– لازلنا بعيدين عن الاحترافية ونشر صور لاعبي المنتخب الوطني أكبر دليل اقتحمت ميدان الإعلام الرياضي بشجاعة في وقت رأى فيه الكثيرون أن دخول الملاعب لا يزال حكرا على الرجال، مؤكدة أن عشقها للرياضة وللإعلام الرياضي لن توقفه المظاهر السلبية التي غزت ملاعبنا في الأعوام الأخيرة، مناصرة وفية للفريق الوطني، ومحللة رياضية في واحدة من أكبر القنوات الفرنسية، ترى دائما أن الإعلام المحترف والتمسك بالمهنية بوابة نحو النجاح. تقول في هذا الحوار الذي جمعنا بها، أن الإعلام الرياضي يمكن أن يكون ميدانا تبدع فيه المرأة وتبرز كل قدراتها وتتفوق بجدارة . *كيف كانت أولى خطوات أمينة دربال في الصحافة والتحليل الرياضي بصفة خاصة؟ -صحفية جزائرية عشت وتعلمت في الجزائر، عملت في جرائد جزائرية قبل الانتقال إلى فرنسا من بينها "الشروق" و"النهار" قبل فتح قنواتهم التلفزيونية، أما عن انتقالي لفرنسا فكان خطوة أردت من خلالها خوض تجربة ثانية في الإعلام والانتقال من المكتوب إلى السمعي البصري. البداية كانت صعبة قليلا، لأني في الجزائر عملت في قسم الإعلانات والقسم التجاري، لكن لم يمنعني هذا من حضور الندوات الصحفية و الاهتمام بالتحرير، فضلت التخصص في الميدان الرياضي، لأن الرياضة هي الشيء الوحيد الذي يجمع كل الجزائريين. وأثناء تواجدي بفرنسا اتصل بي "ستاذ نيوز" لتغطية تنقل الفريق الوطني لسويسرا، فكنت مراسلتهم من جنيف، وبعدها اتصلت بي قناة "فرانس 24" كمحللة رياضية في برامجها الرياضية، وبدأت في 2014 كمحللة رياضية مختصة بالفريق الوطني الجزائري.
*الإعلام الرياضي لا يزال حكرا على الرجال، كيف وجدت أمينة دربال نفسها في هذا الوسط؟ – من المعلوم أن تواجد المرأة في الإعلام الرياضي ناقص جدا، سواء في الجزائر أو في الدول العربية، وحتى في القنوات التلفزيونية الأروبية، وهذا لم يمنعني أبدا من اقتحام هذا الميدان، بل بالعكس أردت أن أثبت قدرة المرأة على التواجد في الاستديو التحليلي ومناقشة الإعلاميين والمحللين الرياضين بحجج مقنعة، أملك أيضا وسائل الإقناع، تحليلي دائما مبني على نقاط وقواعد مهمة بعيدا عن التصادم والسلبية مع احترام الجميع دون توجيه انتقاد لأحد أو الدخول في صدام، دائما أقول إن الجنس اللطيف أينما وجد يضفي رونقا على الاستديو. كمحللة رياضية أتواجد مع عدد قليل جدا من النساء الإعلاميات اللواتي يشتغلن في هذا الميدان، سواء في الجزائر أو في الدول العربية وحتى في فرنسا. الإعلام الرياضي يمكن أن يكون ميدانا تبدع فيه المرأة زيضا ولما لا؟.
*بحكم تواجدك في الوسط الرياضي، هل تعتقدين أن المراة بإمكانها دخول الملاعب خاصة في الجزائر؟ – دخلت الملاعب الجزائرية قبل الأروبية، وكان وجودي دائما يثير فضول الموجودين هناك ودهشتهم، كنت أدخل لمتابعة الفرق الرياضية دخلت ملعب تشاكر بالبليدة، وملعب بولوغين، وملعب 20 أوت، كنت متابعة للمباراة ولا يهمني ما يقال في المدرجات. الجمهور الجزائري لم يتعود على وجود المرأة في الملاعب، لكن بما أني أحب عملي بشكل كبير جدا لا يوجد أي مانع من دخول الملعب ومحاورة اللاعبين والمسيرين والتقاط الصور، أعتقد أنها شجاعة منا نحن النساء للعمل في هذا الميدان.
* *وماذا عن "فرنس 24″، كيف هي طبيعة العمل بها؟ وجودي مع "فرانس 24″، هو للتحليل الرياضي في برنامجها الرياضية، أشارك بين الحين والآخر كمحللة رياضية.
*هل تفكرين في برنامج خاص بك؟ – أحضر حاليا لبرنامج رياضي مع قناة "الجزائرفرنسا" بعد انطلاقتها مارس المقبل، برنامجي سيكون رياضيا، يشاركني فيه الرياضي توفيق قريشي، في التحليل من الأستوديو.
* *ما رأيك في خطوة فتح قطاع السمعي البصري في الجزائر؟ -تأسفت لما وجدت عليه القطاع، بحكم وجودي في الخارج وجدت أن الإعلام في الخارج وصل إلى درجة كبيرة من الاحترافية، عكس القنوات الخاصة الجزائرية التي لا تزال بعيدة كل البعد عن الاحترافية، والسبب راجع بالدرجة الأولى إلى نقص التكوين، خاصة وأن هذه القنوات فتحت الأبواب للجميع دون أن تهتم بالجانب التكويني، كما أن عامل السرعة في إنشاء قناة وطرح البرامج لم تتح للصحفيين الوقت الكافي للتكوين، والدليل الأخطاء الكثيرة التي يقع فيها مقدمو البرامج كل مرة، خاصة وأن عدد منهم يحاور ضيوفه دون موضوعية أو يفتح المجال لنفسه لإبداء رأيه الشخصي في موضوع مع أنه من المفترض وما تنص عليه المهنية والاحترافية هو أن يبقى الصحفي بعيدا عن الصراع، وأن يترك المجال لضيوفه لتقديم آرائهم، نقدها أو تأييدها ليس من اختصاص مقدم البرنامج إلا في حالات خاصة جدا، وللأسف أغلب المنشطين لا يفرقون بين ما يجب أن يقال أمام الكاميرا كصحفيين يمثلون قناة ومجتمع وما يمكن أن يقال بعيدا عنها، وبكل صراحة أقول إن القنوات الجزائرية الخاصة، ولدت قبل أوانها ولم تأخذ الوقت الكافي للتحضير والانطلاق بشكل مهني واحترافي.
*لماذا ينجح الإعلامي الجزائري خارج البلاد فقط؟ – ينجح الإعلامي الجزائري في الخارج لتوفر مقومات الاحتراف، وكذلك لاحتكاكه بالكثير من الخبرات الإعلامية العربية والغربية، وعندما تجتمع عدد من الظروف ينجح. الاحتكاك بين المجتمعات يجعلك تتحمل الكثير من الأشياء خاصة الإيجابية، منها تأخذي الشيء الإيجابي من هذه الشعوب، ولا يمكننا أن نغفل عن دور المدرسة الجزائرية المعروفة جدا في الإعلام، كما أن التلفزيون الجزائري أخرج قامات كبيرة جدا معروفة في الخارج، والشيئ الذي أعطاهم هذه المكانة هي تكوينهم المستمر الذي وفرته هذه القنوات التعامل مع فريق محترف يعطيك ثقة في نفسك، ولما تعرفي أنك في قناة فيها طاقم عمل محترف جدا كل هذا الاحتكاك يجعل منك شخصا مهنيا ومحترفا، كما أن وجود عدة جنسيات في العمل يحتم عليك أن تثبتي نفسك كصحفية وكجزائرية بالدرجة الأولى. *وماذا عن الفيديو الذي تحدثت فيه عن منتقدي الفريق الوطني؟ – قمت بتصوير فيديو تحدثت فيه عن منتقدي الفريق الوطني، بعد نشر صور توضح استعمال بعض اللاعبين للهاتف أثناء المباراة، خاصة وأن تلك الصور انتشرت بصورة كبيرة جدا في مختلف القنوات العربية، وهو ما أساء جدا للفريق الوطني، المصور الذي نشر الصور على صفحته الخاصة لم يختر الوقت الصحيح لنشر تلك الصور، وقلت إنه كان من المفترض أن يتوجه للاعب أو يراسل "الفاف" ويحذرها من هذه التصرفات التي لا تليق بفريق كبير وبلاعب يلعب ضمن أندية أروبية كبيرة، العمل الذي قام به المصور عمل غير احترافي إطلاقا، وقد زاد الطين بلة، خاصة وأن الفريق الوطني كان في عين الإعصار و أي حركة تحسب ضده تثير الجمهور الجزائري، وللأسف نشر الصور لم يكن موفقا، ووجهت الكلام لزملائي الصحفيين في الجزائر ، كما أني أحترم جدا الصحفي، ولا أشك في وطنيته أو حبه للفريق الوطني، لكن أعتقد أنه أخطأ.
*ماهي وضعية الجالية الجزائرية في فرنسا؟ – لو سألتني عن بلد ثان سأقول وضيعتهم جيدة، أما في فرنسا فالصورة ضبابية لن أقول إنها سيئة لكنها ليست كما في الماضي، خاصة وأن فرنسا لها موقف من الإسلام، وأصبح كل العرب مستهدفين. كجزائريين نملك ثقلا في فرنسا، لأننا الأقدم والأكثر عددا ونتواجد في كل مكان وفي كل الميادين، لكن هناك صدامات تحدث بشكل دوري على الجزائريين، لا يحب الظلم ولا الإهانة، وهو ما جعله يصطدم أكثر من الجاليات الأخرى. *وبالنسبة لأمينة دربال الإنسانة، كيف تعيش أيامها في باريس، وكيف تربط بين عملها وحياتها الخاصة؟ أمينة دربال إنسانة تعيش يومها بشكل إيجابي جدا، طفلة بداخلي لم تكبر بعد، لازلت أتجول في "ديزني لاند" أعيش بإيجابية بعيدا عن السلبية، عندما أجد إنسانا يريد أن يجذبني للاسفل بسلبيته ابتعد عنه بصورة تلقائية، عشت وتربيت في بيت محافظ ككل الجزائريات، واجهت صعوبة في إقناع والدي بالعمل في الخارج، فقد كانا ضد فكرة الصحافة والعمل في فرنسا، لكن أقول إن العزيمة والمثابرة وحب الصحافة التي أخذتني من دون أن أشعر، رغم أن مجال دراستي بعيد كل البعد عن الصحافة جعلني أبرز وأوفق في العمل في هذا الميدان، يومياتي في باريس العمل وبعده المشي و زيارة المتاحف وقاعات السينما وحتى الحفلات التي تقام هناك، لدي أصدقاء من كل الدول العربية التقي بهم بشكل دوري، نلتقي نتحدث ونتحاور بهدوء واحترام تام، وبالنسبة لي الاحتكاك بالآخر يفتح أمامك الباب واسعا لمعرفة الآخر وثقافته، ويساعدك على توسيع أفقك المعرفي بصورة كبيرة جدا. * ما رأيك في جريدة "الحوار" ؟ أتصفح بين الحين والآخر جريدة "الحوار" عبر صفحتها وموقعها، بصراحة تجربة كبيرة جدا أتمنى أن تتطور أكثر وتنشر بصورة أكبر في الوسط الإعلامي الجزائري، أتمنى لها دوام الاحترافية والتفوق، خاصة وأنه تحت قيادة المدير، محمد يعقوبي، فهو بالتأكيد يملك الخبرة والتجربة ما يكفي لتطوريها ودفعها قدما نحو الأفضل رفقة الطاقم النشيط العامل معه. حاورتها: سهام حواس