سيدي الكريم، حين أبلغني الهدهد التابع للطيور المحلقة حول عرشكم العظيم، حيث أنغام "راك وحدك تضوي لبلاد"، أنك غاضب من رسالة سابقة كنت قد أرسلتها لك في عمودي اليومي بيومية الصوت الآخر، وأنك لم تكن تظن أبدا أن هذا الفعل المشين سيصدر مني، حين بلغني، ذلك تأثرت و"تناثرت" بحثا عن اعتذار يليق بسمو مقامكم الكريم، فليس سهلا يا والينا و"حامينا" و"يا مهشتكنا ومبشتكنا" أن أعرف أنك غاضب و"زعفان" وأنام قرير العين، وحتى أرضيك يا والي ولايتي وولي نعمة أهلي وقومي فإني سأعتذر لك علنا عما بدر مني من إساءة لشخصكم الكريم، حين زلّ لساني وخاطبتك بلغة غير لغة "راك في السرج غير خلال"، كما يفعل من هم يدورون في فلكك مسبحين بفتوحات أنك دخلت، مثلا، قرية أم العظام في أقصى الولاية فانتحر على شرف زيارتكم عدد من خراف طارت فرحا لأن واليها جاء ووفده لمراعيها، والحكاية طبعا يا سيد القوم وواليهم تكررت في عدة مراعي ليصبح حال الخراف في مدينتي تنمية تبدأ بخراف منحورة وتنتهي بشكرا على زيارتكم فقد شرفتم خراف قريتنا بالأكل الميمون.. يا سيدي الوالي، وأي وال كان، لا تغضب من صوت يغرد خارج "البعبعة" المعهودة، فكثيرة هي الأطراف الأجنبية (؟؟) التي تتآمر على حكمكم وطبعا فإن تعداد المصفقين كما حال "البلد" كله، يفوق الملايين ويكفي أن يشاع في بلاطكم، بأن هذا الصوت النشاز، تحركه أيادٍ أجنبية لا تريد خيرا بتنميتكم السعيدة في المزرعة والمرعى السعيد، يكفي أن يشاع ويذاع ذلك، حتى تفهم رعيتكم المصونة أن كل شيء سمن على "مشوي"، وأنه لا ينقص المواطن الجلفاوي في عهدة سي "جلاوي" إلا "دعاوي الخير".. أقولها لك ببساطة مواطن، لا يهمه غضبكم من فرحكم، المشكلة يا سيادة الوالي ليست أبدا فيكم ولكن في محيط زين لكم كل خطوة وأي خطوة، وكما فعلوها معك فعلوها مع من سبقك من ولاة حين حزموا حقائب الرحيل فهموا أنهم كانوا "المأكولين" في وليمة الخراف، فهل تعلم يا والي البلاد والعباد، أن سياسة "التصفيق" عملة وطنية متداولة حيث كل "جديد" محضون وكل راحل "مركول"، والأيام بيننا حين تعلم أن من يصفقون لك اللحظة على إنجازات الكلام خلال عام من "الهدرة" والتجوال، لم يكونوا في حقيقة الأمر إلا ممتهني تصفيق لمن كان قبلك، فافهم يا وليها أنك واليا يتقاضى أجرا رسميا مقابل بصمات تنموية مفروض عليه تجسيدها ميدانيا، بعيدا عن قال "فلان عن فلتان" أن الوالي اليوم ضحك كثيرا وكان صارما وبتارا،،،،،، أيها الوالي القصة بسيطة ويمكن اختزالها في جملة بسيطة، ماذا تغير، تنمويا، خلال أكثر من عام على مجيئك،، هذا هو السؤال بعيدا على أنكم "ناس املاح" و"متواضع" وتبتسم للكبير والصغير وميخرجش منك العيب،،،،،ببساطة " اعطنا حنّة ايديك" يا سي جلاوي، راهي لبلاد، ولا أقصد الجلفة فقط، شبعت من الخرشف والمقروط ومن ملاحم، سنفعل وأعدكم وقريبا…