أكثر من 80 مسلسلاً غصت بها وبأخبارها الشاشات العربية والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان، وكالعادة أثارت نهايات الحلقات الأخيرة من المسلسلات الرمضانية ردود فعل بين المشاهدين، فكانت لبعضها نهاية متوقعة ومعروفة، ولبعضها الآخر نهاية لم تعجب المتابعين واعتبروها ساذجة ولا تستحق انتظار ثلاثين حلقة، في حين فتحت نهايات بعض المسلسلات على أجزاء أخرى قد يشهدها رمضان المقبل. من المعروف أنه عندما يحظى أي مسلسل على نسب مشاهدة عالية تكثر ردود الفعل، وهذا ما حصل مع مسلسل "باب الحارة" في جزئه السابع الذي ترك مخرجه وكاتبه الباب مفتوحاً أمام أجزاء أخرى ككل عام، كما أثارت قصة "إحياء الأموات" و"إعادة الغائبين"، ودخول "حارة اليهود" في هذا الجزء موجة من السخرية بين رواد مواقع التواصل. وغرّد أحدهم "باب_الحارة أسوأ جزء لا نهاية ولا أحداث، سيناريو ركيك، للأسف تكرار لنهايات كثيرة"، كما كتب عبد الله "الحلقة الأخيرة من باب الحارة مكررة". كذلك علّق متابعو مسلسل "تشيللو" على نهايته، فبعد ثلاثين حلقة من ملاحقة تيمور تاج الدين (تيم حسن) عشيقته ياسمين (نادين نجيم)، طلب من سائقه إيصالها إلى طليقها آدم (يوسف الخال)، ليعودا إلى بعضهما بعد نظرات ياسمين لآدم في قاعة المزاد، حيث يعرض التشيللو الذي باعته. فغردت الصحافية باتريسيا هاشم "نهاية تشيللو غير منطقية. 29 حلقة وتيمور تاج الدين يسعى بكل قوته للحصول على ياسمين ويتخلى عنها في الحلقة 30 فقط لأنه رأى نظرة حب بعينيها لآدم"، كما غرّدت رهف وسمي "المسلسل رائع من بدايته، بس للأسف النهاية خربت كل شيء، نهاية سخيفة، كيف ترجع للشخص الذي خانها وتترك الوفي". أما نهاية مسلسل "24 قيراط"، فقد نالت قسطها من ردود الفعل أيضاً، خاصةً بعدما هرب آدم إلى خارج البلاد على متن يخته بالرغم من أنه قال لزوجته إنه يريد أن ينجب طفلاً ويسميه وسام، إلى جانب تلاحق الأحداث الذي يفتقد إلى الترابط، فاعتبر بعض المشاهدين أن النهاية غير منطقية، وكتب الصحافي ميشال أبي راشد "نهاية 24 قيراط غير منطقية، نهاية لا تمت للحياة والواقع والمنطق بأي صلة.. صمنا صمنا 30 يوم وفطرنا على بصلة"، وتابع: "إذا كان 24 قيراط المسلسل الأول لرمضان 2015.. بعد آخر حلقة صار الأول بنهاية غير منطقية وغير واقعية، رغم التمثيل الرائع لنجوم المسلسل". كما ملأت صفحات مواقع التواصل التعليقات على نهاية مسلسل "ذهاب وعودة" للممثل أحمد سالقا، وخاصة بعد أن تمكن خالد (السقا) من الرجوع إلى مصر بعد مداهمات ومعارك "ساذجة" في إسرائيل لاسترجاع ابنه، وعلّق أحدهم "نهاية مسلسل ذهاب وعودة على طريقة الأفلام الأميركية أحداث لا تصدق ولامنطقية!". الممثلة المصرية غادة عبد الرازق لهذا السبب غيّرت نهاية مسلسل "الكابوس" أرجعت الفنانة المصرية، غادة عبد الرازق، تغيير نهاية مسلسلها الرمضاني "الكابوس"، إلى معرفة الجمهور بنهاية خيوط العمل درامياً، فرغبت في إضافة مزيد من التشويق عبر تغيير نهاية المسلسل. وقالت غادة التي حلّت ضيفة على برنامج الإعلامية لميس الحديدي "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي"، تكتشف الأم أن ابنها أفسد حياة كل من حوله، فترغب في معاقبته، وكان الحل أن يموت وكانت القصة من البداية تشير إلى أن الأم تقتل ولدها عن طريق الخطأ عندما تدافع عن زوجته، التي يريد ابنها إجهاضها. وتدور قصة المسلسل حول امرأة تعيش في حيّ شعبي، وتمتلك مقلبًا للقمامة داخل الحارة، وهو ما يجعل أهل الحارة يكرهون وجودها، لما تسببه لهم من متاعب ومشكلات بعملها، وإلى جانب موقف أهل الحارة منها، ولديها ابن وحيد تقوم بقتله في تحول طارئ وغير مفهوم، وتستمر الأحداث قبل أن يتضح في نهاية المسلسل أن الأمر كله مجرد "كابوس"، وأنها كانت تحلم ليس أكثر. إلى ذلك.. أبدت غادة إعجابها بمسلسلات "حارة اليهود" و"طريقي" و"تحت السيطرة"، مشيرة إلى أنها تفاجأت من أداء شيرين عبد الوهاب ووصفتها بالرائعة صوتاً وتمثيلاً.
عكس مستوى متقدما من الصناعة التلفزيونية "حنايا الغيث" يؤكّد ريادة الأردن في الدراما البدوية يعكس المسلسل الأردني "حنايا الغيث" الصورة الدرامية المتقدمة التي وصلت لها الأعمال الأردنية التي تتخذ من اللون الدرامي البدوي نافذةً لها للوصول إلى الجمهور العربي الذي يفضل هذا النوع من الدراما. في "حنايا الغيث" بطولة منذر رياحنة ولونا بشارة، يتضح الجهد المبذول من نوعية الصورة التي اعتمدها المخرج حسام حجاوي، والسيناريو المكتوب بحرفية السينما، وإتاحة الفرصة لممثلين شباب بأن يطلوا على المشهد الدرامي. كل ذلك أعطى زخماً للمسلسل الذي قدمته شاشة "إم بي سي" لمشاهديها ضمن المائدة الرمضانية الدرامية. لا جديد في كون الدراما الأردنية تجد متنفساً لها في اللون البدوي المطلوب عربياً من طرفين، الأول المنتج، والثاني الجمهور، فهذا النوع الدرامي يقبل عليه مستهلكو الدراما الخليجية بشكل كبير، وهذا ما يدعو محطات تلفزيونية كبيرة لأن تختار حيزاً من أوقات ذروة المشاهدة التلفزيونية لوضع المسلسل "البدوي – الأردني" على شاشتها لاستقطاب المشاهد. وليس غريباً أن يحتل المسلسل البدوي الأردني صدارة هذا النوع من الدراما، وهو ما قد يشكل حافزاً أكبر أمام المنتجين للجوء إلى الفنان الأردني الذي يسطع نجمه في الدراما البدوية في عام وفي العام التالي تخطفه الدراما المصرية ليكون أحد وجوهها المتجددة، وهذا ما حدث سابقاً مع صبا مبارك وياسر المصري ومنذر رياحنة، وقد يحدث لاحقاً مع لونا بشارة التي أثبتت تواجدها للعام الثاني على التوالي درامياً. الإخفاق الإنتاجي الأردني في وضع "مسلسل مودرن" على خارطة المشاهدة العربية، يجب أن تتقاسم مسؤوليته جهات عدة، منها وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ومن قبلهم الحكومة الأردنية التي تغض النظر عن الاهتمام بالفعل الثقافي والفني والإبداعي الأردني، لصالح أمور خدمية يومية.