في المرآة 19 شاءت الأقدار أن أنال شرف تنسيق حملة 1000 حقيبة لصالح التلاميذ الأيتام والمعوزين في الجزائر، وهي مبادرة خيرية أطلقها أصحاب الأيادي البيضاء من أبناء الجالية الجزائرية المقيمين في الخليج العربي ورعتها ودعمتها وساهمت فيها رابطة الإعلاميين الجزائريين في الخارج، وكذلك صفحة Algerian in uae الفيسبوكية، فضلا عن جمعيتي أحباب ونزة الخيرية وكافل اليتيم داخل الجزائر..الحملة أثمرت نجاحا وحققت أهدافها بإدخال الفرحة على قلوب الأطفال الأيتام والمعوزين بعد أن كانت مجرد فكرة قبل أسابيع قليلة ثم تحولت إلى صفحة على موقع الفيسبوك تحمل عنوان "#لمسة_ خير_ جزائرية"، وأخيرا انطلقت حملة إنسانية ذات رمزية عالية أخلاقيا ودينيا ووطنيا.. لقد هب إلى الحملة رجال ونساء الجالية الجزائرية في عدد من دول الخليج العربي واقتطعوا من رواتبهم مبالغ سخية لكي يتمكن الأيتام من اقتناء حقائب ومآزر وأدوات مدرسية كغيرهم من الأطفال، وهكذا سيدخل هؤلاء الأطفال مدارسهم وهم مثل غيرهم من التلاميذ بعيدين عن ذل الحاجة وانكسار العوز..لقد سارعت الإعلاميات والإعلاميون الجزائريون إلى احتضان الحملة الانسانية والخيرية وحرص بعضهم على المساهمة فيها رغم أنهم كانوا في إجازاتهم السنوية ولم يتوقف فيض الخير هاهنا، حيث تجند شباب الجالية لتجسيد أهداف الحملة وأسرعوا لكي يكونوا إلى جوار معلمنا وقدوتنا ورسولنا الأكرم محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم، فبذلوا من الجهد والمال لتحقيق الهدف ..و كذلك فعل شباب رائعون على أرض الوطن، فعملوا بكل حماس وصدق ونكران للذات حتى أثمرت سنبلة الخير. هي إذن سنبلة أثمرت سنابل..هل تصدقون أن الأخ رضا في الجزائر الذي ذهبنا لنشتري من عنده الحقائب المدرسية سابقنا في الخير وتبرع من عنده وخفض السعر إلى ما دون رأسمال ومنحنا أيضا تبرعات عينية، وكذلك فعل الشاب كمال الفنان صاحب ورشة خياطة المآزر الذي خفض هو الآخر السعر إلى ما دون التكلفة، وللأمانة فإن الفضل في بلوغ هدف 1000 حقيبة ومئزر هي فكرة الحاج محمد قبلي رئيس جمعية كافل اليتيم بعين طاية التي تفاعل معها الممونون بكل أريحية وكرم ..كما كان لجهود السيد مصباح مزوز الذي سخر جميع إمكانياته بما فيها البدنية، فضلا في بلوغ الحملة هدفها. الحملة علمتنا الكثير وأهمها عبرة أن من يجتهد ويزرع سيقطف الثمرة بقدر الجهد والصدق وأن الخير سلوك أصيل لدى شعبنا الجزائري خاصة حينما تكون المبادرات واضحة وشفافة ومحددة الأهداف، كما تعلمنا أن عدم الالتفات للمثبطين يشكل أولى خطوت النجاح، فهناك من انبرى بدلا من تشجيع الحملة أو التبرع ببعض الدنانير إلى التشكيك و الرشق بالتهم لكننا مضينا إلى غايتنا..تعلمنا أيضا أننا قد ندفع ثمن أخطاء غيرنا ممن أساؤوا إلى العمل الخيري والاجتماعي فيما مضى ..لكننا مضينا مع نساء و رجال أحبوا وطنهم وتغلبوا على نوازع النفس، فانتصروا للفضيلة ..هي عبرة لمن أراد أن يشعل شمعة ويكف عن لعن الظلام.