“الإبقاء على سعدان لا يعني أن روراوة كان ضد قدومي أو قدوم مدرب أجنبي آخر” ما هي أخبارك سيد تروسيي؟ أنا حاليا في المغرب بعدما تنقلت بمناسبة المونديال إلى اليابان من أجل تحليل المونديال لفائدة قنوات محلية، وكما تعلم أنا دائم السفر بين المغرب، فرنساواليابان حيث لدي مشروع لتطوير الكرة في جزيرة باليابان يؤخذ ثلاث أشهر من وقتي كل عام. ما هو تقييمك العام لدورة جنوب إفريقيا؟ خلافا لمن انتقد مستوى الدورة فأنا أرى أنها عرفت مستوى مقبولا وخلت من المفاجآت حيث توج المنتخب المرشح بالكأس وهو المنتخب الإسباني وهو إنجاز صعب تحقيقه لأن الضغط يكون عليك منذ بداية المنافسة، وحتى هولندا لم تفاجئ لأنني رشحتها أيضا للذهاب بعيدا في هذا المونديال والأمر نفسه ينطبق على ألمانيا التي كشفت عن فريق متكامل، بينما تباين وجه الأرجنتين بين مستوى كبير في بداية الدورة قبل أن تصطدم بفعالية الألمان، كما أننا شاهدنا تراجعا رهيبا لفرنسا بسبب المشاكل الداخلية، بينما المفاجأة الوحيدة تكمن في الوجه الذي ظهرت به غانا التي كانت قادرة على تنشيط المربع الذهبي كما لم تخيّب المنتخبات الأسيوية التي لعبت الهجوم في جنوب القارة. وما هي أسباب إخفاق بقية المنتخبات الإفريقية في أول مونديال إفريقي؟ صحيح أننا كنا ننتظر وجها أفضل للمنتخبات الإفريقية في أول مونديال ينظم فوق أراضيها، لكن يجب أن نكون واقعيين ونعترف بأن هذه المنتخبات تفتقد للخبرة اللازمة في هذا المستوى رغم امتلاك لاعبين وأسماء تلعب في أبرز البطولات الأوروبية، لكن عدم الاستقرار على مستوى الأطر الفنية والإتحاديات ومشاكل التنظيم يؤثر على مردود اللاعبين ونجوم القارة في هذه المنافسات وهو ما أثر سلبا على مردود بقية المنتخبات المشاركة في جنوب إفريقيا. وماذا عن مشاركة المنتخب الجزائري في بلد منديلا؟ الجزائر كانت في مجموعة كانت في متناولها وحسب المردود المقدم فأعتبر أنها لم تخيّب رغم كل الإنتقادات وأقول إنها كانت قادرة على التأهل إلى الدور الثاني وقدمت مباريات كبيرة خاصة في اللقاء الثالث الذي لو فازت فيه أمام أمريكا لتأهلت. وما هي أسباب الإقصاء حسب رأيك؟ الجزائر تملك فريقا فتيا بل لها فريق بدأ يتكون وأظن أن الخطأ الذي ارتكبه الحارس شاوشي في أول مباراة وكلف الخسارة هو من تسبب في الإقصاء، لأن تضييع نقاط أول مباراة وبتلك الطريقة يؤثر في المعنويات ولولا بعض التفاصيل لكان يمكن لمنتخب بلادكم التأهل بسهولة للدور الثاني. إذن أنت مقتنع بالمردود المقدم في المونديال رغم أننا لم نسجل أي هدف. لا يجب التركيز فقط على الإنتقاد بل يجب أن نكشف أن هناك توحّد بين القيم المحلية الجزائرية وبين قيم اللاعبين القادمين من أوروبا وهناك فريق شاب قادم يستطيع تقديم الأفضل وأقول إن الجزائر بهذه السياسة تسير في الطريق الصحيح. ما رأيك في قرار تجديد الثقة في سعدان على رأس العارضة الفنية من طرف روراوة؟ هناك معطيات تكون قد أجبرت روراوة على اتخاذ هذا القرار الذي أعتبره صائبا لأن الإستقرار ضروري في ظل اقتراب موعد التصفيات المؤهلة إلى دورة الغابون وغينيا الاستوائية، ويجب أن نعترف بأن روراوة فضّل الجانب الداخلي من خلال الحفاظ على استقرار التعداد والطاقم الفني رغم انتقادات المحيط الخارجي، أي أنه رأى مصلحة ما داخل الفريق رغم أن سعدان كان يريد الذهاب في وقت مضى، وأظن أن الوضع الطارئ هو من دفع روراوة إلى تجديد ثقته في هذا المدرب إلى غاية دورة الغابون وغينيا الاستوائية. لكن هذا يعني أنه فضّله عليك وعلى جملة من المدربين الأجانب الذين تم ترشيحهم لخلافة سعدان؟ حتى أكون صريحا معك علاقتي طيبة مع روراوة وأعرف أنه يقدّرني لكنه لم يعرض عليّ تولي المهمة منذ نهاية المونديال، والإبقاء على سعدان لا يعني أنه كان ضد قدومي أو قدوم مدرب أجنبي آخر بل فضل الإستقرار وسعدان كان وراء ميلاد هذا المنتخب منذ مواجهة مصر حيث تولّدت ثقة بين اللاعبين، الطاقم الفني والإداري وبعد كأس إفريقيا في الغابون وغينيا الاستوائية يمكن الحديث عن التجديد. ما سر عدم الحركية في تنقلات اللاعبين الجزائريين بعد المونديال؟ لا أعتبر المشكل جزائريا بل هو وليد الأزمة المالية وكل الأندية مراقبة ماليا وهناك عدة لاعبين مرتبطين بعقود وهو ما أثقل عملية التحويلات، وحتى السوق الفرنسية ثقيلة بدليل أن مرسيليا لم تنتدب عددا كبيرا من اللاعبين والمشكل أوروبي وليس جزائريا كما سبق أن قلت. كيف ترى حظوظ الجزائر في التأهل إلى “الكان“ في ظل تواجد المغرب؟ الجزائر متقدمة على المغرب في المستوى العالي حيث أن هناك إستقرارا في الجزائر مقارنة بالمغرب الذي رغم امتلاكه للاعبين جيدين إلا أنه عجز عن تحقيق نتائج جسدة في الآونة الأخيرة وغاب عن دورتي أنغولا وجنوب إفريقيا، الجزائر لها تقاليد وثقة أكثر بدليل أن ناد جزائري وتونسي سينشطان كأس السوبر في الثامن أوت. هل يمكن القول إن الفائز ب “الداربي“ هو من سيتأهل إلى النهائيات؟ لا، المغرب ضيعت التأهل في الدورة السابقة بسبب تضييع نقاط أمام الفرق الصغيرة وهو ما يلزم المنتخبين حصد النقاط أمام الفرق الصغيرة، لكن الفوز ب “الداربي“ سيسمح للمنتصر بوضع قدم في الغابون وغينيا الاستوائية رغم أن المغرب سيلعب أمام الجزائر بعقدة، لكني أبقى أتطلع إلى تأهل كلا المنتخبين وتواجدهما في “الكان” معا. لكن في مثل هذه المواجهات قد تتغير المعطيات كما حدث بين الجزائر ومصر؟ بالطبع، طابع المباراة يغير المعطيات لكن المغرب في وضع بناء فريق عكس الجزائر التي استطاعت بناء منتخب تنافسي وهناك إندماج سهل للاعبين القادمين من المهجر وهو ما خلق روح الفوز بين اللاعبين، والفوز في مباراة مارس سيكون له وزن لكني لا أعتبره محددا لهوية من يتصدر المجموعة.