بقلم: خليل بن الدين مرّت سنة على تأسيس رابطة الإعلاميين الجزائريين في الخارج، تأسيس كان نتاج مخاض طويل وعسير، في الأثناء تزاحمت الأفكار والمقترحات وانبرى ثلة من الصحفيين المؤمنيين بالفكرة على إخراجها إلى العلن. بعد مرور عام نقف سريعا لتقييم تجربة أينعت، ولكنها ما زالت في حاجة إلى جهد أكبر لزيادة منسوب نجاحها وتأثيرها في الوسط الإعلامي الجزائري .. كان على الإعلاميين الجزائريين الموجودين في الخارج واجب المساهمة في تطوير الحقل الصحفي الجزائري، فهم أبناؤه وخير بلدهم الجزائر عليهم عميم .. فكيف السبيل إلى رد جزء من هذا الكرم لأهلهم وأبناء وطنهم، خاصة بعد تعدد القنوات التلفزيونية وزيادة عدد الجرائد والمواقع الإكترونية، وهي مؤسسات ساهمت في توفير فرص عمل للشباب من الصحفيين خريجي الجامعات، الذين هم في حاجة ماسة إلى تجربة من سبقوهم في هذا المجال الحيوي في صناعة الرأي العام. لم تجد رابطة الإعلاميين الجزائريين طريقا آخر أنفع وأسرع من الدورات التدريبية الموجهة للشباب من الصحفيين، ركزت الرابطة بالتعاون من بعض مراكز التدريب في الجزائر على تنظيم دورات تدريبية قليلة التكلفة، وجهت خاصة للخريجين الجدد من كليات الإعلام، والذين لايملكون القدرة المالية على الانتساب إلى دورات تدريبية مكلفة. تعددت دورات الرابطة في كل المجالات الإعلامية من المراسل التلفزيوني إلى الصحافة المكتوبة، إلى التقديم التلفزيوني إلى الصحافة الاقتصادية والرياضية وغيرها، وكل مرة كان المدربون الذين يتطوعون بجهدهم وخبرتهم ووقتهم، يجدون إقبالا كثيفا وعطشا معرفيا كبيرا من طرف المتدربين. نجحت الدورات التدريبية الأولى واستدعت دورات أخرى أكثر كثافة وتركيزا، ونجحت الرابطة في رهانها الأول، وهو ترسيخ مبدأ التدريب كأساس لمعرفة دواخل المهنة وأسرارها والتركيز على الاحترافية والموضوعية كمبادئ أساسية للعمل الصحفي الصادق والناجح. كانت المهمة الأساسية التي أُسست من أجلها رابطة الإعلاميين الجزائريين في الخارج هي التركيز على تطوير آليات العمل الصحفي، والتركيز على الاحترافية والمصداقية في الحقل الإعلام، والابتعاد كل الابتعاد عن التجاذبات السياسية والحزبية، وهذا الأمر الأخير هو الذي أدى إلى التفاف جميع الإعلاميين في الخارج من صحفيين وفنيين حول الرابطة التي استطاعت بذلك أن تجمع شتات الإعلاميين بمختلف توجهاتهم وبلدان إقامتهم، ولعل في هذه التجربة ما هو جدير بالدراسة والتمعن، وذلك من أجل العمل على لم شمل الصحفيين في داخل الوطن في جمعية أو نقابة جامعة ترتقي بالمهنة وتدافع عن العاملين في هذا القطاع كثير الحساسية، والأساسي في تطوير الشعوب والأمم، خاصة وأن الإعلام أصبح بعد التطور التكنولوجي الكبير الحاصل في وسائل الاتصالات بعدا مفصليا في رقي الأمم وتواصلها وبناء وحدتها ونموها.