوعا في غاية الحساسية والخاص بالشكوك القوية التي تساور بعض هؤلاء اللاعبين منذ فترة حول ارتباط إنجاب زوجات خمسة منهم لأبناء معاقين بإمكانية تناولهم المنشطات دون علم، من طرف الأطباء الروس الذين كانوا يشرفون عليهم خلال فترة تواجدهم مع المنتخب الوطني عشرية الثمانينيات، وهي الشكوك الذي فجرها طبيب فرنسي أشرف على الكشف على أكثر اللاعبين تضررا وهو محمد شعيب، الذي أنجبت له زوجته ثلاث بنات يعانين من إعاقة ذهنية وحركية (توفيت إحداهن).. بإحدى العيادات المتخصصة بالعاصمة الفرنسية باريس، وبعد أن كشفوا عن هذه الشكوك حصريا عبر “الهدّاف“ يريد “الضحايا” قطع هذا الشك باليقين من خلال المطالبة بفتح تحقيق في الموضوع وكشف الحقيقة، ومعاقبة المسؤولين مع المطالبة بالتعويضات اللازمة من الاتحادية عن المعاناة الشديدة التي تجرعوها على امتداد سنوات من أجل التكفل بأبنائهم المرضى. 5 عناصر دولية سابقة بأطفال معاقين ذهنيا وحركيا وحتى نضع الجميع في الصورة، فالقضية هذه فجرها الثنائي الدولي السابق محمد قاسي السعيد - محمد شعيب على هامش جولته مع الموندياليين إلى كندا لما كشف (الثنائي) ل”الهدّاف“ عن إمكانية ارتباط إنجاب زوجات خمسة من العناصر الدولية السابقة لأبناء معاقين ذهنيا وحركيا وهم: شعيب (ثلاث بنات توفيت إحداهن)، قاسي السعيد (بنت)، لارباس (ولد)، مناد (ثلاثة أبناء) وبن ساولة (بنت)، وهو ما كشف عنه الطبيب الفرنسي الذي فحص شعيب في إحدى المصحات الخاصة في فرنسا والذي قصده اللاعب السابق للقبة لتفسير إنجاب زوجته لأبناء غير طبيعيين. وكما ذكر لنا شعيب، فإن الطبيب “مينيك” الذي فحصه هو وزوجته في مصحة “نيكير“ بالعاصمة باريس وكذا عيّنة من الحمض النووي الخاص بهما، أكد أنه من المفترض أن يحصل على أبناء عاديين قبل أن يسأله عن طبيعة العمل الذي يمارسه، وهنا أجابه شعيب أنه كان لاعبا دوليا في المنتخب الوطني، ليكشف له الطبيب الفرنسي أن أكبر تبرير ممكن لما يحدث له هو تعاطيه للمنشطات خلال تلك الفترة، شعيب أكد أنه لم يفعل ذلك قط في حياته لكنه لم يستبعد أن يكون قد تعاطى المواد المحظورة دون علمه من طرف الأطباء السوفيات (في فترة الاتحاد السوفياتي) والذين كانوا يشرفون وقتها على علاج العناصر الدولية للمنتخب الأول. المنشطات اختصاص السوفيات وأوروبا الشرقية بامتياز وتعرف المنشطات على أنها استعمال مادة تعطي الإنسان نشاطا أكبر من نشاطه الاعتيادي، وتقوم على تحسين أدائه، وهي ظاهرة خطيرة لأنها تعتبر تعاطيا لمواد محظورة، وهي في الوقت نفسه عقاقير تستخدم لأغراض علاجية وقد برع المعسكر الشرقي سابقا في استعمال هذه المواد المحظورة في المجال الطبي من أجل ضمان سيطرة رياضييها على مختلف المنافسات العالمية على حساب رياضي المعسكر الرأسمالي، وهو ما تجسّد أكثر خلال ألعاب موسكو 1980 والتي فاز فيها الرياضيون الروس والقادمون من أوروبا الشرقية بجل الميداليات، ولا يستبعد أن يكون الأطباء الروس الذين برعوا في هذا المجال في نقل “معارفهم” والعمل بها في مختلف الدول التي انتقلوا للعمل بها ومن بينها الجزائر التي كانت وقتها ضمن المعسكر الاشتراكي. هؤلاء الذين كانوا يعملون في معهد تكنولوجيا الرياضة ists والذين كانت توكل لهم مراقبة وعلاج العناصر الدولية الوطنية في مختلف الاختصاصات. لاعبون في منتخب كرة اليد لجيل الثمانينيات يعانون من العقم ومشاكل في الخصوبة ويقول محمد قاسي السعيد أن شكوكهم نمت أكثر بعد أن وصلته معلومات مؤكدة أن الحالات المذكورة لم تقتصر عليه وبعض زملائه في المنتخب الوطني لكرة القدم بل امتد الأمر إلى لاعبين من المنتخب الذهبي لكرة اليد والذي أشرف عليه المدرب الشهير عزيز درواز الذي أحرز للجزائر خمس بطولات متتالية لأمم إفريقيا ما بين 1981 و1989، وحتى إن كان يجهل إن كانت بعض زوجات اللاعبين قد أنجبن أبناء معاقين مثلهم، فإنه يملك معلومات مؤكدة استقاها من قائد سابق لذلك المنتخب (نتحفظ على ذكر اسمه) والذي أكد له أنه وبعض زملائه يعانون من مشاكل كثيرة في الإنجاب والخصوبة ومشاكل أخرى لم يجد لها مبررا، وهو بدوره (هذا اللاعب السابق يعاني من العقم وليس لديه أطفال حتى الآن) يقاسم شكوكه مع قاسي السعيد بأن تكون عناصر المنتخب “المرضى” هم أيضا ضحية الأطباء السوفيات الذين كانوا يشرفون على علاجهم والذين يمكن أن يكون قد “دسوا” لهم المنشطات المحظورة دون أن يكونوا على علم بذلك. الضحايا يريدون فتح تحقيق ويفكرون في توكيل محام ورفع دعوى وقام قاسي السعيد بعد عودته من جولة كندا بمفاتحة بعض زملائه ومن بينهم لارباس بخصوص رغبته في جعل القضية في الواجهة للمطالبة بفتح تحقيق في الموضوع يكفل له معرفة الحقيقة ومعاقبة المتسببين في حال ثبوت هذه الشكوك... وصرح لنا قاسي السعيد أن سيلجأ خلال الأيام المقبلة بعد أن يفرغ من بعض المشاغل الشخصية لأحد معارفه من المحامين ليطلب رأيه في الموضوع ويدرس إمكانية رفع قضية ضد الاتحادية بعد التأسيس طرفا مدنيا أمام الاتحادية لأنها المسؤولة عن صحة وسلامة هؤلاء خلال الفترة التي حملوا خلالها الألوان الوطنية، مع هذا يبدو الأمر صعب التحقيق في ظل عدم توافر الأدلة التي تثبت تورط الأطباء السوفيات ما عدا شهادة الطبيب الذي فحص محمد شعيب. لارباس: “كنت أقول إن إعاقة ابني بلال قدر ومكتوب، لكني أريد أن أعرف الحقيقة الآن” ومن بين اللاعبين السابقين المعنيين بطريقة مباشرة بهذا الموضوع، المدافع الشهير لشبيبة القبائل صالح لارباس الذي أنجبت له بدوره زوجته ابنه بلال قبل 12 عاما وهو يعاني من إعاقات ذهنية وحركية، حيث قال: “قلت عند ولادته إنه قضاء وقدر وعليّ تقبّل الأمر رغم مرارته، لم يخطر على بالي شيء إلى غاية لقائي الأخير مع قاسي السعيد في كندا لما أبلغني بشكوكه وبما حدث لمحمد شعيب عند إجرائه لكشف في مصحة في فرنسا، لسنا لوحدنا فمناد وبن ساولة أيضا لديهما أبناء معاقين ومن يدري ربما هناك آخرون أيضا لسنا على علم بحالتهم”. وأكد لارباس لنا دعمه الكامل لمسعى قاسي السعيد في كشف الحقيقة، حيث قال: “أذكر جيدا الأطباء الروس الذين كانوا يشرفون على علاجنا في معهد ISTS أو بفندق 5 جويلية خلال التربصات، لكني لم أكن أعرف شيئا عن ما كانوا يدسوه لنا، كان كل همنا أن نلعب بكل قوة في الميدان ونشرف الألوان الوطنية... لدي الآن بعض الشكوك، وأريد أن تتضح الحقيقة، أعرف أن الأمر ليس سهلا في غياب الأدلة لكن فتح تحقيق أمر ضروري”... ونحن بدورنا ننتظر تطورات جديدة في هذه القضية الحساسة خلال الفترة المقبلة. مناد: “لديّ ثلاثة أطفال معاقين، لا أدرى من المسؤول وأنا مع زملائي ظالمين أو مظلومين” ساند مدرب شبيبة بجاية جمال مناد –اللاعب الدولي السابق – زملاءه في القضية التي كشفت عن خيوطها يومية “الهداف“ في أحد أعدادها السابقة بخصوص ما حدث لبعض لاعبي المنتخب الوطني الذين يعيشون حالة “كوشمار“ حقيقي بعد أن رزقهم الله بذرية تعاني من إعاقات متفاوتة، وإذا كان البعض قد وجه سهام المسؤولية ل “الفاف“ وللأطباء الذين كان معظم من الروس في تلك الفترة، فإن مناد أكد أنه لا يريد أن يظلم أحدا مادام أنه لا يعرف من هو المسؤول، وصرح مناد لنا عشية أمس قائلا: “للأسف لم أكن أتمنى أن أعود لهذه القضية التي أتعذب لسببها دائما، تصوروا أن الله رزقني بثلاثة أطفال لكنهم معاقون جميعا ويعانون من عاهات مختلفة، لقد سلمت أمري لله لأنني لا أدري من المسؤول بالضبط، لكن إذا كان زملائي الخمسة الآخرون يريدون إعادة فتح الملف ومقاضاة من كانوا وراء متاعبنا فسأقف إلى جانبهم ماديا ومعنويا، كما أود أن أستغل الفرصة لأوجه نداء إلى القائمين على “الفاف“ حتى تقدم يد العون للاعبين السابقين الذين ليس لهم مصدر رزق أمثال شعيب وقاسي سعيد لأنهم قدموا الكثير لكرة القدم الجزائرية ولا يستحقون ما يحدث لهم الآن”. “سعدان أنصف سيدريك هذه المرة، ودعوته شرف لكل البجاوية” ولم يخف المدرب جمال مناد سعادته بعدما وجه الناخب الوطني الدعوة للحارس سي محمد سيدريك للمشاركة في المباراة الودية التي تنتظر “الخضر“ يوم 11 أوت المقبل، وأكد أن هذه الدعوة لم تسعد الحارس لوحده بل أثلجت صدور كل أعضاء الوفد البجاوي هنا في تونس، وصرح مناد في هذا السياق قائلا: “بصراحة دعوة سيدريك مستحقة نظرا لما يقدمه مع الشبيبة أو منتخب المحليين منذ الموسم المنقضي، ولذلك فإن سعدان أنصفه هذه المرة وأعطاه حقه، نتمنى فقط أن ينجح مع المنتخب ويعمر لأطول وقت ممكن لأن ذلك سيكون شرفا لكل البجاوية”. “زياية مازال صغيرا ومن حقه أن يحصل على فرصة ثانية” وبخصوص عبد المالك زياية الذي كان موجودا مرة أخرى في قائمة الناخب الوطني رابح سعدان، فعلق جمال مناد قائلا: “أظن أن سعدان تأكد من حاجته الماسة لهداف من طينة زياية ولذلك فقد سارع لإعادته إلى المنتخب بغض النظر عما حدث بينهما في الماضي، حتى إذا كان زياية هو الذي رفض دعوة المنتخب وفوت على نفسه فرصة العمر للمشاركة في المونديال فيجب أن نسامحه ونمنحه فرصة أخرى لأنه جزائري ومازال صغيرا ومن حقه أن يحصل عليها، وأنا متأكد أنه سيعطي الإضافة المرجوة للمنتخب الوطني”.