بقلم: خليل بن الدين يتشاءم الفرنسيون عموما بالجمعة 13، وها قد جاءهم يوم نحسهم يسعى على وقع تفجيرات مدوية وقتل، تعددت العمليات في باريس فأصابت المخابرات الفرنسية والغربية في مقتل. قُتل الرهائن في قاعة حفلات "باتكلان" .. وفجر انتحاري نفسه قرب ملعب فرنسا، فكان هذا التفجير الأعنف سياسيا وذو دلالة استخبارية قوية، فالرئيس "فرانسوا هولاند" كان موجودا داخل الملعب يستمتع وحاشيته بمباراة لكرة القدم بين فرنساوألمانيا. حالة الطوارئ التي أعلنها"هولاند" تعد تطورا خطيرا في سياسة باريس ..ففرنسا لم تعلن هذه الحالة منذ 1955. خرج الرئيس الفرنسي على أهله مهتز المشاعر، فزِعا مما حدث، غير مصدق بما وقع ،، في الصورة من خلفه استقرت عينا رئيس وزرائه في رأسه، فهول ما حدث جعله شارد الذهن .. وفي خلده ألف سؤال يطرح ؟ .. لا فرق إذن بين باريس وبيروت وحلب وبغداد وصنعاء.. في التسعينيات من القرن الفائت كان التشدق الفرنسي يملأ الإعلام صخبا ،، وكانت تفجيرات الجزائر أو المدية أو جيجل.. في مفهوم باريس حينئذ "عجز سلطة"، بماذا يجيب "مانيال فالز" مواطنيه اليوم إذن، وهو الذي أنذرهم بشهب إرهاب قادمة في تصريح له سبق أحداث الجمعة الباريسية بأيام قليلة ؟ أهو عجز استخباراتي فرنسي، أم قلة حيلة أمام غول إرهابي، ربته الاستخبارات الغربية ورعته وسحرت أعين الناس به. بلغ عدد الضحايا 120 في حصيلة مؤقتة، صحيح أن المهاجمين كما يقول شهود عيان استعملوا أسلحة أوتوماتيكية وأفرغوا ذخائر كثيرة ،، ولكن سؤالا آخر يطرح نفسه بإلحاح ألم تساهم هجمة القوات الفرنسية غير الموفقة لتحرير الرهائن في رفع عدد القتلى ؟ ..تصريحات المحللين التلفزيونية رجحت جهات(إسلامية جهادية)، ومبررها أن لفرنسا يد طويلة في ضرب معاقل "داعش" في سوريا والعراق. مقابلات تلفزيونية أخرى مبرراتها جاهزة، بدأت في صب السهام والتهم وكل أنواع العنصرية على المسلمين والمهاجرين. فليس أخطر على المسلمين في العالم من أولئك الذين ينشرون الموت والدمار باسم الإسلام سوى هؤلاء الذين يدعون معرفة بأجندات الناس ونواياهم. بعد الذي حصل في باريس، ستحتل قضايا الهجرة واللجوء مكانة أساسية ضمن الأجندة السياسية للاتحاد الأوروبي. وستتعرض ألمانيا والسويد لضغط كبير. وستعمد الدول الأوروبية إلى غلق حدودها، وإلى إعادة النظر في العمل باتفاقية "شنغن". وسيكون الخاسر الأكبر في كل هذا المهاجرون والمسلمون. في المقابل، من حقنا أن نسأل عن المستفيد من تفجيرات باريس، ومن المستفيد من تدهور الأوضاع في ليبيا ودمار سوريا والعراق واليمن وغيرها من أوطان العرب، المستفيد واحد لاغير، إنها وياللأسف إسرائيل.