هناك دائما مشكل فقهي في مسألة رمي الجمرات يوم النحر، وقد تعرّضنا له في الحج عام 2008 ونصحنا الكثير من آبائنا وأمهاتنا بالتريّث، وهذه المسألة تتعلق بوقت رمي الجمرات، فالجميع يريد أن يوافق أفضل الأوقات وهو الوقت الذي رمى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رمى عليه الصلاة والسلام جمرة العقبة ضحىً – قبيل دخول الظهر – والكثير يعتقدون جهلا أنه الوقت الوحيد لرمي جمرة العقبة، وفي هذا الوقت يحصل زحام شديد ودفع رهيب واختناق وإغماءات تتسبب في وفاة العديد من الحجاج الميامين، وكثيرا ما ننصح العجزة من الشيوخ والنساء والأطفال باجتناب هذا الوقت، فوقت رمي جمرة العقبة يبدأ من منتصف ليلة النحر ويمتد إلى غاية غروب شمس يوم العيد، فمن خاف على الضعاف من أهله جاز له أن يجعلهم يرجمون بعد منتصف ليلة عيد الأضحى أو بعد طلوع الشمس أو بعد العصر، فله وقت واسع ليتحيّن الساعات التي يخف فيها الزحام، وأما أيام التشريق فالوقت ممتد من الزوال – أي بعد الظهر – إلى غاية طلوع الفجر ولا يجوز تأخير الرمي لما بعد طلوع الفجر كما هو معلوم، فما دامت لدينا الفرصة لتجنب الضرر وتحقيق العبادة المطلوبة على وجهها الأكمل والأتمّ لماذا نصرّ على موافقة السنّة – على استحباب الأمر للمستطيع – ونعرّض أنفسنا وضعفائنا للخطر، هذا أكبر ما يسبب الوفاة عند الرمي، إضافة إلى سوء التنظيم وعدم القدرة على استيعاب أعداد الحجاج الهائلة التي تخرج متدفقة ومسرعة في وقت ضيّق واحد .. نسأل الله الرحمة لحجاجنا الميامين الذين اصطفاهم الله إليه في عبادة عظيمة وفي وقت جليل الفضل .