آمنة/ب يعوض الجزائريون ساعات صيامهم خلال رمضان باستهلاك كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، على خلاف باقي أيام السنة، فقد توقع الناطق الرسمي لاتحاد التجار حاج الطاهر بولنوار، أن كمية اللحوم التي سيستهلكها الجزائريون خلال شهر رمضان الحالي ستتراوح ما بين 80 إلى 90 ألف طن، بما فيها الحمراء والبيضاء، لكن وبالنظر إلى الإقبال الكبير عليها عشية رمضان، يمكن الجزم أن مستهلكي اللحوم قد يتجاوزون هذا الرقم. سجلت مذابح العاصمة حركة غير عادية بمناسبة حلول الشهر الفضيل، حيث أقبل مواطنون من كل حدب وصوب على اقتناء الخراف المذبوحة كاملة واقتسم بعضهم عجولا يفوق وزنها ال70 كلغ، يتم تخزينها لتفي بحاجة العائلات طيلة شهر الصيام، تلك عادة متأصلة دأبت عليها الكثير من الأسر العاصمية، في حين تقوم العائلات في عدد من ولايات الداخل على غرار ولاية تيزي وزو بنحر العجول واقتسامها بالكيلوغرام، ويشترك في مثل هذه العملية اثنين أو ثلاثة أشخاص تماما مثلما يحدث في عيد الأضحى. الثقافة الغذائية في رمضان تعتمد على اللحوم يعتقد أغلب المواطنين أنهم باستهلاكهم اللحوم يوميا وطيلة شهر رمضان يعوضون ما افتقدوه خلال يوم كامل من الصيام، وهم يجهلون بأن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء قد يقصر العمر ويعجل الوفاة حسب آخر الدراسات العلمية التي باتت تحذر من مخاطر الإفراط في استهلاكها، لكن ورغم تحذيرات الأخصائيين الذين ما فتئوا يدقون ناقوس الخطر، إلا أن تقاليد البيوت الجزائرية والثقافة الاستهلاكية خلال رمضان تعتمد اعتمادا كليا على اللحوم. تقول نصيرة، ربة بيت" لا تخلو أطباق رمضان من اللحوم بنوعيها ولا حتى من أحشاء الغنم ورأسه وأطرافه"بوزلوف"، ففي رمضان تحضر الأطباق التقليدية بقوة ويكثر وحم الصائمين وشهواتهم، لذا لا تغيب اللحوم عن موائدنا، وكأننا نعوض في شهر الصيام ما فرطنا فيه خلال باقي أيام السنة، تلك ثقافتنا الاستهلاكية في رمضان توارثناها وما زلنا نحافظ عليها". في حين، أكدت زهية ربة بيت بأنها تفضل شراء اللحم الطازج يوميا لا تخزينه وأكله مجمدا، كما تفعل الكثير من العائلات من أجل ضبط ميزانيتها"، وأضافت" استهلاك اللحوم "بنة وليس شبعة "، فالهدف من طهو الأطباق الرمضانية باللحم، هو إضافة نكهة خاصة لهذه الأطباق أكثر من استهلاك اللحوم في حد ذاتها. ارتفاع محسوس في أسعار اللحوم عشية رمضان سجلت أسعار اللحوم ارتفاعا محسوسا عشية شهر رمضان، حيث بلغ سعر الكيلوغرام من اللحوم الحمراء الغنمي 1600 دج بسعر التجزئة، بينما تجاوز سعر الجملة 1400 دج، في حين بلغ سعر الكيلوغرام من لحم البقر1400دج بسعر التجزئة و1010دج بسعر الجملة، أما أسعار الدجاج ففاقت ال410 دج والديك الرومي ب550دج. أسعار أثارت استياء المواطنين عشية رمضان، الذين أجمعوا بأن أسعار مختلف المواد الاستهلاكية تتراجع بعد الأسبوع الأول من رمضان، إلا أسعار اللحوم فهي في ارتفاع دائم ولا تعرف التراجع. أخصائيون يحذرون من الاستهلاك المفرط للحوم حذر أخصائي التغذية كريم مسوس من الاستهلاك المفرط للحوم خلال شهر رمضان، لما لذلك من تداعيات سلبية على الصحة العامة للصائمين، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، فحقيقة أن اللحوم الحمراء تزود الجسم بالأحماض الأمينية والعديد من الفيتامينات، ومع كل هذه الفوائد ينبغي للإنسان أن يتناول يوميا البروتين الحيواني بمقدار واحد غرام لكل كيلوغرام من وزنه وعدم تجاوز120 غرام في كل الأحوال، فالإفراط منها يشكل عبئاًعلى المعدة لصعوبة الهضم وهو من عاداتنا السيئة، الأمر الذي قد يتسبب بمشاكل صحية جمة ليس لدى المصابين بأمراض مزمنة كالسكري أو الضغط أو القلب وأمراض الجهاز الهضمي، والنقرس وزيادة أمراض الروماتيزم والمفاصل وانسداد الأوعية الدموية وزيادة الكولسترول والدهون الثلاثية، بل حتى على الأصحاء، لذا فمن الضرورة إرفاق اللحوم بالخضار النيّئة والابتعاد عن المشروبات الغازية المُحلات، وخاصة بالنسبة للمصابين بداء السكري.