من يقول إن جهر بوجدرة بإلحاده هو حرية رأي فعليه أن يتقبل الشتيمة في حق والديه والأقربين، والأمر هنا لا يتعلق لا بحمداش ولا بالتكفيريين الذين يتصيدون أخطاء مناوئيهم للزج بهم في "جهنم". الأمر يتعلق أساسا باختراق عقائدي خطير كان يجب حجبه على الأطفال والناشئة، إذا افترضنا أن النخبة والعامة لديهما الحصانة الكافية لصد مثل هذه السموس. كان ينبغي على الزميلة المحاورة لهذا المسخ أن تكون ملمة بالفكر الإلحادي لهذا المسخ قبل أن تحاكمه، حتى لا تتحول المحاكمة إلى إشهار مجاني للكفر البواح، لأنه لا معنى للحياد الإعلامي عندما يتعلق الأمر بأسباب وجودنا في الحياة، كأن يأتي من ينكر انتسابك لأمك أو أبيك ثم تتعامل معه كأنه يعطيك سبقا صحفيا .. أقول هذا الكلام لأن رأي بوجدرة ليس جديدا نعرفه منذ عقود ولم يكن يتجرأ على قوله في المقاهي فضلا عن القنوات التلفزيونية، بل كان علينا أن نحرمه هذه الفرصة ما بقي حيا، لأن هذا النوع من الضيوف لا يحاوره إلا متخصص مثلما فعل معه الصديق قادة بن عمار عندما جاءه بأبي جرة سلطاني فخرجت الحلقة بدون خسائر أخلاقية وعقائدية .. إذا يوجد رجال فعلا في هذا الوطن علينا أن نرى هذا المسخ في أروقة المحاكم، مثلما فعل شيوخ الأزهر مع من سب الإمام البخاري وسففه، علما أن الذي يسيىء له بوجدرة لا هو البخاري ولا هو مسلم .. بل هو رب البخاري ومسلم وربنا جميعا.